
أبدى رعايا أجانب ارتياحهم لمغادرة إسرائيل، الثلاثاء، لكنهم عبروا في الوقت ذاته عن قلقهم على عائلاتهم وأصدقائهم الذين بقوا هناك في ظل حالة من عدم اليقين، بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق هش لوقف إطلاق النار مع إيران.
واحتشدت مجموعتان كبيرتان من الكنديين والأستراليين بفندق بتل أبيب في إطار خطط إجلاء تنظمها سفارتا بلديهما، إذ سيستقل الكنديون حافلة باتجاه الأردن وسيغادر الأستراليون على متن رحلة إلى دبي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن عن وقف لإطلاق النار في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، لكن الوضع ظل متوتراً مع اتهام إسرائيل لإيران بانتهاك وقف إطلاق النار وتهديدها بالرد، فيما نفت طهران ارتكاب أي انتهاك.
وشاركت الولايات المتحدة في الحرب في مطلع الأسبوع وألقت قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل على منشآت نووية إيرانية محصنة تقع تحت الأرض.
"شعور بالذنب"
وقالت تامار بانون (32 عاماً) التي تحمل الجنسيتين الكندية والإسرائيلية وتعيش في مونتريال وكانت تزور عائلتها، عندما اندلعت الحرب الجوية في 13 يونيو الجاري: "أعرف الآن معنى الخوف الحقيقي. لا أعتقد أنني عرفت خوفاً كهذا من قبل".
وأضافت بانون إنها "لا تزال قلقة على عائلتها وعلى إسرائيل ككل.. أريدهم أن يعيشوا حياة هادئة دون الاضطرار للتفكير في الحرب والصواريخ والقذائف".
وجاء الأسترالي مارك أفراهام (40 عاماً) من سيدني لزيارة العائلة والأصدقاء، ورغم أنه عاش ويلات الحرب لمدة 12 يوماً، فإنه يعتزم الهجرة إلى إسرائيل قريباً، ويرجع ذلك نسبياً إلى ما وصفه بـ"تزايد معاداة السامية في وطنه".
وقال أفراهام: "حاول شخص ما دهسي بسيارته وهو يصرخ بإساءات معادية للسامية قبل يومين من مغادرتي أستراليا"، مضيفاً في إشارة إلى أصدقائه وعائلته في إسرائيل "أشعر بالذنب الشديد لأنني سأغادر وهم سيضطرون للبقاء".
وتابع: "لكني أعلم أنهم سيكونون بأمان وسيعتنون ببعضهم وسأعود في غضون أقل من 12 شهراً لأكون معهم".
وقدِمت مواطنته الأسترالية تايبا آش (35 عاماً) من ملبورن إلى إسرائيل لقضاء عطلة عائلية حافلة بالمرح، وكانت ذات ليلة في الخارج مع زوجها، عندما دوت صافرات الإنذار الأولى لتحذير الناس من أجل الاحتماء.
وقالت: "لم تكن لدينا أي فكرة عما يجب القيام به"، وروت كيف ركضا عائدين إلى شقتهما المستأجرة وأيقظا أطفالهما ووقفوا جميعاً تحت الدرج في حالة من الرعب.
واكتشفت العائلة فيما بعد وجود ملجأ قريب من الشقة المستأجرة، لذا كانوا يقفزون من الفراش ليلة بعد أخرى للهرب إلى هناك كلما دوت صفارات الإنذار.
وأضافت آش: "ليس آمناً لأطفالنا أن يكونوا هنا.. ليس آمناً لسلامتهم النفسية والجسدية على حد سواء.. انتابهم الخوف والتوتر وكانوا يشعرون بانفعالاتنا رغم محاولاتنا إخفاء ذلك".
ولم تندم آش على المغادرة، وقالت: "أعتقد أن أكثر ما أتطلع إليه للعودة إلى المنزل هو الاستمتاع بنوم هادئ طوال الليل (دون اضطرابات)".