"خلايا غير طبيعية".. كيف تكتشف الإصابة باللمفومة اللاهودجكيِنية؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
باحث يفحص عينة أنسجة خلايا سرطان غدد ليمفاوية بمستشفى جونز هوبكنز بولاية ماريلاند في الولايات المتحدة. 21 يونيو 2018 - AFP
باحث يفحص عينة أنسجة خلايا سرطان غدد ليمفاوية بمستشفى جونز هوبكنز بولاية ماريلاند في الولايات المتحدة. 21 يونيو 2018 - AFP
بالتعاون مع مايو كلينك -الشرق

اللمفومة اللاهودجكينية هي نوع من السرطان، يبدأ في الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة الأمراض في الجسم. وعند الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية، تنمو خلايا الدم البيضاء التي تُسمى الخلايا اللمفية بشكل غير طبيعي، وقد تكوِّن أوراماً في مختلف أجزاء الجسم.

واللمفومة اللاهودجكينية فئة عامة من فئات اللمفومة، وتوجد أنواع فرعية عديدة تندرج ضمن هذه الفئة. ومن الأنواع الفرعية الأكثر شيوعاً لمفومة الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة واللمفومة الجُريبية. والفئة العامة الأخرى للمفومة هي لمفومة هودجكين.

وساعدت التطورات في تشخيص اللمفومة اللاهودجكيِنية وعلاجها على تحسين تشخيص المصابين بهذا المرض.

الأعراض

قد تشمل علامات وأعراض اللمفومة اللاهودجكينية:

  • تورم العُقَد اللمفية في الرقبة أو الإبط أو الأربية
  • الشعور بالألم أو الانتفاخ في البطن
  • الشعور بالألم في الصدر أو السعال أو صعوبة التنفس
  • الإرهاق المستمر
  • الحُمَّى
  • التعرّق الليلي
  • نقص الوزن مجهول السبب

الأسباب

في معظم الحالات، لا يعرف الأطباء أسباب الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية. وتبدأ الإصابة عندما يُنتج الجسم عدداً كبيراً جداً من الخلايا اللمفية غير الطبيعية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء.

تمرُّ الخلايا اللمفية عادةً بدورة حياة يمكن التنبؤ بها، إذ تموت الخلايا اللمفية القديمة، ويُنتج الجسم خلايا جديدة لتحلَّ محلَّها. لكن عند الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية، لا تموت الخلايا اللمفية، ويستمر الجسم في تكوين خلايا جديدة. ويجتمع هذا العدد المفرط من الخلايا اللمفية داخل العُقَد اللمفية؛ ما يتسبب في تضخُّمها.

الخلايا البائية والخلايا التائية

غالباً ما تبدأ اللمفومة اللاهودجكينية في:

الخلايا البائية. الخلايا البائية نوع من الخلايا اللمفية التي تكافح العدوى عن طريق إنتاج أجسام مضادة لتحييد الأجسام الدخيلة. وتنشأ معظم حالات اللمفومة اللاهودجكينية من الخلايا البائية.

 تتضمن الأنواع الفرعية للمفومة اللاهودجكينية، التي تؤثر في الخلايا البائية، اللمفومة الناشرة بالخلايا البائية الكبيرة واللمفومة الجريبية ولمفومة الخلايا القشرية ولمفومة بوركيت.

الخلايا التائية. الخلايا التائية نوع من الخلايا اللمفية تشارك في قتل الأجسام الدخيلة مباشرة. وتصيب اللمفومة اللاهودجكينية الخلايا التائية بدرجة أقل. تتضمن الأنواع الفرعية للمفومة اللاهودجكينية، التي تؤثر في الخلايا التائية، لمفومة الخلايا التائية المحيطية ولمفومة الخلايا التائية الجلدية.

كما يساعد تحديد منشأ اللمفومة اللاهودجكينية، سواء كانت من الخلايا البائية أم من الخلايا التائية، في تحديد خيارات العلاج.

أين تظهر اللمفومة اللاهودجكينية؟

تتسم اللمفومة اللاهودجكيِنية بوجود الخلايا اللمفاوية السرطانية في العُقَد اللمفية. ولكن قد ينتشر المرض أيضاً في سائر أجزاء الجهاز اللمفاوي. بما في ذلك الأوعية اللمفاوية، واللوزتان، والغُدَّانيَّات، والطحال، والتوتة، ونخاع العظم. وقد تُصيب اللمفومة اللاهودجكيِنية في بعض الأحيان أعضاءً خارج الجهاز اللمفاوي.

المعالجة

تتوفر العديد من علاجات اللمفومة اللاهودجكيِنية. ويتوقف أنسب علاج أو توليفة علاجية للحالة على الظروف الخاصة بحالة اللمفومة، مثل أنواع الخلايا المصابة ومدى خطورة اللمفومة. ويُراعي الطبيب أيضاً الحالة الصحية العامة والتفضيلات الشخصية.

إذا كانت اللمفومة بطيئة الانتشار (خاملة) ولا تسبب ظهور مؤشرات أو أعراض، فقد لا تحتاج إلى تلقي علاج فوري. وبدلاً من ذلك، قد يوصي الطبيب بزيارات منتظمة للفحص كلَّ بضعة أشهر لمراقبة الحالة والتأكد من عدم تفاقم السرطان.

إذا كانت اللمفومة اللاهودجكيِنية عدوانية، أو تسبب ظهور مؤشرات وأعراض، فقد ينصح الطبيب بالخضوع للعلاج. وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

العلاج الكيميائي

العلاج الكيميائي هو علاج دوائي يُستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية. ويمكن أخذه فموياً أو عن طريق الحقن. ويمكن أخذ العلاج الكيميائي بمفرده، أو مع عقاقير كيميائية أخرى، أو دمجه مع علاجات أخرى.

يشيع استخدام العلاج الكيميائي كعلاج أولي للمفومة اللاهودجكينية. ويمكن أن يكون خياراً مناسباً إذا عاودت اللمفومة الظهور بعد تلقي العلاجات الأولية.

بالنسبة إلى الأشخاص المصابين باللمفومة اللاهودجكينية، يُستخدم العلاج الكيميائي أيضاً ضمن عملية زرع نخاع العظم، والتي تُعرف كذلك باسم زرع الخلايا الجذعية. ويمكن أن تساعد الجرعات العالية جداً من عقاقير العلاج الكيميائي على تهيئة الجسم لعملية الزرع.

العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي حُزماً مرتفعة الطاقة مثل الأشعة السينية والبروتونات للقضاء على الخلايا السرطانية. وأثناء جلسة العلاج الإشعاعي، يُوضع المريض على طاولة، ثم يتحرك جهاز من حوله، ويسلط حزم الطاقة على مواضع معينة من جسمه.

في أنواع معينة من اللمفومة اللاهودجكيِنية، قد يكون العلاج الإشعاعي هو النوع الوحيد من العلاج اللازم، وعلى الأخص إذا كانت اللمفومة بطيئة الانتشار، وتوجد في موضع أو موضعين فقط. ويُستخدم الإشعاع بصورة أكثر شيوعاً بعد العلاج الكيميائي لقتل أي خلايا لمفومية متبقية. ويمكن تسليط الإشعاع على العُقَد اللمفية المصابة، والعُقَد الموجودة في المنطقة المجاورة التي قد يتطور بها المرض.

المعالجة الدوائية الاستهدافية

تركز العلاجات الدوائية الاستهدافية على تغيرات معينة شاذة موجودة داخل الخلايا السرطانية. ومن خلال منع هذه التغيرات الشاذة، من الممكن أن تؤدي العلاجات الدوائية الاستهدافية إلى موت الخلايا السرطانية.

يمكن استخدام الأدوية الاستهدافية بمفردها مع اللمفومة اللاهودجكيِنية، ولكنها عادةً ما تُدمَج مع العلاج الكيميائي. ويمكن استخدام هذه التوليفة العلاجية كعلاج أولي، وكذلك كعلاج ثانٍ في حال معاودة الإصابة باللمفومة.

تعديل الخلايا المناعية وراثياً لمكافحة اللمفومة

يوجد علاج تخصصي يُسمى العلاج باستخدام الخلايا التائية لمستقبلات المستضد الخيمرية، وخلال هذا العلاج تُسحب الخلايا التائية القاتلة للجراثيم من الجسم، وتُعدَّل وراثياً لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية، ثم يُعاد حقنها مرةً أخرى إلى الجسم.

وقد يكون العلاج باستخدام الخلايا التائية لمستقبلات المستضد الخيمرية خياراً مناسباً لأنواع معينة من اللمفومة اللاهودجكيِنية بائية الخلايا.

زرع نخاع العظم

يُعرَف زرع نخاع العظم أيضاً باسم زرع الخلايا الجذعية، ويتضمن استخدام جرعات كبيرة من العلاج الكيميائي والإشعاعي لتثبيط نخاع العظم والجهاز المناعي. ومن ثم، تُضَخ خلايا جِذعية سليمة لنُخاع العظم من الجسم، أو من مُتبرِّع إلى الدم، حيث تصِل إلى العظام، وتُعيد بناء نُخاع العظم.

قد يكون التدخل الجراحي خياراً متاحاً إذا لم تجد العلاجات الأخرى نفعاً.

العلاج المناعي

يعتمد العلاج المناعي على الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان. قد يعجز الجهاز المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض عن مهاجمة السرطان، وذلك لأن الخلايا السرطانية تُنتِج بروتينات تُخفيها عن خلايا الجهاز المناعي. ويعمل العلاج المناعي من خلال التداخُل مع تلك العملية.

قد تكون عقاقير العلاج المناعي خياراً مناسباً لأنواع معينة من اللمفومة اللاهودجكيِنية إذا لم تجدِ العلاجات الأخرى نفعاً.

هذا المحتوى من مايو كلينك*

تصنيفات

قصص قد تهمك