الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية في جنوب لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 6
مركبات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان. 27 سبتمبر 2024 - REUTERS
مركبات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان. 27 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، بدء "عملية برية محددة الهدف والدقة" ضد ما وصفها بـ"أهداف تابعة لحزب الله" في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان، وذلك وسط تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الصراع إلى "حرب شاملة". 

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية تستهدف "بنى تحتية" لحزب الله، "في عدد من القرى القريبة من الحدود"، زاعماً أنه ينطلق منها "تهديد للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".

ولفت المتحدث إلى أن الجيش الإسرائيلي "يعمل وفق خطة مرتبة تم إعدادها في هيئة الأركان العامة، وفي القيادة الشمالية، والتي تدربت القوات عليها خلال الأشهر الأخيرة"، مشيراً إلى أن هذه القوات البرية "مدعومة لسلاح الجو، وقصف مدفعي يستهدف أهدافاً عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة".

"قرار سياسي"

وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه "تمت الموافقة على مراحل الحملة، ويتم تنفيذها وفقاً لقرار المستوى السياسي"، لافتاً إلى أن عملية "سهام الشمال" تستمر "بناءً على تقييم الوضع بالتوازي مع القتال في غزة وجبهات أخرى".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق الاثنين، فرض "منطقة عسكرية مغلقة" في عدد من المناطق الشمالية الواقعة على حدود لبنان.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "بناء على تقييم الوضع، تقرر الإعلان عن فرض منطقة عسكرية مغلقة في منطقة المطلة ومسغاف عام وكفر غلعادي"، مضيفاً: "يوضّح الجيش أنه يحظر الدخول إلى هذه المناطق".

وجاء الإعلان الإسرائيلي بالتزامن مع تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عن عزمها شن "عدد من العمليات البرية في لبنان"، مشيراً إلى أنها "ستكون عمليات محدودة".

وأضاف ميلر، أن "الإسرائيليين أبلغونا بأن هذه العمليات المحدودة تستهدف بنية حزب الله في جنوب لبنان".

بدورها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الاثنين، إن الولايات المتحدة "تدرك أن الغرض الاستراتيجي من العملية الإسرائيلية في لبنان، هو التأكد من أن حزب الله لن يمتلك بعد الآن القدرة على مهاجمة المدنيين الإسرائيليين من الجانب الآخر من الحدود".

وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المدعومة من إيران.. ونحن في نقاش مستمر مع الإسرائيليين حول أفضل طريقة للمضي قدماً في هذا الصراع".

"حزب الله" مستعد

ويأتي إعلان الجيش الإسرائيلي، بعد ساعات من تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، والذي قال إن الحزب مستعد لمواجهة برية مع إسرائيل، نافياً أن تكون إسرائيل قد دمرت جزءاً كبيراً من قدرات الحزب العسكرية، وأضاف: "لن تستطيع إسرائيل تدمير قدراتنا العسكرية.. هذا حلم لم ولن يصلوا إليه".

وتابع: "النصر حليفنا نحتاج إلى بعض الصبر. وأما العدة فقد أعددنا ما لدينا. وسنفوز كما فزنا في تحرير 2006 في مواجهة العدو الإسرائيلي وعدوانه".

وأضاف: "نتابع عملنا في أصعب الظروف، والجميع حاضر في الميدان"، ولفت إلى أنه رغم فقدان عدد من القادة واستهداف المدنيين اللبنانيين، ومحاولات إرباك الحزب، فإن الجماعة "لن تتزحزح قيد أنملة عن مواقفها".

وقال إن "المقاومة ستواصل مواجهة العدو الإسرائيلي، مساندة لغزة وفلسطين، ودفاعاً عن لبنان وشعبه ورداً على الاغتيالات وقتل المدنيين".

واتهم نعيم قاسم الولايات المتحدة بـ"مساندة إسرائيل بكل إمكاناتها، ومشاركتها في مجازرها، بالدعم المفتوح عسكرياً بلا حدود، وكل أشكال الدعم الذي تقدمه إعلامياً وسياسياً".

وتابع: "إذا اعتقدت إسرائيل أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على الوحشية سيحقق لها أهدافها فهي واهمة".

"مرحلة جديدة"

وفي وقت سابق، الاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن هناك "مرحلة جديدة" من الحرب ضد "حزب الله" اللبناني ستبدأ "قريباً".

وقال جالانت خلال لقائه رؤساء البلديات في شمال إسرائيل، إن المرحلة الجديدة "ستكون مهمة من أجل تغيير الوضع الأمني، ​​وستسمح لنا بإكمال المهمة المتمثلة في إعادة السكان إلى منازلهم"، القريبة من الحدود اللبنانية، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وبشأن المناقشات التي جرت داخل إدارة الرئيس جو بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال مسؤول أميركي لـ"واشنطن بوست": "بدا وكأن إسرائيل تخطط لاجتياح بري كبير"، لكنه لفت إلى أنه "تم تقليص حجم الخطة بشكل كبير، والتركيز على تدمير منصات إطلاق الصواريخ، ومخابئ الأسلحة، والبنية التحتية الأخرى لـ(حزب الله)، ثم يتم بعد ذلك سحب القوات".

ذكر المصدر الإسرائيلي المطلع على العملية، أن "لدى إسرائيل خطط لعملية محدودة قريباً"، مشيراً إلى وجود تفاهم مع واشنطن بأن تل أبيب لن تكرر ما فعلته في قطاع غزة.

وأشار المسؤول الأميركي، إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوقعة "ستكون أصغر من حربها عام 2006 ضد (حزب الله)"، موضحاً أن "الإسرائيليين قالوا إنهم سينفذون غارات محدودة ضد عدد من القرى على طول الحدود".

تصنيفات

قصص قد تهمك