تباينت ردود الأفعال الدولية والعربية بعد اغتيال الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، في هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.
ونعى "حزب الله"، السبت، أمينه العام، مؤكداً في بيان، أن قيادته "ستواصل مواجهة العدو وإسناد غزة وفلسطين". وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الحداد 3 أيام على وفاة نصر الله.
في المقابل، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي، بأن ما وصفه بـ"محور المقاومة" ولبنان، "سيجعلان العدو (إسرائيل) نادماً".
وأشار خامنئي في بيان، إلى أن "كل قوى المقاومة في المنطقة" تقف إلى جانب (حزب الله) وتدعمه"، داعياً المسلمين إلى دعم الحزب في مواجهة إسرائيل.
واعتبر المرشد الإيراني، أن إسرائيل "أقل شأناً من أن تسبب أي ضرر كبير للبنية القوية لحزب الله"، وتابع: "العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درساً من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة"، وفق وصفه.
وأردف: "من واجب جميع المسلمين الوقوف إلى جانب شعب لبنان وحزب الله بكل ما لديهم من وسائل ومساعدتهما في مواجهة النظام الغاصب والظالم والشرير".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس مسعود بيزشكيان قوله إن الولايات المتحدة "لا تستطيع إنكار تورطها" في اغتيال نصر الله.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني أن "المسار المجيد لقائد المقاومة حسن نصرالله سيستمر وسيتحقق هدفه المقدس في تحرير القدس".
وبعد ساعات من إعلان اغتيال نصر الله، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، التي قال إنها جزء من سياسة "الإبادة الجماعية والاحتلال والغزو" التي تنتهجها إسرائيل.
ودعا أردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والهيئات الأخرى إلى وقف إسرائيل.
"عمل جبان"
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أن اغتيال نصر الله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة، واصفاً بأنه "عمل جبان مدان جملة وتفصيلاً من قبلنا، نحن الذين دفعنا غالياً من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلًا للسياسة".
وشدد في بيان "اختلفنا كثيراً مع الراحل وحزبه والتقينا قليلاً، لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس".
ونعت حركة "حماس" نصر الله، منددة "بأشد العبارات "هذا العدوان الصهيوني الهمجي واستهداف مباني سكنية، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت"، وأضافت "نعدّ ذلك عملاً إرهابياً جباناً، ومجزرة وجريمة نكراء، تثبت مجدداً دموية ووحشية هذا الاحتلال".
وأكدت "حماس" أن "الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأميركية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً".
"أهم عمليات اغتيال"
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الجيش الإسرائيلي نفذ ما اعتبرها "واحدة من أبرز عمليات مكافحة الإرهاب في تاريخ دولة إسرائيل، حيث أغلقت هذه العملية حساباً طويل الأمد مع حسن نصر الله، الذي تلطخت يداه بدماء آلاف المدنيين والجنود".
وأضاف جالانت في بيان، أن "هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الأخيرة التي لها صدى واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وترسل رسالة واضحة إلى من قاموا بالعمل ضدنا، أو يفكرون في ذلك - كل من يبدأ حرباً ضد دولة إسرائيل، ويحاول إلحاق الأذى بمواطنيها، سيدفع ثمناً باهظاً للغاية."
وأكد جالانت: "لن نتوقف، نحن مستمرون في العمل وفقًا لالتزامنا بتحقيق أهداف الحرب".
وقال جالانت عن نصر الله في بيان، إنه "قتل الآلاف من الإسرائيليين والمواطنين الأجانب.. شكل تهديداً مباشرا لحياة الآلاف من الإسرائيليين وغيرهم من المواطنين.. أقول لشعب لبنان: حربنا ليست معكم.. حان وقت التغيير".