الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني، هي حالة مرضية نادرة تسبب ظهور أورام في عدة غدد صماء بالجسم، مثل الغدة الدرقية، والغدد الجار درقية، والغدد الكظرية، بالإضافة إلى الشفاه والفم والعينين والسبيل الهضمي.
ويمكن لاختبارات الجينات اكتشاف الجين المتغير الذي يسبب هذه الحالة، ما يمكّن الأطباء من علاج المشكلات الصحية الناتجة عن هذا الجين، وهي اضطراب وراثي، يمكن للأشخاص الذين يحملون الجين المتغير نقله إلى أطفالهم، إذ يكون احتمال انتقاله بنسبة 50%.
وتندرج الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني تحت نوعين رئيسيين؛ النوع (2أ) والنوع (2ب).
ويُعرف النوع (2أ) أيضاً باسم "متلازمة سيبل"، ويتسبب في حدوث سرطان الغدة الدرقية النخاعي وأورام غير سرطانية في الغدد الجار درقية والغدد الكظرية.
أما النوع (2ب)، فهو أقل شيوعاً، ويتميز بوجود سرطان الغدة الدرقية النخاعي، وأورام غير سرطانية في الغدة الكظرية، وأورام على الشفتين، واللسان، والجهاز الهضمي، دون التأثير على الغدد الجار درقية.
أعراض الأورام الصماوية المتعددة
تعتمد أعراض الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني على نوع الورم المحدد، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يظهر سرطان الغدة الدرقية النخاعي على شكل كتل في الرقبة أو الحلق، ويؤدي إلى صعوبة في التنفس أو البلع، وبحّة في الصوت، وإسهال.
أما فرط الدريقات الأولي، الذي يُسبب إفرازاً مفرطاً للكالسيوم في الدم، فقد يتسبب في آلام في المفاصل والعضلات، وإمساك، وإرهاق، ومشكلات في الذاكرة، بينما الأورام الكظرية، أو أورام القواتم، يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، والقلق، ونوبات الصداع.
الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني هي حالة وراثية، ما يعني أن الأشخاص الذين يحملون الجين المتغير يمكنهم نقله إلى أبنائهم.
وفي بعض الأحيان، قد يكون الشخص هو الأول في عائلته الذي يظهر لديه هذا الاضطراب، ويخضع المصابون بسرطان الغدة الدرقية النخاعي للفحص الدوري للكشف المبكر عن الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني.
ومن بين المضاعفات المرتبطة بالأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني، يشمل فرط الدريقات الأولي، الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، ما قد يتسبب في هشاشة العظام، وتكوين حصوات الكلى، وزيادة التبول.
وقد يظهر سرطان الغدة الدرقية النخاعي، على شكل كتلة في الغدة الدرقية أو الرقبة، وقد يتسبب في صعوبة البلع إذا كان الورم كبيراً.
كما قد تؤدي الأورام الكظرية إلى إفراز هرمونات تسبب أعراضاً متعددة مثل ارتفاع ضغط الدم والتعرق.
الوقاية من الأورام الصماوية المتعددة
تشمل الوقاية من الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني، إجراء اختبارات جينية للكشف عن الجين المتغير، وإذا تم تشخيص أحد أفراد الأسرة بالاضطراب، يُنصح بإجراء اختبارات جينية للأقارب.
ويمكن أن يشمل العلاج المبكر، استئصال الغدة الدرقية في مراحل مبكرة، كما تساعد الفحوصات الدورية على اكتشاف أي أورام في الغدد الجار درقية أو الكظرية.
ويشمل تشخيص الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني، الفحص البدني، واستعراض التاريخ الطبي والعائلي، وإجراء اختبارات جينية.
ويمكن استخدام تحاليل للدم والبول، وكذلك الفحوص التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، والأمواج فوق الصوتية لتأكيد التشخيص.
علاج الأورام الصماوية المتعددة
يعتمد علاج الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني، على مكان ونوع الأورام، فعلاج سرطان الغدة الدرقية النخاعي قد يتضمن استئصال الغدة الدرقية والعقد اللمفية المحيطة بها، بالإضافة إلى العلاج بالأدوية إذا انتشر السرطان.
وقد تتطلب ضخامة الغدة الجار درقية، استئصال الغدد المتضخمة أو جزء منها، وبالنسبة للأورام الكظرية، قد يكون الاستئصال الجراحي للغدة الكظرية هو الخيار المناسب بناء على نتائج التصوير.