القاهرة-محمد منصور
وجد باحثون في معهد "كينغز كوليدج" في العاصمة البريطانية لندن، للطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب، مجموعات صغيرة من الخلايا في الدماغ تحدد المواقع التي يمكن أن تنشأ فيها الأورام الخبيثة.
وحللت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Neuro-Oncology Advances"، الخميس، أجزاء من أنسجة المخ البشرية الحية المستخرجة من 20 شخصاً خضعوا لجراحة أورام المخ، في مستشفى "كينغز كوليدج" الذي يُعد أكبر مركز لعلاج الأورام العصبية في أوروبا.
ووجد الباحثون مجموعات من الخلايا الورمية الحميدة متجمعة حول الأوعية الدموية، إذ يعتقدون أن هذه المواقع يمكن أن تكون "بذوراً" لتطور الورم الخبيث، وهي العملية التي يصبح الورم من خلالها سرطاناً سريع النمو وغير خاضع للسيطرة.
ولدراسة أنسجة المخ، قام جراحو الأعصاب بتبريد سطح الدماغ أثناء إجراء الجراحة، ثم أخذوا عينة ووضعوها في محلول السائل النخاعي. وبمجرد نقلها إلى المختبر، وُضعت في غرفة حضانة مصغرة مصممة خصيصاً لهذه الدراسة، حيث تم غسلها في محلول يجعل خلايا الورم الحية تتألق وتسهل دراستها تحت المجهر.
"بحث مهم"
من جانبه، وصف الدكتور جيرالد فينيرتي، المؤلف الرئيسي للدراسة، بأن البحث "مهم للغاية"، إذ استطاع فريقه تحديد "النقاط الساخنة" التي تُظهر العديد من السمات المميزة للسرطان قبل تطوره.
وتعطي القدرة على تحديد المناطق المعرّضة لخطر أكبر للإصابة بالأورام الخبيثة فرصة أفضل لمعرفة سبب تحوّل ورم الدماغ الحميد إلى ورم خبيث.
ويصعب علاج سرطانات الدماغ لأنها شديدة التوغل، حتى بعد الجراحة والعلاج الكيميائي الإشعاعي، يبقى هناك خطر كبير من ترك بعض الخلايا السرطانية، ما يزيد من احتمالية عودة السرطان. وهذا يعني أن العديد من المرضى الذين يعانون منه لا يعيشون أكثر من عام واحد.
