اليابان.. تراجع "شيوخ" الحزب الحاكم يفتح المنافسة على الزعامة

time reading iconدقائق القراءة - 6
توشيميتسو موتيجي يتحدث قبيل الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، في طوكيو، اليابان. 12 سبتمبر 2024 - Reuters
توشيميتسو موتيجي يتحدث قبيل الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، في طوكيو، اليابان. 12 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

انطلقت فصول منافسة جديدة على الزعامة داخل "الحزب الديمقراطي الليبرالي" الحاكم في اليابان، وسط تراجع سيطرة "شيوخ" الحزب، وهو ما مكّن عدداً قياسياً من المرشحين من خوض منافسة مفتوحة على مصراعيها لقيادة البلاد خلال فترة انتقالية حرجة.

وألقى 9 مرشحين محتملين لزعامة "الحزب الديمقراطي الليبرالي"، كلمة افتتاحية في مقر الحزب بطوكيو، لبدء الحملة الانتخابية للانتخابات التي ستجري في 27 سبتمبر الجاري، بما في ذلك مرشحان تحت سن الخمسين وامرأتان، وفق تقرير لـ"بلومبرغ".

وسيتم انتخاب الفائز كرئيس للوزراء، بسبب الأغلبية التي يتمتع بها "الحزب الديمقراطي الليبرالي" في البرلمان.

والمرشحين الأكثر شعبية في استطلاعات الرأي هم شيجيرو إيشيبا، وزير الدفاع السابق البالغ من العمر 67 عاماً، وشينجيرو كويزومي البالغ من العمر 43 عاماً، أصغر المرشحين سناً وابن رئيس وزراء سابق.

وسلط المرشّحون الضوء على نقاط قوتهم في كلماتهم الافتتاحية، إذ صوّر كويزومي نفسه مصلحاً نشيطاً، قادراً على تحفيز النمو الاقتصادي من خلال إزالة القيود التنظيمية.

ومن جهته، ركّز إيشيبا في معظم خطابه على المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، بما في ذلك الإشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية في وقت سابق.

وتأتي هذه الانتخابات في الوقت الذي تمر فيه اليابان بظروف خاصة، بعد عودة التضخم إلى الظهور، وارتفاع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 17 عاماً، وعودة سوق الأوراق المالية أخيراً إلى مستويات لم تشهدها منذ ذروة ثمانينيات القرن العشرين. 

تراجع "سماسرة السلطة"

وتعهّد جميع المرشحين بالقضاء على الانكماش وزيادة المداخيل، في سعيهم إلى تعزيز الاستهلاك وتنشيط النمو الاقتصادي، ولكنهم يختلفون في درجة الإنفاق والإصلاح البنيوي اللازمين لتحقيق هذه الأهداف.

ومن المقرر أن تكون هذا الانتخابات الأكثر انفتاحاً منذ عقود من الزمان، بسبب تراجع الجماعات المؤثرة داخل الحزب.

وتعتبر انتخابات "الحزب الليبرالي الديمقراطي" هذا العام، الأولى منذ فضيحة الأموال السرية التي انفجرت العام الماضي وهزت الحزب، وأدت إلى الكشف عن مدفوعات سرية للمشرعين الذين كانوا جزءاً من الجماعات المؤثرة، التي تتوافق من حيث وجهات النظر السياسية، وهو ما أدى إلى حلها جميعاً باستثناء واحدة.

وساهمت الفضيحة في قرار رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بعدم السعي إلى ولاية أخرى، في ظل تراجع شعبيته حسب ما أظهرت أرقام استطلاعات الرأي المنخفضة.

وفي الماضي، كانت هذه المجموعات عادة ما تقدم مرشحاً واحداً، أو تتحد مع مجموعات أخرى لدعم مرشح واحد. وكان زعماؤها يتخذون هذه القرارات.

وسمح تفكك المجموعات بظهور مجموعة أكثر تنوعاً من المرشحين، بما في ذلك المشرعون الأقل خبرة. وتضم الانتخابات اثنين من أصغر المتنافسين في السنوات الأخيرة، وهما تاكايوكي كوباياشي البالغ من العمر 49 عاماً، وكويزومي.

وفي علامة أخرى على ضعف نفوذ كبار السن داخل الحزب، ظهر العديد من المرشحين من المجموعات السابقة. مثل يوشيماسا هاياشي ويوكو كاميكاوا، اللذان كانا ينتميان للمجموعة التي يرأسها كيشيدا.

كما يتعين على المرشحين تقديم عروض أفضل لزملائهم للحصول على الدعم، حيث لم يعد بإمكانهم الاعتماد على أصوات الكتلة من فصائلهم. 

وقد يمنح تراجع الفصائل الفائز في الانتخابات حرية أكبر في تحديد المناصب الوزارية. ونقلت "بلومبرغ" عن بعض المحللين السياسيين قولهم إن هذا من شأنه أن يضع أشخاصاً أكثر ملاءمة في مناصبهم، ما يؤدي إلى تنفيذ أفضل للسياسات.

وتقليدياً، تم تخصيص المناصب الوزارية للمجموعات التي تتعاون مع الفائز في انتخابات "الحزب الليبرالي الديمقراطي". وأدى ذلك إلى تولي بعض الأشخاص مناصب، رغم خبرتهم القليلة أو المنعدمة في المجال الذي أشرفوا عليه.

ويرأس نائب رئيس الوزراء تارو آسو المجموعة الوحيدة التي بقي لها وجود.

جانب إيجابي

في خطاب ألقاه مؤخراً، قال آسو إن أعضاء فصيله سيكونون أحراراً في تحديد من سيصوتون له في الانتخابات على الأقل في الجولة الأولى قبل جولة الإعادة. 

وقد يحتفظ زعماء الفصائل السابقون الآخرون أيضاً بنفوذ كبير على قرارات التصويت لأعضاء الفصائل السابقين.

وحتى في غياب وجود رسمي للفصائل، من المرجح أن يستمر المرشحون في الاستعانة بحلفائهم السابقين من الفصائل للحصول على الدعم، وربما يبحثون عن صفقات لتعزيز الأصوات، كما قالت كريستي جوفيلا، الأستاذة المساعدة للسياسة اليابانية بجامعة أكسفورد لـ"بلومبرغ".

وقالت جوفيلا: "من المؤكد أن الكثير من المقايضة وعقد الصفقات سيحدث وفقاً للعلاقات القائمة، لكننا لا نراها بالضرورة بنفس الطريقة المنظمة".

وذكر توبياس هاريس، مؤسس Japan Foresight، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية، أن تراجع الفصائل ليس بالضرورة أمراً جيداً إذا أدى إلى عدم الاستقرار في الحزب.

وقال هاريس إن الفصائل لعبت دوراً في الماضي في ضمان تماسك الحزب، وقد يؤدي تراجعها إلى المزيد من الاقتتال الداخلي، خاصة إذا ارتكب الزعيم المستقبلي خطأً.

وسيواجه الفائز مجموعة من التحديات الكبرى، بما في ذلك قيادة اليابان بشكل حاسم للخروج من الانكماش وإدارة العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الأمني ​​الرئيسي لطوكيو، حيث ستشهد واشنطن بدورها تغييراً في القيادة.

وقال جونيتشي كاندا، الذي شغل منصب السكرتير البرلماني للشؤون المالية في إدارة كيشيدا، إنه يشعر بالقلق من أن تراجع الفصائل يعني أن انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي تأخذ مظهر المنافسة على الشعبية. وقال إنه سيكون من الخطير السعي إلى التجديد والتغيير، بينما يواجه الاقتصاد الياباني صعوبات تتطلب الملاحة الثابتة في مجالات الدبلوماسية والأمن.

وذكر كاي أوكامورا، مدير المحفظة في قسم الاستثمار بالأسهم اليابانية في نيوبرجر بيرمان، أنه في ظل حالة عدم اليقين العالمية المتزايدة، يُنظر إلى "الاستقرار السياسي" في اليابان كعامل مساهم في جذب الاستثمارات الخارجية للبلاد.

تصنيفات

قصص قد تهمك