تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى دفع لبنان لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في ظل الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة لكبار قادة جماعة "حزب الله"، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، فيما أشارت وكالة "رويترز"، إلى أن هناك جهوداً داخل الأوساط السياسية اللبنانية تسعى إلى إطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ عامين.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين اثنين، قولهما إن "البيت الأبيض يرى الوضع الحالي في لبنان فرصة لكسر الجمود في ملف انتخاب رئيس جديد"، لافتين إلى أن "واشنطن تعتقد أن هذا يجب أن يكون على رأس الأولويات، حتى قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و (جماعة) حزب الله"، والذي يجب أن يكون بناءً على قرار الأمم المتحدة عام 2006، ولم يتم تنفيذه بالكامل.
كما وصف المسؤولان الأميركيان، مسألة انتخاب رئيس لبناني بأنها "الأولوية"، مشيرين إلى أن ذلك سيتبعه التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، ثم تعيين رئيس وزراء لبناني جديد.
"الأولوية لانتخاب رئيس جديد"
وأبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، أنه يرغب في المضي قدماً بخطة الولايات المتحدة التي طرحت في يونيو الماضي، للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن وقف إطلاق النار على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان.
لكن المسؤولين الأميركيين قالوا، إن "هوكشتاين أبلغ ميقاتي أن الخطة غير مطروحة، لأن الظروف على الأرض، تغيّرت خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله". كما أكد مبعوث بايدن لميقاتي، أن "الأولوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس جديد"، بحسب "أكسيوس".
ولبنان دون رئيس أو حكومة بصلاحيات كاملة منذ أكتوبر من عام 2022.
"تفويض بري"
وبينما لا تزال جماعة "حزب الله" وسط صدمتها بعد اغتيال أمينها العام، حسن نصر الله، تجدد الحديث عن الرئاسة، هذا الأسبوع، عندما أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف الكبير لـ"حزب الله"، مرونة في هذا الشأن، وقال لميقاتي، إنه يؤيد انتخاب رئيس لا يمثل تحدياً لأحد، بحسب وكالة "رويترز".
وقال مسؤول في "حزب الله"، لوكالة "رويترز"، إن الجماعة فوضت بري للتفاوض نيابة عنها بشأن الرئاسة.
ويتم اختيار من يشغل منصب الرئيس من خلال تصويت في البرلمان اللبناني، الذي يتألف من 128 مقعداً. وليس لدى أي تحالف سياسي بمفرده ما يكفي من المقاعد لفرض اختياره، ما يعني ضرورة التوصل إلى تفاهم بين الكتل المتنافسة من أجل انتخاب مرشح.
وبعد اجتماع عقده، الأربعاء الماضي، مع بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قرأ ميقاتي، بياناً مشتركاً دعا فيه "الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق، عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع، ويبدد هواجسهم المختلفة".
ولم يذكر البيان أسماء أي مرشحين.
وكان وائل أبو فاعور، النائب البارز عن كتلة جنبلاط، قال لـ"رويترز"، إن انتخاب "رئيس جمهورية بإجماع لبناني أو تفاهم لبناني يعطي رسالة إلى الخارج بأن هناك حكماً قوياً في البلد مستعداً لأن يفاوض على مستقبل الوضع في لبنان".
وذكر أن اجتماع القادة الثلاثة "لا يمثل تشكيل تحالف جديد"، وأن قُوى من بينها الأحزاب المسيحية منخرطة في مناقشات بشأن الرئاسة.
ودعا حزب "القوات اللبنانية"، وهو أحد الفصائل المسيحية الكبرى والمعارضة لـ"حزب الله"، الاثنين الماضي، إلى انتخاب رئيس، معتبراً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتحمل الدولة مسؤولياتها بنفسها، في انتقاد ضمني للحزب بسبب امتلاكه ترسانة هائلة من الأسلحة.
وآخر رئيس للبنان، هو ميشال عون، الذي كان قائداً سابقاً للجيش، وحليفاً سياسياً لـ"حزب الله".
وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه، إن الدول الغربية والعربية حثت السياسيين في لبنان على انتخاب رئيس، لافتاً إلى أن من مصلحة "حزب الله" أيضاً حل المعضلة السياسية، حتى تتمكن الدولة من تحمل المزيد من "عبء" الأزمة مع إسرائيل.