دراسة جديدة تُفسر أسباب جفاف العين.. وعدة نصائح للوقاية

البحث كشفت تغيرات في التركيب الميكروبي للمصابين مقارنة بالأصحاء

time reading iconدقائق القراءة - 5
رسم توضيحي لإحدى علاجات القناة الدمعية في العين. - مايو كلينك
رسم توضيحي لإحدى علاجات القناة الدمعية في العين. - مايو كلينك
القاهرة-محمد منصور

يعاني الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم من متلازمة العين الجافة، والتي تُسبب جفاف العينين، والتهيُّج، والاضطرابات البصرية.

وفي حين يُنظر إلى ذلك المرض على كونه اضطراب نقص الدموع، أو التبخر المفرط للدموع، تشير دراسة جديدة، نُشرت خلال فعاليات مؤتمر الجمعية الأميركية للكيمياء الحيوية والجزيئية، مؤخراً، إلى أن البيئة الميكروبية داخل العين قد تؤدي دوراً مهماً في التسبب في المرض. 

ويؤدي جفاف العين لدى المصابين إلى الشعور بعدم الراحة، مثل الشعور بلَسع أو حَرق في العينين، خصوصاً عند ركوب الطائرة، أو الجلوس في غرفة مكيفة الهواء، أو في أثناء ركوب الدراجة، أو بعد الجلوس أمام شاشة الحاسوب لبضع ساعات.

أسباب جفاف العين

وكشفت نتائج الدراسة عن تغيرات كبيرة في التركيب الميكروبي لسطح العين، لدى الأفراد الذين يعانون جفاف العين، مقارنة بالأشخاص الأصحاء. 

وبحسب الدراسة، جمع الباحثون عينات من عيون 30 متطوعاً باستخدام مسحة، ثم أجروا تسلسلاً جينومياً، وتحليلاً للمعلومات الحيوية لتحديد توزيع الميكروبيوم للمرضى، ومقارنتهم بالأشخاص الأصحاء.

وأظهر التحليل أن أنواعاً من البكتيريا العقدية، والبكتيريا العصوية كانتا أكثر الجراثيم انتشاراً في العيون السليمة، بينما كانت أنواع أكثر من العصيات سالبة الجرام موجودة في ميكروبيوم العين للأشخاص الذين يعانون جفاف العين.

ويُعتقد أن المستقلبات التي تنتجها هذه البكتيريا هي المسؤولة عن حالات جفاف العين.

ويجري الفريق العلمي حالياً المزيد من الأبحاث لفهم المسارات الأيضية المرتبطة ببكتيريا العصيات سالبة الجرام، لفهم المرض بشكل أفضل.

ويقول الباحثون إن الكشف عن التركيبات الميكروبية المتميزة التي لوحظت في العيون السليمة والمريضة يوفر رؤى قيّمة حول صحة العين ومرضها. 

وتقول رئيس فريق البحث، ألكسندرا فان كلي، وهي أستاذة في جامعة ولاية تكساس الأميركية: "بمجرد أن نفهم الكائنات الحية الدقيقة في العين بشكل صحيح، فسوف يؤدي ذلك إلى تحسين تشخيص المرض في مرحلة مبكرة". 

ويمكن أن تكون هذه المعرفة أيضاً بمثابة حافز لتطوير علاجات مبتكرة، تهدف إلى الوقاية من أمراض العين وعلاجها.

وتتضمن الدراسة أيضاً مؤشرات مهمة لفهم الآليات الأساسية للمرض، وقد توفر طرقاً جديدة للتدخل العلاجي عبر استهداف الميكروبيوم العيني، وتطوير أساليب علاجية جديدة لاستعادة التوازن الميكروبي، وتخفيف أعراض جفاف العين.

وبحسب تقرير سابق من "مايو كلينك"، فإن أسباباً متنوعة تقف وراء جفاف العين، والتي تضر بأداء الغشاء الدمعي الطبيعي. 

وتتعدد أسباب خلل الغشاء الدمعي، حيث تشمل: التغيرات الهرمونية، وأمراض المناعة الذاتية، والتهاب غدد الجفن الدهنية، وفي بعض الحالات، يكون سبب جفاف العينين هو نقص في إفراز الدموع أو زيادة تبخرها.

ويتكون الغشاء الدمعي من 3 طبقات: الطبقة الزيتية الخارجية، والطبقة المائية الوسطى، والطبقة المخاطية الداخلية، إذ بفضل هذا المزيج، يظل سطح العين رطباً وناعماً.

الوقاية من جفاف العين

يمكن للمصابين بجفاف العين، منع أو تقليل ظهور الأعراض عليهم، عن طريق تفادي المواقف التي ينتج عنها ظهور الأعراض.

إذا كنت أحد هؤلاء المصابين، فعليك تجنب استقبال الهواء مباشرة إلى عينيك، سواء من مجفف شعر، أو مكيف هواء، أو المراوح، واستخدم مرطبات الهواء؛ فمرطب الجو قد يعمل على زيادة رطوبة الهواء الجاف بالأماكن المغلقة في الشتاء، ويمكنك أيضاً ارتداء نظارة شمسية مع تزويد الجزء العلوي منها وجوانبها بواقيات لمنع دخول الرياح والهواء الجاف للعين.

وتشمل نصائح الوقاية من جفاف العين أيضاً: إراحة العينين إذا كنت تقوم بمهام قد تستغرق وقتاً طويلاً، مثل القراءة، أو أي نشاط يستلزم تركيزاً بصرياً لمدة طويلة. في هذه الحالة، احرص على إغلاق عينيك بضع دقائق، أو ارمش بهما لثوانٍ بشكل متكرر. هذه العملية ستوزع الدموع بالتساوي داخل العينين.

 عندما تجد نفسك في مناطق يكون فيها الهواء جافاً للغاية، مثل المناطق المرتفعة والصحراوية، وعلى متن الطائرات، عليك اللجوء إلى إغلاق عينيك لدقائق، على نحو متكرر، لتقليل تبخر الدموع. وعند استخدام الحاسوب، اجعل الشاشة في وضعية منخفضة عن مستوى عينيك، لأن وضعها في مستوى أعلى سيجعلك تفتح عينيك أكثر لتتمكن من الرؤية. 

 وإذا كنت مدخناً فعليك التفكير الجدي في الإقلاع عن التدخين، واطلب مساعدة طبيبك، مع العمل على الابتعاد عن المدخنين كلما أمكنك ذلك، فالدخان يزيد حدة أعراض جفاف العين. 

وللمصابين بجفاف العين المزمن، فعليهم استخدام قطرات العين حتى عندما لا تظهر عليهم أعراض الجفاف، فالدموع الاصطناعية، التي توفرها تلك القطرات، تحافظ على ترطيب العينين جيداً.

تصنيفات

قصص قد تهمك