طرق علاج قصر النظر ونصائح لحماية البصر

time reading iconدقائق القراءة - 8
سيدة تجري فحصاً للعين في ألمانيا. 27 يناير 2005. - DPA via AFP
سيدة تجري فحصاً للعين في ألمانيا. 27 يناير 2005. - DPA via AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

قصر النظر (حسر البصر)، وهو مرض بصري شائع، حيث يستطيع المصابون به رؤية الأشياء القريبة بوضوح، بينما تبدو الأشياء البعيدة ضبابية.

يحدث ذلك عندما يُسبب شكل العين، أو بالأحرى شكل أجزاء معينة منها، انكسار أشعة الضوء على نحو غير دقيق، حيث إن أشعة الضوء التي يجب أن تتركز على الأنسجة العصبية في الجزء الخلفي من العين (الشبكية)، تتركز أمام الشبكية بدلاً من ذلك.

ويظهر قِصَر النظر عادة أثناء مرحلتَي الطفولة والمراهقة، ثم يصبح في العادة أكثر استقراراً بين سن العشرين والأربعين عاماً، ويُتوارث حَسر البصر عادة بين أفراد الأُسر المصابة به.

يمكن أن يؤكد فحص أساسي للعين مدى الإصابة بقصر النظر.. يمكنك تعويض الرؤية الضبابية باستخدام نظارة طبية، أو عدسات لاصقة، أو إجراء جراحة انكسارية.

أعراض قصر البصر

قد تشمل مؤشِّرات قصر النظر وأعراضه:

  • تشوش الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة.
  • الحاجة إلى إغماض العينين، أو إطباق الجفنين جزئياً من أجل الرؤية بوضوح.
  • الصداع.
  • إجهاد العين.

قد يجد الأطفال صعوبة في رؤية الأشياء الظاهرة على السبورة البيضاء، أو شاشات العرض في قاعات الدراسة. غير أن الأطفال الأصغر سنًا ربما لا يُعبّرون عن مواجهتهم صعوبة في الرؤية، ولكنهم قد ينتهجون السلوكيات التالية التي تشير إلى صعوبة الرؤية:

  • يُغمِضون أعينهم بصورة متواصلة.
  • يبدو أنهم لا يُدرِكون وجود الأشياء البعيدة.
  • يرمشُون بأعينهم بصورة مفرطة.
  • يفركون أعينهم كثيراً.
  • يجلسون بالقرب من التلفزيون.

نصائح للفحص المنتظم

من الممكن أن يجهل الأطفال والبالغون، على حد سواء، وجود مشكلات أو تغيرات في الرؤية لديهم تحدث تدريجياً، لذلك توصي الأكاديمية الأميركية لطب العيون بإجراء فحوصات العين بشكل منتظم، لضمان الحصول على التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.

أسباب قصر النظر

تحتوي عيناك على جزأين يعملان على تركيز الصور:

  • القرَنية: وهي السطح الأمامي الشفاف من عينيك، وتتخذ شكل القُبَّة.
  • العدسة: وهي جسم شفاف في حجم حبة حلوى إم أند إمز وشكلها تقريباً.

وكي تتمكن من الرؤية، ينبغي أن تمر الأشعة الضوئية من خلال كل من القرنية والعدسة، ويقوم هذان الجزآن بحَرْف (كسر) الأشعة الضوئية، وبالتالي تتركز الأشعة الضوئية مباشرةً على الأنسجة العصبية (الشبكية) الموجودة في مؤخرة العين، ومن ثم تحوِّل هذه الأنسجة الأشعة الضوئية إلى إشارات تُرسل إلى المخ، ما يجعلك قادراً على إدراك الصور.

الأخطاء الانكسارية

قصر النظر هو خطأ انكساري، وتحدث هذه المشكلة عندما يؤدي شكل القرنية أو حالتها -أو شكل العين نفسها- إلى تركيز الضوء بشكل غير دقيق، ومن ثمّ مرور الضوء إلى العين.

ينتج قصر النظر عادةً عن الطول الزائد للعين، أو اتخاذها شكلاً بيضاوياً، وليس دائرياً. وقد يحدث أيضاً بسبب التحدُّب الشديد للقرنية. وتؤدي هذه التغيرات إلى وصول أشعة الضوء إلى نقطة معيّنة أمام الشبكية ومرورها إلى العين. ومن ثم فالرسائل المرسلة من الشبكية إلى الدماغ يعتبرها الدماغ ضبابية ومشوشة.

ومن الأخطاء الانكسارية الأخرى ما يلي:

  • طول النظر (مد البصر): يَحدث عندما تكون مقلة العين أقصر من الطبيعي، أو عندما يكون تحدُّب القرنية أقل مما ينبغي. قد يرى بعض الأشخاص الأشياء البعيدة واضحة إلى حد ما، بينما تبدو الأشياء القريبة مشوشة عند رؤيتها. ويرى بعض الأشخاص ممن لديهم طول النظر الأشياء ضبابية عند رؤيتها من المسافات جميعها.
  • انحراف النظر: يحدُث ذلك عندما تكون تحدُّب القرنية أو العدسة أكثر حدة في اتجاه أكثر من الآخر. وتبدو الرؤية مشوشة أو ضبابية من المسافات جميعها.

تشخيص قصر النظر

يُشخَّص قصر النظر بفحص أساسي للعينين. ومن المرجح أن يسألك طبيب العيون عن التاريخ المَرَضي لك، أو لطفلك وعن أي أدوية يتناولها.

علاج قصر النظر

يركز الهدف المعتاد لعلاج قصر النظر على تحسين الإبصار بالمساعدة على تركيز الضوء على الشبكية من خلال استخدام عدسات تصحيحية، أو جراحة تصحيح الانكسار. كما تشمل طرق علاج قصر النظر أيضاً المتابعة الدورية للكشف عن مضاعفات المرض، مثل المياه الزرقاء، وإعتام عدسة العين، وانفصال الشبكية.

العدسات الموصوفة طبيّاً

يعالج ارتداء العدسات التصحيحيَّة قصر النظر من خلال تعديل انحناء القرنية الزائد، أو الطول الزائد للعين. وتشمل أنواع العدسات الموصوفة طبيّاً:

  • النظارات الطبية

 طريقة بسيطة وآمنة لجعل الرؤية حادة بعلاج خللها الناتج عن قصر البصر. يمكن أيضاً تصميم عدسات النظارات لتصحيح مجموعة من الأخطاء الانكسارية، مثل قصر البصر، وانحراف النظر، وقُصُوّر البصر الشيخوخي.

  • العدسات اللاصقة

هي أقراص بلاستيكية صغيرة تُوضع على القرنية مباشرة. وقد تُصحّح العدسة اللاصقة الواحدة أكثر من خطأ انكساري. وتصنع هذه العدسات من مواد متنوعة، ولها متطلبات رعاية متباينة. من الممكن أن يُوصي اختصاصي العيون باستخدام العدسات اللاصقة الأنسب للأدوية الموصوفة لك ولنمط حياتك.

الجراحة الانكسارية

تقلل الجراحة الانكسارية من الحاجة إلى استخدام النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. يستخدم جراح العيون الليزر لإعادة تشكيل القرنية، وبالتالي تقل الحاجة إلى ارتداء عدسات قصر البصر التي يصفها الطبيب. تجدر الإشارة إلى أن المريض قد يحتاج إلى استخدام النظارات الطبية لبعض الوقت، حتى بعد إجراء الجراحة.

  • تصحيح تحدُّب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر (LASIK)

في هذا الإجراء الطبي، يصنع جراح العيون سَديلة رفيعة متحركة داخل قرنيتك. ثم يستخدم الليزر لإزالة بعض أنسجة القرنية لتسطيح شكلها المقوس. وعادةً يكون التعافي من جراحة تصحيح تحدب القرنية الموضعي بواسطة الليزر أسرع وأقل إزعاجاً للمريض من جراحات القرنية الأخرى.

  • اقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK)

يصنع جراح العيون سَديلة رفيعة للغاية في الغطاء الواقي الخارجي للقرنية (الظهارة) فقط. ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية لتسطيح تقوُّسها، ثم يعيد وضع الظهارة في موضعها.

  • كشط القرنية الليزري (PRK)

يشبه هذا الإجراء الطبي اقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر، فيما عدا أن الجرَّاح يزيل الغطاء الواقي الخارجي للقرنية بالكامل، ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية. وتُغطى القرنية بعدسة لاصقة واقية توضع مؤقتاً لحين تكوُّن الظهارة مرة أخرى بصورة طبيعية، بما يتواءم مع شكل قرنيتك الجديد.

  • استئصال العُديسة عبر قطع جراحي صغير (SMILE)

لا يصنع الجراح في هذا الإجراء الطبي أي سدائل، ولا يزيل الظهارة. ولكنه يستخدم الليزر بدلاً من ذلك في قطع جزء صغير على شكل قرص (عُديسة) من القرنية، ثم يُزال هذا الجزء بعدها من خلال شق صغير في القرنية.

تجدر الإشارة إلى أن الإجراءات الجراحية ليست خياراً مناسباً للمصابين جميعهم بقصر البصر. ولكن يوصى باللجوء إلى الجراحة فقط في حال عدم تراجع مستوى قصر البصر، وثباته عند حد معين. وسيوضح لك جراح العيون فوائد كل خيار من خيارات العلاج الجراحية ومخاطره.

إبطاء قصر النظر

يستمر الباحثون وممارسو التجارب السريرية في البحث عن طرق أكثر فعالية لإبطاء تقدم قصر النظر في الأطفال والمراهقين. تتضمن أهم العلاجات الواعدة ما يلي:

  • أتروبين

تُستخدم قطرات أتروبين عادةً لتوسيع حدقة العين، كجزء من فحص العين، أو قبل جراحة العين وبعدها. ويمكن أن تساعد الجرعات المنخفضة من قطرات أتروبين للعين على إبطاء تقدم قصر النظر.

  • قضاء وقت أطول بالخارج

يمكن أن يقلل قضاء وقت بالخارج خلال فترة الطفولة، والمراهقة، وسنوات البلوغ المبكر من خطر الإصابة بقصر النظر.

  • العدسات اللاصقة ذات التركيز المزدوج

هي نوع من العدسات اللاصقة التي ثبت أن لها تأثيراً في إبطاء تقدم قصر النظر.

  • تصحيح تحدب القرنية

حيث يمكن وضع عدسة لاصقة صلبة خلال الليل لفترة مؤقتة بغرض إعادة تشكيل القرنية. وهذه العدسة ليست مخصصة للارتداء خلال النهار. وقد أظهرت الدراسات أن هذا العلاج يمكن أن يبطئ تقدم قصر النظر.

هذا المحتوى من "مايو كلينك".

تصنيفات

قصص قد تهمك