وجد باحثون طريقة جديدة محتملة لعلاج "الاضطراب ثنائي القطب"، من خلال تجربة سريرية عشوائية، باستخدام تحفيز "انفجار ثيتا" المتقطع المتسارع، والذي أظهر قدرته على تقليل أعراض الاكتئاب بشكل كبير لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب المقاوم للعلاج.
وتحفيز "انفجار ثيتا" المتقطع المتسارع هو شكل متقدم من التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يُستخدم لتعديل نشاط الدماغ، وهو إجراء غير جراحي يستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ عبر دفعات سريعة من النبضات المغناطيسية بتردد أعلى، وفي مدة أقصر مقارنة ببروتوكولات العلاج التقليدية.
علاج الاضطراب ثنائي القطب
وتُمثّل الدراسة، المنشورة في دورية "جاما سيكتري" JAMA Psychiatry، خطوة مهمة لعلاج هذه الحالة المزمنة والمعيقة، وفي حين أن العلاجات الحالية بالمجالات المغناطيسية يمكن أن تستغرق ما بين 4 و6 أسابيع لظهور بعض النتائج، فإن هذه التقنية الجديدة تقلل العلاج إلى 5 أيام.
وشملت التجربة، التي أُجريت في الفترة بين مارس 2022، وفبراير 2024، مشاركين من العيادة الخارجية لاضطراب ثنائي القطب في ولاية بنسلفانيا الأميركية، والذين عانوا من نوبات اكتئاب متوسطة إلى شديدة.
وكان جميع المشاركين قد فشلوا سابقاً في تجربتين على الأقل لمضادات الاكتئاب، وكانوا يستخدمون مثبتات الحالة المزاجية لمدة 4 أسابيع على الأقل، وسَعَت الدراسة إلى تقييم فاعلية الطريقة الجديدة في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى هؤلاء المرضى.
مرضى الاكتئاب وعلاج محتمل
ويقول الباحثون إن التقنية الجديدة تُمثّل علاجاً محتملاً جديداً لمرضى الاكتئاب الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، والذين قد لا يستجيبون بشكل جيد للأدوية، أو لا يستطيعون تحمُّل آثارها الجانبية مع تقصير فترة العلاج بشكل كبير، وتستطيع التقنية الجديدة تحفيز خلايا عصبية تغيّر اتصال الدماغ، ما يؤدي إلى انخفاض أعراض الاكتئاب.
وفي حين تمت الموافقة على هذه التقنية من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد، فإن هذه هي أول تجربة متسارعة تركز على استخدمها لعلاج الاضطراب ثنائي القطب.
والاضطراب الاكتئابي الرئيسي، الذي يشار إليه عادة بالاكتئاب، هو اضطراب مزاجي خطير يسبب أعراضاً حادة يمكن أن تؤثر على طريقة تفكير الشخص وإدارته لحياته اليومية.
لكنه يختلف عن الاضطراب ثنائي القطب، إذ إن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بـالنوع الثاني يعانون أيضاً من نوبات الهوس أو الهوس الخفيف، مع أعراض مثل الأفكار المتسارعة التي لا يمكن السيطرة عليها أو الأرق أو مشاعر النشوة.
وعادة، قد يتناوب المرضى الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب بين مراحل الاكتئاب والهوس أو الهوس الخفيف، وتشمل العلاجات القياسية لهذا الاضطراب مثبتات المزاج مثل الليثيوم، وقد تشمل العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي.
كما طُلِبَ من جميع المرضى في الدراسة أن يكونوا في حالة استقرار مزاجي ليتم تضمينهم فيها.
مقياس تقييم الاكتئاب
وأظهر المشاركون الذين تلقّوا العلاج بالتقنية الجديدة انخفاضاً كبيراً في درجات مقياس تقييم الاكتئاب، في حين لم تُظهر المجموعة التي تتلقى تحفيزاً وهمياً انخفاضاً طفيفاً.
وشملت الدراسة المزدوجة التعمية التي يتم التحكم فيها بشكل زائف، ما يعني أنه لا المرضى ولا فريق الدراسة يعرفون من أصبح نشطاً ومن حصل على علاج زائف حتى انتهاء الدراسة، 24 مريضاً مكتئباً يعانون من اضطراب ثنائي القطب المقاوم للعلاج.
وخلصت الدراسة إلى أن العلاج أكثر فعالية من التحفيز الزائف في الحد من أعراض الاكتئاب لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب المقاومين للعلاج.
ويقول الباحثون إن هذه التقنية توفر أملاً جديداً للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب المقاوم للعلاج، وتوفر بديلاً عندما تفشل العلاجات التقليدية.