أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بأن إسرائيل كانت وراء اغتيال عماد مغنية، المسؤول الأمني البارز لجماعة "حزب الله" اللبنانية في العام 2008، ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ"المخادع"، وذلك بعد يوم من اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
واغتيل عماد مغنية في دمشق قبل 16 عاماً في ظروف غامضة، إذ أشارت الأنباء في العام 2015 إلى أن عملية اغتياله كانت مشتركة لوكالة المخابرات المركزية والموساد، لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسمياً، بحسب ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست".
وقال أولمرت، الذي كان رئيساً للوزراء وقت اغتيال مغنية، في مقابلة على "القناة 13" الإسرائيلية: "لم نتحدث عن ذلك في الماضي، لكنني أعتقد أنه يمكننا اليوم الاعتراف بهذه الحقيقة بالفعل".
وأضاف: "قضينا على أعظم قاتل، وأشدهم دناءة، الذي بنى جيش حزب الله بأكمله: عماد مغنية. لقد جرت عملية اغتياله في بلد آخر، ليس في لبنان، وسادت ظروف درامية لا أستطيع التحدث عنها ولا أريد التحدث عنها".
وعندما سُئل أولمرت عن مزيد من المعلومات، أكد أن مغنية "قُتل بالفعل نتيجة انفجار عبوة ناسفة وضعت تحت مصد سيارته"، موضحاً أنه صاغ خطة اغتياله بالتعاون مع أوري ساجوي، الذي كان رئيساً للمخابرات الإسرائيلية، وتم عرضها على الأميركيين والفرنسيين.
نتنياهو مُخادع
وحول رأيه في اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، الجمعة، وما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى اندلاع حرب شاملة وغزو لبنان، قال أولمرت: "على العكس تماماً، إن الأمر الوحيد الذي يهم رئيس الوزراء حقاً هو الفضل الذي يحظى به. لذا فأنا سعيد؛ لأن بنيامين نتنياهو اتخذ القرار بتنفيذ هذا العمل، والذي كان مهماً للغاية".
وتطرق أولمرت إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701، المتخذ بالإجماع في 11 أغسطس 2006، والذي كان الهدف منه حل النزاع اللبناني- الإسرائيلي، قائلاً: "اتهموني بالخيانة بعد اتخاذ القرار (...) خدع نتنياهو الجميع، وركز على محاولة تحجيم إيران".
وأضاف: "يجب على نتنياهو أن يفهم أن دفع حزب الله بضعة كيلومترات، لن يجلب الأمن إلى الشمال الإسرائيلي، حزب الله تملك صواريخ يبلغ مداها 40 و50 و100 و200 كيلومتر. لا تخدعوا أنفسكم، ولا تخدعوا سكان الشمال بأن مقاتلي حزب الله إذا تحركوا مسافة 40 كيلومتراً، فإن الحل الشامل قد تم".
وكان نتنياهو قال إن تصفية نصر الله "شرط ضروري" لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، كإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وتغيير موازين القوى في المنطقة لفترة طويلة.
وأشار إلى أن العمل لم يكتمل بعد، مبيناً أنه سيواجه خلال الأيام المقبلة برفقة الأجهزة الأمنية تحديات كبيرة.
وتصاعدت حدة الهجمات الإسرائيلية على لبنان، بشكل كبير هذا الأسبوع، حيث شنت إسرائيل عدداً كبيراً من الضربات على الضاحية الجنوبية، فيما تشدد القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على أن الهجمات تهدف إلى تدمير قدرات "حزب الله" والاستعداد لغزو بري محتمل.