أعلنت الحكومة الليبية المتمركزة في شرق البلاد والمؤسسة الوطنية للنفط، ومقرها طرابلس، الخميس، إعادة فتح كل حقول النفط وموانئ التصدير بعد حل النزاع بشأن قيادة المصرف المركزي.
ويمهد هذا الطريق أمام ليبيا، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لزيادة إنتاجها من الخام بشكل كبير.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إنها رفعت حالة القوة القاهرة عن جميع الحقول والموانئ النفطية اعتباراً من الثالث من أكتوبر.
وجاء في البيان أن المؤسسة تلقت في الآونة الأخيرة تقييماً أمنياً رسمياً بشأن حقول الشرارة والفيل والسدرة يؤكد أن بمقدورها استئناف العمليات والتصدير لعملائها.
وأضافت أن رئيس المؤسسة فرحات بن قدارة التقى بمحافظ المصرف المركزي الجديد ناجي عيسى، وناقشا "آلية تمويل المركزي لمشروعات زيادة الإنتاج للمحافظة على الاستدامة المالية وتعويض العجز في الإيرادات الناجم عن الإقفالات وتراجع أسعار النفط".
وتعطل الإنتاج النفطي الليبي مراراً وسط حالة من الانقسام منذ 2014 بين سلطتين في الغرب والشرق برزتا جراء الفوضى التي أعقبت سقوط معمر القذافي في 2011.
وكانت ليبيا تنتج نحو 1.2 مليون برميل من الخام يومياً قبل توقف الإنتاج في حقول الشرارة والفيل والسدرة في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر.
وأظهرت بيانات من شركة كبلر لتحليلات النفط أن متوسط صادرات الخام من ليبيا بلغ نحو 460 ألف برميل يومياً في سبتمبر.
مشاكل فنية في حقل الفيل
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة في السابع من أغسطس، في حقل الشرارة النفطي، أحد أكبر مناطق الإنتاج في ليبيا بطاقة حوالي 300 ألف برميل يومياً، وفي حقل الفيل النفطي في الثاني من سبتمبر.
ويقع حقل الشرارة في جنوب غرب ليبيا، ويديره مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركات ريبسول الإسبانية وتوتال إنرجيز الفرنسية وأو.إم.في النمساوية وإكوينور النرويجية.
ويبلغ إنتاج حقل الفيل 70 ألف برميل يومياً، وتديره شركة مليته للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية.
وقال مهندسان بالحقل لـ"رويترز"، إن الحقل استأنف الإنتاج، لكن ليس بكامل قدرته بسبب أعمال صيانة.
وفي وقت سابق، قال ثلاثة مهندسين في الحقل إن الإنتاج لم يُستأنف بعد جراء "مشكلات فنية".
وقالت الحكومة في بنغازي بشرق البلاد إنه سيتم استئناف عمليات إنتاج النفط وتصديره بشكل طبيعي، بعد أن وافقت السلطات المنافسة الشهر الماضي، على تعيين ناجي عيسى محافظاً جديداً للبنك المركزي.
وأغلقت الحكومة في ثاني أكبر مدن البلاد حقول النفط، وأوقفت أغلب صادرات الخام في 26 أغسطس، احتجاجاً على تحرك اتخذه المجلس الرئاسي، ومقره طرابلس في الغرب، بإقالة الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي المخضرم.
واجتمع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي مع عيسى الأربعاء، وشدد على "ضرورة التزام محافظ المصرف المركزي بدور المصرف التقني والابتعاد عن السياسة وعدم تجاوز اختصاصات مجلس الإدارة القانونية".
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان بإعلان المؤسسة الوطنية للنفط رفع حالة القوة القاهرة عن إنتاج النفط.
وجددت تأكيدها "على ضرورة توجيه عائدات هذا المورد الحيوي من خلال الإطار المؤسسي المناسب، لتتم إدارتها في نهاية المطاف من قبل مصرف ليبيا المركزي". كما أكدت على "ضرورة تسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية والازدهار للشعب الليبي وضمان الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلاد".