يحب الناس الحصول على الكافيين، سواء من القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو مشروبات طاقة، إذ يعد المنبّه الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يستهلك 90% من البالغين الكافيين بشكل من الأشكال يومياً.
ويسهُل الحصول على الكافيين بخياراته ونكهاته، إذ تُعبأ مشروبات الطاقة بالتحديد في عُلب برّاقة وتُسمى بأسماء مميزة، لكن هل هذه المشروبات خيار صحي للحصول على الجرعة اليومية من الكافيين؟ هل تحتوي مشروبات الطاقة على كمية كافيين أكبر من القهوة العادية؟ وما هو حد الإفراط في تناول الكافيين؟
وتختلف تأثيرات الكافيين على الصحة من شخص لآخر وتعتمد على الجرعة المتناولة، إذ ثبتت فاعليته في تحسين الانتباه وسرعة رد الفعل واليقظة والقدرة على التركيز.
ويمكنه التخفيف من الآثار الضارّة الناتجة عن الحرمان من النوم، كما أن مَدخول الكافيين يرتبط بتقليل خطر الإصابة بداء باركنسون وداء الزهايمر والتشمع الكبدي الكحولي والنقرس.
ولكن في الوقت نفسه، فإن مَدخول الكافيين يرتبط بالتوتر والأرق وسهولة الاستثارة ونوبات الهلع، وقد يكون المصابون مسبقاً باضطراب القلق أكثر عرضة لهذه الآثار، فقد يؤدي الكافيين إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، كما يرتبط المَدخول العالي بزيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول.
ما معدل الكافيين المناسب؟
إن تناول حتى 400 ميليجرام من الكافيين يومياً يعد كمية آمنة لأغلب البالغين، إذ تحتوي أغلب المشروبات على 100- 300 ميليجرام من الكافيين في كل حصة غذائية، بينما تحتوي القهوة المُعدّة منزلياً على 80-100 ميليجرام من الكافيين في كل حصة غذائية.
وقد يسبب تناول مَدخول زائد من الكافيين، أي أكثر من 400 ميليجرام يومياً، خفقاناً ورُعاشاً واضطراباً مَعدياً مَعوياً، كما يرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين بزيادة خطر اكتساب سلوكيات إدمانية أخرى مثل التدخين والإفراط في تناول الكحوليات.
مشروبات الطاقة والسكر
والمكون الآخر الذي يجب التحقق منه في مشروبات الطاقة هو السكر، إذ تحتوي العديد من هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر المضاف أو غيره من المُحليّات.
وقد يسهم مَدخول السكر العالي في الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، لذا توصي التوجيهات الغذائية بالحد من مَدخول السكريات المضافة إلى نسبة لا تتجاوز 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
هل مشروبات الطاقة سيئة؟
مشروبات الطاقة ليست سيئة بالكُلية، خاصة إذا اسُتهلكت باعتدال، حيث يحتوي بعضها على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
ويحتوي بعضها الأخر على المكمّلات العشبية، مثل الجينسنج والجرنا، والتي يمكن تناولها لزيادة الطاقة واليقظة العقلية، لكن يجب توخي الحذر عند تناول هذه المواد، حيث إن الأبحاث حول سلامتها وفاعليتها محدودة.