سلطت دراسة حديثة الضوء على العلاقة بين الالتهاب الناجم عن النظام الغذائي، والمؤشر الحيوي لفشل القلب، واستخدم الباحثون مؤشر الالتهاب الغذائي الذي يسجل الأطعمة بناءً على قدرتها على التسبب في التهاب بالجسم، ثم قاموا بمقارنة هذه النتائج بمستويات مؤشر حيوي يشير إلى إجهاد القلب، وفشل القلب المحتمل.
وتم تطوير المؤشر لتقييم تأثير النظام الغذائي على الالتهاب، وهو عامل حاسم في تطور العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، والسرطان، ويصنف مؤشر الالتهاب الغذائي الأطعمة بناءً على قدرتها على التأثير في الالتهاب بالجسم.
أطعمة شديدة الالتهاب
- السكريات، والحلويات المكررة مثل المشروبات الغازية.
- اللحوم المصنعة والحمراء مثل النقانق ولحم الخنزير المقدد.
- الأطعمة المقلية بما في ذلك البطاطس المقلية، والدجاج المقلي.
- الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعجنات.
- الدهون المتحولة الموجودة في العديد من السلع المخبوزة تجارياً، والسمن.
أطعمة مسببة لالتهابات معتدلة
- الدهون المشبعة؛ مثل تلك الموجودة في منتجات الألبان كاملة الدسم واللحوم الدهنية.
- الأطعمة المصنعة مثل الوجبات الخفيفة المعبأة والوجبات السريعة.
- الزيوت التي تحتوي على أحماض أوميجا 6 الدهنية مثل زيت الذرة، وفول الصويا.
أما منتجات الألبان مثل الحليب، والجبن، والحبوب الكاملة؛ مثل خبز القمح الكامل والأرز البني، والبقوليات مثل الفول والعدس فلها تأثير محايد في مؤشر الالتهاب.
أطعمة مضادة للالتهابات
- الفواكه، خاصة التوت والبرتقال.
- الخضروات مثل الخضار الورقية والبروكلي.
- المكسرات والبذور مثل اللوز وبذور الكتان.
- أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية وبذور الشيا.
- الزيوت الصحية مثل الزيتون؛ علاوة على زيت الأفوكادو والأعشاب والتوابل بما في ذلك الكركم والزنجبيل.
- المشروبات مثل الشاي الأخضر والقهوة السوداء لها أيضاً خصائص مضادة للالتهابات.
ويتضمن حساب مؤشر الالتهاب الغذائي للأطعمة تعيين درجات محددة بناءً على إمكاناتها الالتهابية، ويتم تصنيفها على أنها مؤيدة للالتهابات "درجات إيجابية" أو مضادة للالتهابات "درجات سلبية".
وبالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون قصور القلب، فإن أولئك الذين تناولوا المزيد من الأطعمة المسببة للالتهاب لديهم مستويات أعلى من ذلك المؤشر، والذي يُعرف باسم الببتيد المدر للصوديوم NT-proBNP.
أما بالنسبة للأفراد الذين لديهم بالفعل تاريخ من قصور القلب، فتسببت تلك الأطعمة بزيادة معدلات ذلك المؤشر بشكل أعلى بكثير من هؤلاء الذين لا يتناولون تلك الأطعمة.
والببتيد المدر للصوديوم علامة حيوية يطلقها القلب استجابة لزيادة تمدد خلايا عضلة القلب، خاصة في البطينين، بسبب حالات مثل قصور القلب.
إجهاد القلب
وتقول الدراسة إن درجات مؤشر الالتهاب الغذائي الأعلى ترتبط بمستويات مرتفعة من الببتيد المدر للصوديوم، مما يشير إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة الالتهابية قد تساهم في زيادة إجهاد القلب.
ويمكن أن تسبب تلك الأطعمة الالتهاب الجهازي، مما يؤدي إلى خلل في بطانة الأوعية الدموية والإجهاد التأكسدي، ويزيد عبء العمل على القلب.
وتبطن الخلايا البطانية السطح الداخلي للأوعية الدموية، وتلعب دوراً حاسماً في تنظيم قوة الأوعية الدموية ونفاذيتها؛ ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن الذي تسببه تلك الأغذية في خلل بطانة الأوعية الدموية، إذ تفقد الخلايا البطانية وظيفتها الطبيعية. يتميز هذا الخلل بانخفاض التوافر الحيوي لأكسيد النيتريك، وزيادة الإجهاد التأكسدي، وضعف توسع الأوعية.
كما يمكن للأطعمة المسببة للالتهابات أيضاً أن تعزز الإجهاد التأكسدي، إذ يوجد خلل بين إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية والدفاعات المضادة للأكسدة ما يساهم في تلف الخلايا، بما في ذلك تلف خلايا عضلة القلب.
كما يمكن أن يؤدي الخلل الوظيفي البطاني والإجهاد التأكسدي إلى تصلب الشرايين؛ مما يزيد عبء العمل على القلب أثناء ضخ الدم ضد مقاومة أكبر، ويؤدي إلى زيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وفي نهاية المطاف، إلى فشل القلب.
وتقول الدراسة إن مقدمي الرعاية الصحية يجب عليهم التأكيد على أهمية اعتماد أنظمة غذائية مضادة للالتهابات، كما هو موضح من خلال انخفاض درجات مؤشر الالتهاب الغذائي، للتخفيف من إجهاد القلب وتحسين نتائج صحة القلب والأوعية الدموية من خلال التدخلات الغذائية.