يباعد الجمهوريون في ولاية أوهايو أنفسهم عن مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب نائبه جي دي فانس، بشأن أكل المهاجرين الهايتيين للكلاب والقطط والحيوانات الأليفة، والتي أثارت التوتر في مدينة سبرينجفيلد، حيث يقطن أغلب المهاجرين.
وبات الجمهوريون يختارون كلماتهم بعناية، لتجنب إغضاب ترمب وحملته، وهم حتى لا يرغبون في زيارته لسبرنجفيلد، تجنباً للمزيد من القلق في المدينة الهادئة التي باتت تشهد انتشاراً شرطياً مكثفاً بعد تهديدات بالقنابل أغلقت مدارس ومستشفيات.
وتحتل هايتي مكانة خاصة لدى حاكم ولاية أوهايو الجمهوري مايك ديواين، إذ زار البلاد أكثر من 25 مرة برفقة زوجته، وفي مؤتمر صحافي عُقد الاثنين، في مدينة سبرينجفيلد، كشف عن دوره في تأسيس مدرسة في هايتي تحمل اسم ابنته الراحلة بيكي، التي توفيت قبل عقود في حادث سير.
وأشاد ديواين بالهايتيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة بشكل شرعي، ووجدوا فرص عمل في سبرينجفيلد، مؤكداً احترامه لهم، بحسب CNN.
وخلال حديثه مع برنامج PBS Newshour مساء الثلاثاء، قال ديواين "إنهم شرعيون. يريدون العمل، بل ويرغبون في العمل لساعات إضافية".
وأشار ديواين إلى أن قدوم الهايتيين إلى سبرينجفيلد جاء في وقت كان فيه أصحاب الأعمال في المدينة يواجهون صعوبة في العثور على عمالة بعد جائحة كورونا.
وفي حين يدافع ديواين، عن الهايتيين العاملين بشكل قانوني في سبرينجفيلد بموجب وضع الحماية المؤقتة، الذي منح لهم نتيجة العنف والأزمة الإنسانية التي تلت العواصف والزلازل في بلادهم، فإنه يسعى لفصلهم عن الجدل الأوسع بشأن الهجرة والحدود الذي يغذي الخطاب السياسي الجمهوري لعام 2024.
وقال ديواين لـPBS Newshour: "قضية الهجرة وقضية الحدود، بالطبع، هما موضوعان مشروعان للنقاش"، وهو ما كرره في مؤتمرات صحافية ومقابلات خلال الأيام الماضية.
لكن ديواين شدد على أن ما يحدث في سبرينجفيلد "يختلف عن هذا النقاش الأوسع".
استياء من تصريحات ترمب وفانس
ورغم عدم انتقاده الرئيس السابق دونالد ترمب أو مرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس بالاسم، أعرب ديواين عن استيائه من إصرار بعض الشخصيات السياسية على نشر شائعات كاذبة تتهم الجالية الهايتية بإساءة معاملة الحيوانات، واصفاً هذه الاتهامات بأنها "مؤذية جداً لهؤلاء الرجال والنساء الذين يعملون بجد كبير".
وتتصاعد التوترات في مدينة سبرينجفيلد بولاية أوهايو، حيث تم نشر قوات من شرطة الولاية في مدارس المدينة هذا الأسبوع، بعد تلقي سلسلة من التهديدات بوجود قنابل، بعضها قادم من داخل الولايات المتحدة والبعض الآخر من خارجها، مما أدى إلى حالة من القلق بين أفراد المجتمع.
ورغم التكهنات بأن تصريحات ترمب وفانس عن الشائعات التي لا أساس لها من الصحة بشأن أكل الهايتيين للكلاب والقطط، قد تكون وراء تلك التهديدات، إلا أن حاكم أوهايو رفض تحميل ترمب وفانس المسؤولية بشكل مباشر.
وقال: "الأشخاص الذين يطلقون هذه التهديدات هم الأشرار. إنهم الأشخاص الخطأ".
ورغم هذه التصريحات، لا يبدو أن ترمب أو فانس سيتوقفان عن تكرار الشائعات، إذ قال فانس في مقابلة مع CNN الأحد: "إذا كان عليَّ أن أختلق قصصاً حتى ينتبه الإعلام لمعاناة الشعب الأميركي، فسأفعل ذلك".
وفي وقت لاحق أوضح فانس: 'أقول إننا نختلق قصة، بمعنى أننا نلفت انتباه وسائل الإعلام الأميركية إليها. لم أقم باختلاق 20 ألف مهاجر غير شرعي يدخلون إلى سبرينجفيلد".
فجوة واسعة
وفي هذا الصدد، يبدو أن هناك فجوة واسعة بين قادة الجمهوريين في أوهايو، الذين يجادلون بأن الهايتيين لبّوا حاجة ملحة في سبرينجفيلد، وبين ترمب وفانس، اللذين يجادلان، كما فعل فانس، بأن "آلاف السكان قد دُمرت حياتهم" بسبب وصول الهايتيين.
وكما هو الحال مع ديواين، حاول عمدة مدينة سبرينجفيلد روب رو بشدة تصحيح السجل فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه الهايتيون في سبرينجفيلد. واختار رو كلماته بعناية شديدة خلال مقابلة الثلاثاء، عندما سألته CNN عما إذا كان الانتباه الذي جلبته قصة فانس مفيداً".
وقال رو: "لقد جلب الأمر الكثير من الانتباه السلبي لمجتمعنا"، مضيفاً أنه كان يقوم بالعديد من المقابلات للتأكد من أن الناس "يستمعون للقصة الحقيقية والصحيحة عن سبرينجفيلد".
وفي حين قال رو وديواين إن المجتمع يعاني من ضغوط على بنيته التحتية، ويحتاج لتوظيف العاملين في المدارس، والتأكد من حماية السكان من خلال التطعيم والحصول على رخص القيادة، إلا أن هناك قصة أكبر.
وقال رو: "نحن مدينة جميلة. لسنا مدينة فظيعة. لسنا نتفكك. لدينا ضغط وتوتر، ونحن نحاول التعامل مع ذلك، لكن كل هذا الانتباه الذي تم تسليطه على سبرينجفيلد في أوهايو، لا يساعدنا"، مشيراً إلى أن رجال شرطة ينتشرون بالزي الرسمي في مدارس مدينته فقط، بسبب التهديدات التي تلقتها المدينة خلال الأسبوع الماضي.
لا تزر المدينة
وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء، نصح رو وديواين ترمب بعدم القيام بزيارة للمدينة.
وقال ديواين إن المدينة والولاية تعانيان من نقص في الموارد، لكن "إذا قرر الرئيس ترمب المجيء إلى هنا، فسيتم الترحيب به".
أما رو فقد عبر عن رأي مختلف، قائلاً إن زيارة أي مرشح رئاسي "ستشكل ضغطاً شديداً على مواردنا، لذلك لا مشكلة لدي إذا قرر (المرشح) عدم القيام بتلك الزيارة في الوقت الحالي".