في كسر للتقاليد والممارسات السابقة، لم تصدر الولايات المتحدة حتى الآن رسالة تهنئة رسمية بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، فيما أرسل زعماء ومسؤولون كبار من أوروبا وباقي دول العالم رسائل تهنئة إلى بكين، بمن فيهم رؤساء روسيا وكوريا الشمالية، وفق ما نقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
واحتفلت الصين بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر، مصحوبة بعطلة وطنية استمرت أسبوعاً.
ودأبت الخارجية الأميركية على تهنئة الصين قبل يومها الوطني، كما تفعل مع جميع الدول التي تربطها بها علاقات دبلوماسية. وفي السنوات السابقة، هنأت الصين في بيانات نشرت في 29 سبتمبر من العام الماضي، وفي 30 سبتمبر من عام 2022.
وفي هذا العام، أرسلت واشنطن رسائل تهنئة إلى نيجيريا وقبرص، اللتين احتفلتا باستقلالهما في الأول من أكتوبر، وإلى غينيا بمناسبة احتفالها الوطني في الثاني من أكتوبر، لكنها لم تقم بذلك مع الصين.
ومع ذلك، حضر مسؤولون من وزارة الخارجية الصينية والبيت الأبيض حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني الصيني استضافته سفارة بكين في واشنطن، الاثنين.
ولم تذكر الخارجية الصينية هذا الموضوع خلال إحاطتها الصحفية اليومية، الثلاثاء، والتي ركزت على ردود الولايات المتحدة على الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
وأرسل زعماء ومسؤولين أوروبيين، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، رسائل تهنئة إلى الصين، كما فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
تايوان خلاف مستمر
وأصبحت قضية تايوان نقطة خلاف رئيسية بين الصين والولايات المتحدة، التي تحافظ على علاقات وثيقة، ولكن غير رسمية مع تايبيه وملزمة قانوناً بتزويد الجزيرة بالأسلحة للدفاع عن نفسها.
وكرر الزعيم الصيني شي جين بينج تعهده بتحقيق "إعادة التوحيد" مع تايوان عشية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الصين الشيوعية، حيث استعرضت بكين قوتها العسكرية في الفترة التي سبقت العيد الوطني.
وفي مأدبة رسمية للاحتفال بتأسيس جمهورية الصين الشعبية، الاثنين، استخدم شي خطابه للتأكيد على عزمه على تحقيق "إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم"، وفق ما نقلته شبكة CNN.
وقال للآلاف من الحاضرين في قاعة الشعب الكبرى في بكين، "إنه اتجاه لا رجعة فيه، وقضية استقامة وطموح مشترك للشعب. لا أحد يستطيع إيقاف مسيرة التاريخ"، وفقاً لما نقلته وكالة "شينخوا".
ويزعم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أن تايوان تابعة له، على الرغم من أنه لم يسيطر عليها قط، وتعهد بـ"إعادة التوحيد" بالقوة إذا لزم الأمر.
وتعهد الزعماء الصينيون المتعاقبون بالسيطرة على تايوان ذات يوم، لكن شي، الزعيم الصيني الأكثر حزماً منذ عقود، صعد من خطابه ضد الجزيرة، مما أدى إلى تأجيج التوتر عبر المضيق وإثارة المخاوف بشأن المواجهة العسكرية.
وقال شي في المأدبة التي حضرها أكثر من 3000 شخص، بما في ذلك المسؤولون وقادة الحزب المتقاعدون وكبار الشخصيات الأجنبية: "تايوان هي أرض مقدسة للصين. الدم أثقل من الماء، والناس على جانبي المضيق مرتبطون بالدم".
كما دعا إلى تبادلات اقتصادية وثقافية أعمق عبر مضيق تايوان وتعزيز "التناغم الروحي بين المواطنين على الجانبين". وقال شي "يتعين علينا معارضة أنشطة الانفصاليين الداعية إلى استقلال تايوان بحزم".
تصعيد عسكري
وتصف بكين الرئيس التايواني لاي تشينج تي بأنه "انفصالي خطير"، وتصاعدت التوترات منذ تنصيبه في مايو، حيث دعا الصين إلى وقف ترهيبها لتايوان.
ويقول مسؤولون تايوانيون، إن بكين كثفت أنشطتها العسكرية حول الجزيرة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك التدريبات التي أجريت في مايو، والتي قال الجيش الصيني إنها كانت مصممة لاختبار قدرته على "الاستيلاء على السلطة" على الجزيرة.
والأحد، قالت وزارة الدفاع التايوانية، إنها في حالة تأهب بعد رصد "موجات متعددة" من إطلاق الصواريخ في عمق الصين الداخلية.
وذكرت الوزارة في بيان، أن الصواريخ أطلقتها قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في المناطق الداخلية في منغوليا الداخلية وقانسو وتشينجهاي وشينجيانج، مضيفة أن قوات الدفاع الجوي التايوانية "حافظت على مستوى عال من اليقظة، وعززت من تأهبها".
يأتي ذلك بعد أيام فقط من إطلاق الصين صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في المحيط الهادئ لأول مرة منذ 44 عاماً، في اختبار علني نادر قال محللون إنه كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها وسط توترات إقليمية متزايدة.
ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، على منح تايوان 567 مليون دولار إضافية، كدعم عسكري، في أكبر حزمة مساعدات تمنحها واشنطن للجزيرة. وقال البيت الأبيض في بيان، إن التمويل سيغطي المواد الدفاعية بالإضافة إلى "التعليم والتدريب العسكري".