قال المرشد الإيراني علي خامنئي في أول خطبة جمعة يلقيها، منذ نحو 5 سنوات، إن "المقاومة" لن تتراجع أمام الاغتيالات الإسرائيلية، واعتبر أن "النصر سيكون حليفها"، وأن إسرائيل "لن تنتصر على حزب الله وحركة حماس أبداً"، وأضاف أن إيران "لن تتأخر أو تتسرع أو تسير وراء الانفعالات"، في "واجب الدفاع" ضد إسرائيل.
وقال خامنئي في صلاة الجمعة بطهران، والتي ألقى خطبتها الأولى بالفارسية، والثانية بالعربية بحضور كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين، إن إسرائيل عجزت عن توجيه ضربة مؤثرة لـ"البنية المتماسكة"، لجماعة حزب الله اللبنانية، أو حركتي "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، وغيرها لذا "عمدت إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقتل المدنيين وحرق قلوبهم".
وأضاف في الخطبة التي ألقاها بالعربية، أن هذا السلوك "أدى إلى تراكم الغضب، وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من المقاومين".
واعتبر أن هجوم 7 أكتوبر، أوصل إسرائيل إلى "أن يكون هاجسها الأهم، هو حفظ وجودها، وهو الهاجس نفسه الذي كان يساور هذا الكيان في السنوات الأولى لولادته المشؤومة، ما يعني أن جهاد رجال فلسطين ولبنان قد أعاد الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء".
خامنئي يشيد بنصر الله
وأشاد خامنئي بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والذي اغتالته إسرائيل في 28 سبتمبر، وقال إنه "كان على رأس كفاح شاق، وارتقى بحزب الله خطوة بخطوة"، وأضاف: "نما حزب الله مرحلة بمرحلة بصبر ونحو منطقي وطبيعي وأبرز آثاره الوجودية أمام أعدائه في المراحل المختلفة عبر دحر العدو الصهيوني".
واعتبر المرشد الإيراني أن "حزب الله بدفاعه عن غزة وجهاده من أجل المسجد الأقصى وإنزاله الضربة للكيان الغاصب قد خطا خطوة في سبيل خدمة للمنطقة بأكملها"، وفق قوله.
وقال إن تركيز الولايات المتحدة وما أسماها "أذرعها"، على "حفظ أمن الكيان الغاصب ليس سوى غطاء لسياستهم القاضية بتحويل الكيان إلى أداة للاستحواذ على جميع الموارد الطبيعية لهذه المنطقة، واستثمارها في الصراعات العالمية الكبرى".
واعتبر أن "هدف هؤلاء هو تحويل هذا الكيان إلى بوابة لتصدير الطاقة من المنطقة إلى الغرب". وقال إن "أحلام الأميركيين والصهاينة، محض أوهام مستحيلة"، وفق تعبيره.
وقال إن إسرائيل "بلا جذور، وأبقت نفسها قائمة بصعوبة عبر ضخ أميركا الدعم لها".
وذكر أن إسرائيل "أنفقت مليارات الدولارات في غزة ولبنان منذ عام، وأغدقت عليها المساعدات المختلفة، ومنيت بالهزيمة في مواجهة بضع آلاف من المكافحين والمجاهدين في سبيل الله المحاصرين الممنوعين من أي مساعدة خارجية، وكان إنجازهم الوحيد قصف البيوت والمدارس والمستشفيات والمدنيين".
إسرائيل لن تنتصر على "حماس" و"حزب الله"
وقال المرشد الإيراني إن إسرائيل "لن تحقق النصر أبداً على حماس وحزب الله"، مضيفاً أن المقاومة في المنطقة "لن تتراجع أمام الاغتيالات والنصر سيكون حليفها".
واعتبر أيضاً أن "العامل الأساسي للحروب في المنطقة وانعدام الأمن والتخلف في هذه المنطقة هو وجود الكيان الصهيوني".
وقال إن المشكلة الأساسية في المنطقة هي "تدخل الأجانب فيها"، وشدد على أن "دول المنطقة قادرة على إحلال الأمن والسلام".
خطبة بالفارسية
وفي الخطبة التي ألقاها خامنئي باللغة في الفارسية، قال إن "أعداء الأمة الإسلامية هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسوريا واليمن".
اعتبر أن هجوم 7 أكتوبر، "حركة منطقية وصحيحة وهي من حق الشعب الفلسطيني الذي يمتلك كامل الحق في أن يقف بوجه المحتلين". وقال: "كل شعب لديه الحق، ويمتلك الحق بأن يدافع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المحتلين وأمام الغاصبين".
وأشار إلى أنه "في أداء واجب الدفاع، إيران لن تتأخر ولن تقوم بالانفعال، ولن تتسرع ولن تقصر أيضاً، في هذا الخصوص". وقال إن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل كان "قانونياً وشرعياً".
وقال إن "الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني، ولا يحق لأي أحد ينتقد دفاعهم الإسنادي لغزة".