لماذا احتاج "حزب الله" إلى استخدام أجهزة الـ"بيجر"؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيارات إسعاف تصل إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت أثناء نقل ضحايا ومصابين في "تفجيرات البيجر". 17 سبتمبر 2024 - REUTERS
سيارات إسعاف تصل إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت أثناء نقل ضحايا ومصابين في "تفجيرات البيجر". 17 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

يستخدم أعضاء جماعة "حزب الله" اللبنانية منذ سنوات أجهزة pagers المخصصة لتلقي ‏الرسائل، لكن بعد هجمات 7 أكتوبر، أصبح هذا الجهاز أكثر انتشاراً؛ وسط مخاوف من قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على اختراق شبكة الهواتف المحمولة والتجسس عليها.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن خبراء أمنيين قولهم إن الآلاف من أعضاء الجماعة، وليس المقاتلين فقط، تحولوا إلى نظام جديد من أجهزة النداء اللاسلكية، بحسب الخبير الأمني الإقليمي والأستاذ الجامعي المقيم في العاصمة الأردنية عمان، أمير الصبيله.

وقال الصبيله، إن "معلوماته تستند إلى اتصالات مكثفة داخل الدوائر السياسية والأمنية اللبنانية"، مشيراً إلى أن "(حزب الله) كان حذراً بشأن الاتصالات لسنوات، وفرض لفترة طويلة حظراً على استخدام عناصره الهواتف المحمولة أثناء تنقلهم في جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع إسرائيل، لأن الهواتف يمكن استخدامها لتحديد مواقع حامليها".

تحذيرات متكررة

لكن هذا الحذر أصبح أكثر إلحاحاً بعد هجوم 7 أكتوبر، واستمرار إسرائيل في عمليات الاغتيال التي استهدفت عدداً من كبار أعضاء "حزب الله".

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، دعا في كلمة، في فبراير الماضي، إلى التخلي عن الهواتف المحمولة و"دفنها" بسبب قدرة إسرائيل على التجسس عليها، كما وصفها بأنها "عميل".

وأشار الخبراء لـ"نيويورك تايمز" إلى أن إيران، التي تدعم "حزب الله" بالسلاح والتكنولوجيا وأشكال أخرى من المساعدات العسكرية لعقود، كان لها دور محوري في قرار التحول إلى النظام الجديد، وفي توفير التكنولوجيا اللازمة.

وذكر الخبراء، أنهم لا يعرفون آلية توزيع أجهزة pagers على أعضاء "حزب الله" ولا كيفية اختراقها، لكن أحد العناصر الرئيسية في النظام الجديد للحزب هو أنه لا يعتمد على شبكة الأقمار الصناعية التي تعد أساس معظم شبكات الهواتف المحمولة التقليدية، ما يجعله أكثر صعوبة في التعقب الإلكتروني.

ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر أمنية لم تسمها، قولها إن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي أحدث طراز يجلبه "حزب الله" خلال الأشهر القليلة الماضية.

"شبكة محدودة ومغلقة"

واستبعد وزير الدفاع اللبناني السابق يعقوب الصراف، أن تكون التفجيرات اختراقاً سيبرانياً، موضحاً أن هذا النوع من المعدات لديه شفرة خاصة تعرفها الجهة المصنعة لها، لضمان إمكانية تفجيرها عن بعد.

وقال الصراف، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "التفجير يحدث باستخدام مفتاح معلوماتي يدعى (Back door) يسمح للمصنع بالولوج وإعطاء التعليمات لتفجير الجهاز".

وأضاف: "استنتج من ذلك أن العدو حصل على هذه الشفرة، واستعملها في ارتكاب جريمته المروعة".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة قولها إن "بعض الأشخاص شعروا بارتفاع درجة حرارة الأجهزة، وتخلصوا منها قبل انفجارها".

ووصف كبير المحللين لشؤون لبنان في مجموعة الأزمات الدولية لـ"نيويورك تايمز"، ديفيد وود، نظام الأجهزة النداء الذي يستخدمه "حزب الله" بأنه "شبكة محدودة ومغلقة".

وأضاف: "على المدى القصير، من المحتمل أن يلجأ (حزب الله) إلى وسائل اتصال أخرى، ربما تتجنب تماماً الوسائل الإلكترونية"، لافتاً إلى أن ذلك "سيجعل التنسيق أكثر صعوبة وأكثر خطورة، ولا شك أن هذا ضربة كبيرة للقدرات العملياتية للجماعة".

وتوقع الصبيله، أن تمثل "الانفجارات ضربة نفسية لـ(حزب الله) لأنها أظهرت قدرة إسرائيل على استهداف ليس فقط المقاتلين بل أيضاً أي شخص مرتبط بالحزب أثناء ممارسة أعماله اليومية".

وتابع: "يشبه ذلك تنفيذ عملية في كل جزء من مناطق (حزب الله) الذي سيرى على الأرجح هذا الحادث كتمهيد لتصعيد إسرائيلي محتمل في النزاع، وربما يكون تصعيداً برياً".

وأشار إلى أن "الطريقة التي استُهدفوا بها والتوقيت الذي اختير يبدو كأنه فيلم تفجير أجهزة في جميع الأماكن في نفس الوقت أمر صادم".

تصنيفات

قصص قد تهمك