دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قراره في يونيو بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، لافتاً بحسب ما نقلت "بلومبرغ"، إلى أنه يثق في الحكومة الجديدة وقدرتها على دفع "الإصلاحات المفيدة" للبلاد.
وقال ماكرون خلال مشاركته في منتدى برلين للحوار العالمي، الأربعاء: "أنا متفائل بشكل معقول أن الديمقراطيين الاجتماعيين المعتدلين، والوسط، واليمينيين المعتدلين يمكنهم العمل معاً في السنوات المقبلة لتنفيذ أجندة قوية".
وأضاف: "ما يتعين علينا فعله أولاً هو الحفاظ على جميع الإصلاحات التي نفذناها خلال السنوات السبع الماضية واستيعابها".
وكان ميشيل بارنييه، الذي تم تعيينه رئيساً لوزراء فرنسا الشهر الماضي، قال في أول خطاب سياسي له أمام البرلمان، إن حكومته لن تصنع المعجزات، لكنها ستعمل على تجاوز العقبات لتلبية اهتمامات الجمهور.
وفي خطابه الثلاثاء، سعى بارنييه إلى السير في طريق ضيق بين طمأنة الأسواق بأن فرنسا ستسيطر على مالياتها العامة مع الحفاظ على الدعم الكافي لتجنب سقوط حكومته نتيجة لاقتراح سحب الثقة.
واعتبر إيمانويل ماكرون أنه أصبح من غير الممكن الاستمرار في الحكم بتشكيلة البرلمان السابقة، في ظل استطلاعات الرأي التي أظهرت دعماً كبيراً لليمين المتطرف بلغ 35% من الناخبين.
ومع ذلك، لم تمنح الانتخابات حزب "التجمع الوطني" الشعبوي السلطة، بل أسفرت عن برلمان منقسم، إذ لم يتمكن أي حزب منفرد من تشكيل أغلبية مع حلفائه فقط.
وتابع الرئيس الفرنسي: "سألت الشعب: هل تريدونهم أن يحكموا؟ وقد أجابوا بوضوح شديد: لا"، مضيفاً أنه لا يتوقع حل البرلمان مجدداً، وهو ما يمكنه فعله اعتباراً من الصيف المقبل، مفضلاً بدلاً من ذلك أن يعمل بارنييه على بناء توافق.
وأردف: "رؤيتي هي أننا يجب أن نحافظ على الوضع حتى نهاية ولايتي. نحن فقط نبني شيئاً، لكن انظروا إلى الوضع، لم يتم التضحية بشيء، كل الإصلاحات محفوظة، وهذه الحكومة الجديدة يجب أن تعمل مع البرلمان، وبشكل تدريجي سنبني التوافق".
وأوضح ماكرون أن دعمه لأجندة نمو الاتحاد الأوروبي يعتمد إلى حد كبير على قناعته بأنها الطريقة الوحيدة لتحسين وضع الطبقة الوسطى، ومنعها من الاستمرار في التوجه نحو التطرف السياسي، وقال: "هذه هي الطريقة الوحيدة للتوفيق بين الاقتصاد وواقع السياسة".