محدّث
سياسة

منتدى "شيانجشان" العسكري.. الصين وروسيا تدافعان عن "عالم متعدد الأقطاب"

بكين تطالب بالامتناع عن ترهيب الدول الصغيرة.. وموسكو: شراكتنا "ضمانة للسلام"

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الصيني دونج جون وقادة عسكريون آخرون يحضرون منتدى شيانجشان في بكين. 13 سبتمبر 2024 - REUTERS
وزير الدفاع الصيني دونج جون وقادة عسكريون آخرون يحضرون منتدى شيانجشان في بكين. 13 سبتمبر 2024 - REUTERS
بكين/دبي-رويترزالشرق

دافع وزير الدفاع الصيني دونج جون، الجمعة، عن فكرة إنشاء عالم متعدد الأقطاب، وطالب القوى الكبرى بالامتناع عن ترهيب الدول الصغيرة والضعيفة، قائلاً إن بكين ستعزز علاقاتها العسكرية مع الدول الإقليمية والنامية، فيما رأى نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين أن العلاقات الروسية الصينية "ضمانة للسلام".

جاء ذلك أمام منتدى "شيانجشان"، أكبر حدث سنوي للدبلوماسية العسكرية، في العاصمة الصينية بكين، وأمام ممثلين من 90 دولة ومنظمة دولية.

وأضاف دونج: "يجب على الدول الكبرى أن تأخذ زمام المبادرة في حماية الأمن العالمي، والتخلي عن عقلية المحصلة الصفرية (المنفعة على حساب طرف آخر) والامتناع عن ترهيب الدول الصغيرة والضعيفة".

وتابع: "في عالم متعدد الأقطاب يجب أن تتمتع الدول، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، متقدمة أو نامية، بحق متساو في المشاركة في الشؤون الدولية والتعبير عن احتياجاتها والدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة".

وتأتي تصريحات دونج فيما تُستأنف الاتصالات بين الجيشين الأميركي والصيني، على الرغم من التوتر المتصاعد بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان ومخاوف واشنطن إزاء العلاقة الوثيقة بين بكين وروسيا.

ويمثل الولايات المتحدة في المنتدى مايكل تشيس، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الصين وتايوان ومنغوليا.

ويحمل منتدى هذا العام الذي يستمر 3 أيام، وينتهي السبت، عنوان "تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك"، إذ تحرص الصين على الترويج لنفسها كطرف يتحلى بالمسؤولية في الصراعات العالمية، على الرغم من تورطها في نزاعات إقليمية طويلة الأمد في شرق آسيا، بحسب "رويترز".

العلاقات الصينية الروسية

واعتبر نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين العلاقات الصينية الروسية بمثابة "نموذج" لتعاون الدول، ووصف الشراكة بينهما بأنها "ضمانة للسلام"، واتهم الولايات المتحدة بشن سياسة "احتواء" ضد البلدين.

وذكر، في كلمة أمام منتدى شيانجشان، أن روسيا والصين تؤيدان إنشاء عالم متعدد الأقطاب، يقوم على "الاحترام المتبادل"، وفق ما ذكرت وكالة "تاس".

وقال فومين إن وزيري دفاع البلدين "وسعا باستمرار نطاق التعاون والتواصل في مناطق مثل التدريبات المشتركة، والتبادلات"، مشيراً إلى أن المشاريع العسكرية بينهما وصلت إلى 100 خلال العام الجاري.

واعتبر نائب وزير الدفاع الروسي أن الولايات المتحدة "تحاول إحباط أي مراكز للتطوير التكنولوجي، لا تكون خاضعة لها"، ووصف هذا بأنه محاولة "احتواء مزدوج"، و"محاولة لقمع روسيا والصين".

ورأى فومين أن واشنطن تريد أن تنسخ وتطبق التجربة الأوكرانية في آسيا، بمشاركة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وشدد على أن الولايات المتحدة تريد إجبار روسيا على التفاوض بشأن أوكرانيا، وحذر من أن واشنطن "تخفض بشكل كبير من عتبة استخدام الأسلحة النووية". ووصف كييف بأنها "كانت دوماً أداة للقوى الغربية بغرض فرض أكبر قدر من الضرر على روسيا"، وفق قوله.

وذكر فومين أن روسيا لديها "تجربة فريدة" في القتال ضد مختلف الأسلحة الغربية في أوكرانيا، مضيفاً أن موسكو "مستعدة لمشاركتها مع الشركاء". واعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية أعادت تشكيل الحرب الحديثة، وأظهرت قدرة الأسلحة الروسية على هزيمة الأسلحة الغربية.

رئيس الأركان الإيراني: سنواصل الرد على التهديدات

من جانبه، اعتبر رئيس أركان الجيش الإيراني، في كلمته بالمنتدى، أن الفوضوية والفراغ الأمني في الشرق الأوسط يضغطان على إيران لتعزيز قدراتها الأمنية.

وأضاف: "سنواصل الرد على تهديدات الصهاينة والقوى الكبرى"، بحسب تعبيره.

مخاطر المواجهة

ويتخذ الجيشان الأميركي والصيني خطوات مبدئية لإعادة التواصل بعد تجميد العلاقات لمدة عامين، في محاولة لتقليص مخاطر المواجهة، بينما تتصاعد التوترات بشأن أنشطة بكين في بحر الصين الجنوبي ودعمها لروسيا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأجرى رئيس القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال سام بابارو مكالمة هاتفية عبر الفيديو مع نظيره وو يانان من القيادة الجنوبية لمسرح العمليات في الجيش الصيني، وذلك ضمن مساعي تحقيق استقرار بالعلاقات ومنع سوء الفهم العسكري، وذلك لأول مرة منذ زيارة أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي للصين، في أغسطس.

وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، إن الجانبين أجريا "تبادلاً معمقاً لوجهات النظر حول قضايا ذات اهتمام مشترك".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي كبير، الخميس، قوله إنه من المتوقع أن يحضر رئيس القيادة الجنوبية لمسرح العمليات في الجيش الصيني مؤتمراً عسكرياً في ولاية "هاواي" الأميركية هذا الشهر.

خطوط اتصال مفتوحة

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي: "خلاصة القول هي أننا سنُبقي خطوط الاتصال مفتوحة، لأهمية ذلك في منع المنافسة عن الانحراف إلى صراع". ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على طلب للتعليق.

وتسعى واشنطن إلى فتح قنوات جديدة للاتصال العسكري المنتظم مع بكين منذ تدهور العلاقات إلى أدنى مستوى تاريخي، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة منطاد مراقبة صيني مشتبه به العام الماضي، كما تم تعليق معظم الاتصالات العسكرية الثنائية لمدة عامين تقريباً بعد زيارة أجرتها رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس 2022.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المسؤولين داخل المحادثات الصينية الأميركية "لم يظهروا علناً أي علامات على التراجع عن القضايا التي يرى كل منها أنها مخاوف أمنية أساسية"، وذلك على الرغم من تقديم البيت الأبيض الاجتماعات الأخيرة على أنها تقدم في استقرار العلاقات.

وقال المسؤول الدفاعي الأميركي إن الصين تميل إلى تأجيل أو إلغاء التبادلات كآلية إشارات دبلوماسية، مضيفاً أنهم "لا يفعلون ذلك الآن، لكن من الممكن أن يعودوا لتكرار ذلك في المستقبل".

وتشمل القضايا بين بكين وواشنطن التوترات بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي وروسيا، والمطالبات الأميركية بمزيد من المساعدة الصينية لوقف تدفق مكونات الفنتانيل، السبب الرئيسي لحالات تعاطي جرعات زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة، لكن لا تزال هناك "فجوات كبيرة" في بعض القضايا.

تصنيفات

قصص قد تهمك