صور ترصد نشاطاً "غير طبيعي" قرب منشأة "فوردو" الإيرانية قبل الضربات الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي -الشرق

أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية، خلال اليومين الماضيين، وقبل الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، نشاطاً "غير طبيعي" حول منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، تمثل في عدد كبير من الشاحنات قرب المنشأة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وقال محلل في شركة Maxar للتصوير بالأقمار الاصطناعية، إن هناك نحو 16 شاحنة كبيرة لنقل البضائع في 19 يونيو الجاري، كانت تنتشر على طول الطريق المؤدي إلى منشأة "فوردو" لتخصيب اليوارنيوم، إلى جانب حركة كثيفة.

وأوضح المحلل، أن الصور التي تم التقاطها في اليوم التالي، أظهرت تحرك معظم الشاحنات لمسافة حوالي كيلومتر واحد شمال غرب المنشأة، وفق تحليل الصور.

وتمركزت شاحنات وجرافات أخرى بالقرب من مدخل الموقع، بما في ذلك شاحنة بجواره مباشرة، ومن ثم تحركت، بحسب المحلل في شركة Maxar.

وشنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية على منشآت نووية إيرانية، وهي "فوردو"، و"نطنز"، و"أصفهان"، فيما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مسؤول إيراني لم تسمه، قوله إن جزءاً من منشأة "فوردو" تعرضت لهجوم بـ"ضربات جوية من العدو".

ونقلت وكالة "إرنا" عن مسؤول، لم تسمه أيضاً، قوله إن المواقع النووية التي قصفتها أميركا لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعاً.

ما هي منشأة "فوردو"؟

شيدت منشأة "فوردو" لتخصيب اليوارنيوم في عمق جبل قرب مدينة قم شمال طهران، وهي واحدة من أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً وسرية، صُممت خصيصاً لتحمّل الهجمات العسكرية، ولتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب مشروع إيران النووي.

ومنذ الكشف عنه في عام 2009، أصبح "فوردو" رمزاً وأصلاً تقنياً مهماً في طموحات طهران النووية.

وتتركز قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بما يصل إلى عمق نحو 100 متر، ما يجعل تدميرها باستخدام الغارات الجوية أو القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة، وتُقدّر المساحة التشغيلية داخل الجبل بعدة آلاف من الأمتار المربعة، وهي مصممة لاستيعاب آلاف من أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية المرافقة لها.

مهام "فوردو"

الغرض المعلن من منشأة "فوردو" هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية، وصُمّمت لتضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، من طراز IR-1، موزعة في سلسلتين أساسيتين من التخصيب، وعلى عكس "نطنز" الذي يُركّز على حجم الإنتاج، فإن "فوردو" بُنيت على مبدأ البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد.

وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله، كما أزالت أغلب أجهزة الطرد، لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال رئاسة دونالد ترمب، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز IR-6، حيث يوجد أكثر من 2000 منها، ما زاد من قدرتها على التخصيب بنسبة مرتفعة.

وخلال السنوات الأخيرة، وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم داخل "فوردو" بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، ما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية.

تصنيفات

قصص قد تهمك