أفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن 3 مصادر وصفها بالمطلعة، بأن وحدة من قوات النخبة الإسرائيلية نفذت عملية برية في الأراضي السورية، خلال هذا الأسبوع، ودمرت مصنعاً للصواريخ الدقيقة تحت الأرض، تدّعي إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران من بنته.
وذكر الموقع الأميركي أن هذا الهجوم الذي وقع الأحد، كان أول عملية عسكرية برية ينفذها الجيش الإسرائيلي في السنوات القليلة الأخيرة ضد هدف إيراني داخل سوريا، وفق "أكسيوس".
وقد يمثل استهداف هذا المصنع "ضربة قوية" للجهود التي تبذلها إيران و"حزب الله" لإنتاج الصواريخ الدقيقة متوسطة المدى، داخل الأراضي السورية.
وقالت المصادر إن الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت بشكل غير معتاد بشأن هذا الحادث، ولم تعلن مسؤوليتها عنه، حتى لا تثير رداً انتقامياً من سوريا أو إيران أو "حزب الله".
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية كثيفة، مساء الأحد، على عدة مناطق غربي سوريا، بما في ذلك قرب مدينة مصياف القريبة من الحدود مع لبنان.
وأضافت وسائل الإعلام الرسمية أن 16 شخصاً على الأقل سقط في هذه الغارات، وأصيب 40 آخرون، وأدانت دمشق هذه الهجمات، ووصفتها بأنها "عدوان صارخ". كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم، ووصفته بأنه "عدوان إجرامي".
غطاء جوي لعملية برية
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية بـ"أكسيوس"، إن وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي "ساييرت ماتكال"، هي من نفّذت الهجوم البري ودمّرت المنشأة.
بدورها أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى تقرير للخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إيفا جي كولوريوتيس، التي ذكرت، الأربعاء، أن الغارات الجوية كانت غطاءً لعملية برية إسرائيلية في مصياف، والتي استهدفت منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني، على بعد 6 كيلومترات عن مدينة مصياف.
وأضافت أن الغارة استهدفت أولاً العديد من الطرقات المؤدية إلى هذه المنشأة، بالإضافة إلى نقطة عسكرية للجيش السوري، قبل أن تقوم مروحية عسكرية إسرائيلية بإنزال جوي للقوات، تحت غطاء من المسيرات، لمنع أي اقتراب من منطقة الهجوم.
وذكرت الخبيرة أن هذه العملية "دامت قرابة الساعة"، حيث "تمكنت هذه القوات من الدخول إلى داخل المنشأة، وتحصلوا على معدات ووثائق مهمة، قبل أن يدمروا المنشأة ويغادروا المنطقة".
"واشنطن لم تعارض العملية"
وقال مصدران لـ"أكسيوس"، إن إسرائيل أطلعت إدارة بايدن مسبقاً على هذه "العملية الحساسة"، ولم تعارضها الولايات المتحدة.
وأضاف أحد المصادر أن الوحدة الخاصة الإسرائيلية "فاجأت القوات السورية التي كانت تحرس المنشأة، وقتلت العديد منهم خلال الهجوم، لكن لم يصب أي إيراني أو عنصر من حزب الله".
وذكر مصدران أن القوات الخاصة الإسرائيلية "استخدمت المتفجرات التي أحضروها معهم لتفجير المنشأة تحت الأرض، بما في ذلك الآلات المتطورة في الداخل".
وقال مصدران مطلعان بشكل مباشر على العملية، إن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع "حزب الله" وسوريا في عام 2018، بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.
ووفقاً للمصادر التي ذكرها "أكسيوس"، "قرّر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل بالقرب من مصياف، لأنه سيكون منيعاً أمام الضربات الجوية الإسرائيلية".
وزعمت المصادر أن الخطة الإيرانية "كانت لإنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان، حتى تتم عملية التسليم لـ"حزب الله" في لبنان بسرعة، وبأقل خطر من الغارات الجوية الإسرائيلية".
واكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملية البناء، وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي "Deep Layer". وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بغارة جوية، وسيحتاجون إلى عملية برية.
وقال أحد المصادر إن "الجيش الإسرائيلي فكّر في إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة، ولكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية".