الصين.. علاج جيني جديد يعيد السمع للأطفال المصابين بالصمم

time reading iconدقائق القراءة - 4
طبيب يفحص أذن طفل داخل مستشفى في الصين. 17 أبريل 2024 - AFP
طبيب يفحص أذن طفل داخل مستشفى في الصين. 17 أبريل 2024 - AFP
واشنطن -أ ف ب

تمكّن طفل مصاب بالصمم من السمع للمرة الأولى بفضل علاج جيني طوَّره باحثون صينيون وأميركيون، في خطوة تعيد الأمل لهؤلاء المصابين منذ ولادتهم بطفرة جينية نادرة.

وبات في إمكان تشو يانج يانج (3 سنوات) أن ينادي والدَيه، وأن يسمّي الألوان، وهو الذي كان مصاباً بالصمم تماماً قبل بضعة أشهر فحسب.

هذا الصبي واحد من 5 أطفال تمكنوا من السمع للمرة الأولى بفضل العلاج الجيني الثوري الذي تلقَّاه في إطار تجربة سريرية أجراها باحثون صينيون وأميركيون.

نقطة تحول في علاج الصمم

وتفصّل هذه الدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة Nature Medicine نتائج أول تطبيق لهذا الإجراء العلاجي الجيني على الأذنين. وأثمرَ هذا الإجراء إدراكاً أفضل للغة، وقدرة أكبر على إيجاد مصدر الصوت؛ مما يوفره علاج أذن واحدة.

وأوضح الباحث في مختبرات "إيتون بيبادي" زينج يي تشين، أن هذه الدراسة التي كان مسؤولاً عنها بمثابة "نقطة تحوّل حاسمة"، مضيفاً أن شركات باتت تجري دراسات سريرية، من بينها اثنتان في بوسطن، لاستصدار تصريح باستخدام العلاج.

وأضاف: "إذا بقيت النتائج على ما هي عليه، ولم تُرصد أية مضاعفات، أعتقد أن الإجراء يمكن أن ينال الموافقة خلال 3 إلى 5 سنوات".

العلاج الجيني والآثار الجانبية

ويعاني نحو 26 مليون شخص من شكل وراثي من الصمم في كل أنحاء العالم، ويركز هذا العلاج الجيني على متحورة يعانيها ما بين 2 و8% من الحالات.

وهؤلاء المرضى غير قادرين على إنتاج الأوتوفيرلين، وهو بروتين تحتاج إليه الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية لتحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كيميائية يتم إرسالها إلى الدماغ.

ويقوم الإجراء على حقن فيروس معدّل في الأذن الداخلية، يعكس المتحورة المسببة للصمم.

وقال الباحث في مستشفى يانجيانج في شنغهاي، ييلاي شو، الذي شارك في إعداد الدراسة إن "أفراد العائلة جميعاً"، ومنهم والدة تشو يانج يانج وجدته، "بكوا عندما أدركوا أن الطفل أصبح للمرة الأولى قادراً على السماع".

وسبق للباحث شو أن أدار فريقاً بحثياً توصل عام 2022 إلى أول علاج جيني من هذا النوع يعطى حالياً لكثير من الأطفال في العالم، كما في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال إن علاج الأذنين طرح مشكلات جديدة، لأن مضاعفة العمليات الجراحية تزيد من خطر الآثار الجانبية.

ولكن لم تُسجّل سوى آثار جانبية خفيفة أو متوسطة، مثل الحمى أو القيء أو زيادة طفيفة في خلايا الدم البيضاء.

ولوحظ تقدّم كبير لدى الأطفال الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و11 عاماً، وتمكَّن اثنان منهم من الاستماع إلى الموسيقى، مع أن سماع هذه الإشارة الصوتية أكثر صعوبة.

كما أن تمكّن الطفل، البالغ 11 عاماً، من فهم اللغة أكثر والتحدث بشكل أفضل، رغم الاعتقاد السائد بأن الأوان فات بالنسبة لاكتساب الدماغ هذه القدرة، إذ لم يسمع أصواتاً من قبل.

ورأى تشنج يي تشين في هذا "دليلاً على أن الدماغ يتمتع بمرونة ربما تدوم لفترة أطول مما كان يُعتقد في البداية".

وفي الانتظار، أعلن الباحثان أنهما أطلقا تجارب سريرية على الحيوانات للتوصل إلى علاجات ضد الأسباب الأخرى للصمم الوراثي، ومنها تلك المرتبطة بالجين المسبب للصمم الأكثر شيوعاً عند الولادة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية، أن من المتوقع بحلول عام 2050 أن يعاني 2.5 مليار شخص تقريباً من فقدان السمع بدرجة ما، وسيحتاج 700 مليون شخص على الأقل إلى إعادة تأهيل لمعالجة مشكلات السمع.

وأشارت إلى وجود أكثر من مليار شاب معرضين لخطر فقدان السمع الدائم الذي يمكن تجنبه بسبب ما يتبعونه من ممارسات استماع غير آمنة.

تصنيفات

قصص قد تهمك