بوكروفسك وتشاسيف يار.. مفتاح "معركة روسيا" للسيطرة على دونيتسك

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أوكرانيون يسيرون نحو خط المواجهة خلال قتال عنيف على خط المواجهة في باخموت وتشاسيف يار بأوكرانيا. 12 أبريل 2024 - Reuters
جنود أوكرانيون يسيرون نحو خط المواجهة خلال قتال عنيف على خط المواجهة في باخموت وتشاسيف يار بأوكرانيا. 12 أبريل 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تكثّف القوات الروسية ضغوطها على خط الجبهة الممتد في شرق أوكرانيا، إذ تستعد لخوض معارك شرسة للاستيلاء على مدينتين رئيسيتين تقربانها  من تحقيق هدفها الأساسي، المتمثل بالسيطرة على بقية إقليم دونيتسك، وفق ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".  

وتستهدف القوات الروسية المركز اللوجستي الأوكراني في مدينة بوكروفسك، وتحاول الاستيلاء على المرتفعات في تشاسيف يار.  

وتتقدم روسيا بثبات صوب بوكروفسك، حيث تنتشر قواتها على مسافة أميال قليلة من المدينة، التي تعد أكبر حجماً من أفديفكا، التي سقطت مؤخراً، فيما تقاتل القوات الأوكرانية من أجلها استعادتها، رغم تفوق الروس. 

والاستيلاء على هاتين المدينتين سيجعل روسيا في وضعية تسمح لها بإمكانية السيطرة على بقية إقليم دونيتسك الشرقي، الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جزءاً من روسيا.  

ودونيتسك واحدة من 4 مناطق أوكرانية انضمت إلى روسيا بعد استفتاء لا تعترف به الأمم المتحدة وكييف، غير أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل. وسبق أن تعهّدت أوكرانيا باستعادة المنطقة.

حرب منقسمة 

وخلال الصيف، كرّست كل من روسيا وأوكرانيا مواردهما العسكرية الجديدة للاستيلاء على أجزاء من أراضي الطرف الآخر، بدلاً من الدفاع عن أراضيهما.

وباغتت أوكرانيا روسيا بتوغلها في منطقة كورسك في 6 أغسطس الماضي، ما عزّز معنويات أوكرانيا، وأظهر لداعميها في الغرب أنها "لا تزال في قلب المعركة". 

لكن الحال يختلف في ميادين المعركة الرئيسية شرقاً، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها، مستهدفة تحقيق مكسبين رئيسيين يمكن أن يمنحاها ميزة مهمة، وهما الاستيلاء على بوكروفسك، التي تُعد مركزاً لوجستياً للقوات الأوكرانية في الشرق، وتشاسيف يار، وهي نقطة مرتفعة في المنطقة.  

إلى ذلك، جدّدت روسيا هجماتها على مدن توريتسك وكوراخوف وسوليدار، للاستفادة من حالة الضعف التي تعاني منها خطوط المواجهة الأوكرانية.  

ويقاتل كل طرف لتكون له اليد العليا قبل نوفمبر المقبل، حيث موعد انعقاد انتخابات الرئاسة الأميركية، التي تعد حاسمة لكييف من ناحية الدّعم، وفي وقت يُصعب سوء الأحوال الجوية بفعل البرد والجليد التقدم الميداني.

أطماع روسية

ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن بوكروفسك، تمثل نقطة ارتكاز للعمليات الأوكرانية في الشرق، حيث تقع على طريق وسكك حديد يعملان كممر إمداد رئيسي للقوات الأوكرانية في إقليم دونيتسك.  

وخسارة بوكروفسك ستترك المدن الواقعة في الشرق، مثل كوستيانتينيفكا وتشاسيف يار، بطريق إمداد رئيسي واحد يمتد من الشمال الشرقي، ويقرب القوات الروسية من الحافة الغربية لإقليم دونيتسك.  

ومنذ استيلاء روسيا على مدينة باخموت العام الماضي، قالت إنها تتطلع إلى جائزة أكبر، وهي الاستيلاء على مدينة تشاسيف يار، التي رغم أنها أصغر من باخموت، ويبلغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة فقط، تقع على نقطة مرتفعة في المنطقة، ما يمنح روسيا ميزة مهمة للاستيلاء على المدن الواقعة في الغرب والشمال الغربي، مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما المراكز السكانية الرئيسية المتبقية بالمنطقة.  

كما يسهل ذلك على القوات الروسية استهداف وحدات ومواقع الجيش الأوكراني عن طريق توجيه ضربات بالمدفعية وشن غارات بالمسيرات. وتقاتل روسيا أيضاً من أجل الاستيلاء على مدينة توريتسك الواقعة إلى الجنوب على الحافة الغربية من سلسلة تلال. وتكافح القوات الروسية منذ عدة أشهر لعبور قناة تمتد على طول الجهة الشرقية من الجزء الرئيسي من تشاسيف يار، إذ كانت أوكرانيا قد احتفظت بقوات مشاة في المباني الواقعة على الضفة الغربية من القناة. 

ولكن روسيا شنت العديد من الغارات في أغسطس، ما وضع الوجود الأوكراني في تلك المباني تحت التهديد، كما أنشأت روسيا مواقع لاستخدام المسيرات المتفجرة لضرب المركبات الأوكرانية المتجهة إلى المدينة، ما يفاقم صعوبة تنفيذ عمليات الإمداد بالمؤن والقوات.

تصنيفات

قصص قد تهمك