كشفت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة، لـ"الشرق"، تفاصيل التقييم الداخلي الإسرائيلي بشأن أربعة أيام من القتال منذ بدء العملية البرية في جنوب لبنان، الثلاثاء.
ورجحت المصادر لـ"الشرق"، أن تستمر عمليات الجيش الإسرائيلي البرية لأسابيع قد تتجاوز الشهر. ونقلت المصادر عن تقديرات عسكرية إسرائيلية أن القرى الجنوبية اللبنانية قد تعرضت لأضرار كبيرة في المباني والبنية التحتية، ولكن قدرات حزب الله في تلك المناطق لا تزال كبيرة، خصوصاً الأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية قصيرة المدى.
أهداف العملية البرية
ويعتقد قادة إسرائيليون أن مقاتلي حزب الله يتمركزون في القرى والبلدات الجنوبية، لذلك يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي نصب عينيه "تطهير" القرى الحدودية وتدمير البنية التحتية فيها.
وتحشد إسرائيل للقتال البري مع حزب الله جنوبي لبنان ألوية وفرق نخبوية، ووحدات كوماندوز، ومظليين كلواء "جولاني" وغيره، إضافة إلى سلاح المدرعات.
ليلة دامية
ويبدو وفق المصادر، أن ليلة رأس السنة العبرية (ليل الأربعاء) كانت دامية على المتحاربين على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إذ أعلنت إسرائيل خسارتها لجنود من وحدة "إيغوز"، ومن سرية الاستطلاع التابعة للواء "جولاني" خلال المعارك. فيما سبق لإسرائيل أن أقرت بسقوط آخرين قبل المجموعة التي خسرتها ليلة رأس السنة العبرية، جلهم من لواء "جولاني" ووحدة "إيغوز" ومظلي واحد، وجندي من سلاح الهندسة. إلا أن مصادر "الشرق" كشفت أن ستة جنود قتلوا في حادثة وحدة "إيغوز"، وليس خمسة.
فيما سبق المعارك البرية قصف جوي عنيف يُعتقد أنه أودى بحياة نحو 90 من مقاتلي حزب الله في القرى الحدودية.
خطوط الإمداد من إيران
يقدر الجيش الإسرائيلي أن إيران تبذل جهوداً كبيرة لتزويد حزب الله بالأسلحة عبر سوريا، ما يُفسر تكثيف الضربات الإسرائيلية على مواقع الإمداد منها قصف قاعدة "حميميم" الساحلية على مقربة من تواجد القوات الروسية هناك في الثاني من أكتوبر الجاري، وما وصفته بمحاولة لتهريب أسلحة عبر مطار بيروت.
لا أنفاق بين لبنان وإسرائيل
مصادر "الشرق" في إسرائيل ودبلوماسية غربية في لندن، نفت أن يكون هناك أي أنفاق تم اكتشافها بين لبنان وإسرائيل، ما يتعارض مع تقارير إعلامية تحدثت عن وجود أنفاق لحزب الله تمتد إلى داخل إسرائيل.
وقال وزير النقل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، إن ضربة إسرائيلية وقعت صباح الجمعة بالقرب من معبر المصنع الحدودي مع سوريا، مما أدى إلى قطع طريق يستخدمه مئات الآلاف للفرار من القصف الإسرائيلي في الأيام الماضية. وذكر، حمية، أن الضربة وقعت داخل الأراضي اللبنانية بالقرب من المعبر، وتسببت في حفرة بعرض أربعة أمتار.
وزعم متحدث إسرائيلي أن الضربة استهدفت نفقاً كان يُستخدم من قبل حزب الله لنقل وتخزين المعدات العسكرية تحت الأرض، وكان تحت إشراف الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان وفق ما قاله الجانب الإسرائيلي.
وأوضح الوزير اللبناني في مؤتمر صحافي، الخميس، أن المعبر يخضع لمراقبة الدولة وأجهزتها الأمنية، لكن متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي قال إن الغارة استهدفت "نفقاً عابراً للحدود بين لبنان وسوريا بطول حوالي 3.5 كيلومتر".