العلاج الهرموني لسرطان الثدي يقلل خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر

time reading iconدقائق القراءة - 5
مريضة بسرطان الثدي في بانكوك بتايلندا. 14 يونيو 2024 - Reuters
مريضة بسرطان الثدي في بانكوك بتايلندا. 14 يونيو 2024 - Reuters
القاهرة-محمد منصور

أفادت دراسة علمية بأن العلاج المعدل للهرمونات (HMT) المستخدم في علاج سرطان الثدي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف في وقت لاحق من الحياة.

ووجدت الدراسة التي نُشرت نتائجها في دورية "جاما"، وهي واحدة من أكبر الدراسات من نوعها، أنه على الرغم من ارتباط أدوية تعديل الهرمون بالحماية من تطور الخرف بشكل عام بنسبة 7%، إلا أن الارتباط يتناقص مع التقدم في العمر ويختلف حسب العرق.

وتؤكد النتائج التي توصّل إليها الباحثون على أهمية إدراك العوامل الفردية للمريض عند وصف الأدوية أو تطوير خطط علاج لسرطان الثدي.

ويعاني نحو ثلثي مرضى سرطان الثدي من أورام ذات مستقبلات هرمونية إيجابية، وهذا يعني أنها تنمو استجابة لهرمون الإستروجين أو البروجسترون.

وهرمون الإستروجين له وظائف عديدة في الجسم، إذ يحافظ على الجهاز التناسلي والخصائص الأنثوية لدى النساء، ويساهم في الحفاظ على صحة العظام وصحة الجهاز الدوري وغيرها من العمليات، ويتواجد في الذكور والإناث، لكنه ينتج بكميات أكبر في أجسام الإناث.

أما هرمون البروجسترون، فيلعب دوراً حاسماً في توازن الجهاز الإنجابي للإناث، حيث يساعد في تنظيم الدورة الشهرية ولكنه أيضاً يُعد الرحم لاستقبال البويضة المخصبة خلال فترة الحمل.

وبالنسبة لهؤلاء المرضى، يمكن أن تعيق أدوية تعديل الهرمونات نمو الورم عن طريق منع الهرمونات من الارتباط بهذه المستقبلات.

أدلة متضاربة

وفي حين أن استخدام هذه الأدوية يرتبط بزيادة البقاء على قيد الحياة، إلا أن هناك أدلة متضاربة بشأن ما إذا كان يزيد أو يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف المرتبط به، والحالات المنهكة التي تتميز بفقدان الذاكرة، والتغيرات في المزاج أو السلوك، وصعوبات التفكير وحل المشكلات والاستدلال.

واستخدم الباحثون في الدراسة قاعدة بيانات للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق لتحديد النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي بين عامي 2007 و2009 ممن لم يكن لديهن تشخيص سابق بالخرف أو تاريخ لاستخدام الأدوية الهرمونية قبل تشخيص سرطان الثدي.

ومن بين 18 ألفاً و808 مرضى تنطبق عليهم المعايير، تلقّى 66% منهن العلاج الهرموني خلال 3 سنوات من تشخيصهن، فيما لم تتلق العلاج 34% منهن.

وخلال متوسط 12 عاماً من المتابعة، أصيب 24% من مستخدمي العلاج الهرموني و28% من غير المستخدمين بأحد اضطرابات خرف الشيخوخة.

ولحساب خطر الإصابة بهذه الاضطرابات، أخذ الباحثون في الاعتبار خطر الوفاة المرتبط بزيادة العمر ومدة التعرض للعلاج الهرموني.

كما وجدوا أنه في حين أن استخدام هذه العلاجات كان مرتبطاً بانخفاض عام في الخطر النسبي لتطوير اضطرابات الخرف، فإن التأثير الوقائي لها كان أكثر وضوحاً في المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 69 عاماً وتضاءل مع التقدم في العمر.

وعند المرضى الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، كان هناك خطراً متزايداً للإصابة باضطرابات الخرف لدى مستخدمي علاجات التعديل الهرموني.

وتشير الدراسة إلى أن النساء الأصغر سناً قد يستفدن أكثر من العلاجات الهرمونية من حيث تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، فيما انخفضت فوائد هذه العلاجات بالنسبة للنساء في سن 75 عاماً فما فوق، ولا سيما عند اللاتي تم تحديدهن على أنهن من أصحاب البشرة البيضاء.

وكان لدى النساء من أصحاب البشرة السوداء الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 74 عاماً واللاتي استخدمن العلاجات الهرمونية انخفاضاً بنسبة 24% في الخطر النسبي للإصابة باضطرابات الخرف، وانخفضت هذه النسبة إلى 19% بعد سن الـ75.

كما انخفض خطر الإصابة بهذه الاضطرابات بنسبة 11% لدى النساء من أصحاب البشرة البيضاء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 65 إلى 74 عاماً مع استخدام العلاجات الهرمونية، ولكن اختفت هذه العلاقة المفيدة بعد سن 75 عاماً.

ويقول الباحثون إن النساء من أصحاب البشرة السوداء لديهن معدلات أعلى للإصابة بسرطان الثدي. ولا يعرف الباحثون على وجه الدقة الآليات الكامنة وراء هذه الفوارق.

تصنيفات

قصص قد تهمك