بين تأجيج الصراع واحتوائه.. تباين في البنتاجون بشأن نشر قوات أميركية بالشرق الأوسط

time reading iconدقائق القراءة - 7
حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln وسفينة الهجوم البرمائية USS Kearsarge تبحران في بحر العرب. 17 مايو 2019 - REUTERS
حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln وسفينة الهجوم البرمائية USS Kearsarge تبحران في بحر العرب. 17 مايو 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

في ظل تصاعد التوترات بالشرق الأوسط، يتزايد الجدل داخل أروقة وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بشأن مدى فعالية نشر المزيد من القوات في المنطقة، فبينما يأمل هذا التواجد في احتواء الصراع المتصاعد ومنع اندلاع حرب إقليمية شاملة، تبرز تساؤلات أخرى بشأن إمكانية أن يؤدي الأمر إلى تأجيج الصراع.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قالت إن كبار مسؤولي وزارة الدفاع يناقشون ما إذا كان إرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط سيساعد في منع اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة، كما كانوا يأملون، أم سيعزز موقف إسرائيل.

وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن خلال الأشهر الـ12 الماضية منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي، والحرب الإسرائيلية على غزة، أرسل البنتاجون شحنات كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، بما في ذلك حاملات الطائرات، ومدمرات الصواريخ الموجهة، والسفن الهجومية البرمائية، وأسراب الطائرات المقاتلة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، هذا الأسبوع، عن إرسال "بضعة آلاف" من القوات الإضافية إلى المنطقة، فضلاً عن مضاعفة قوتها الجوية في المنطقة.

ويقول الرئيس الأميركي جو بايدن، إن المعدات العسكرية الأميركية والقوات الإضافية موجودة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وحماية القوات الأميركية الأخرى في القواعد المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.  

ونقلت الصحيفة عن نائبة المتحدثة باسم البنتاجون، سابرينا سينج، قولها في مقابلة، إن "قيادة وزارة الدفاع تركز على حماية المواطنين الأميركيين وقوات الولايات المتحدة في المنطقة، والدفاع عن إسرائيل، وخفض التصعيد من خلال الردع والدبلوماسية".

الردع وخفض التصعيد

وأضافت سينج أن "الوجود الأميركي الأكبر يهدف إلى ردع العدوان، والتخفيف من حدة خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً". 

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من مسؤولي البنتاجون أعربوا عن قلقهم من أن إسرائيل تشن حملة عدوانية بشكل متزايد ضد "حزب الله"، لأنها تعلم أن هناك أسطولاً من السفن الحربية الأميركية، وعشرات الطائرات الهجومية جاهزة للمساعدة في صد أي رد إيراني.

ونقلت الصحيفة عن دانا سترول، وهي المسؤولة السابقة في البنتاجون عن سياسات الشرق الأوسط قولها: "في الوقت الحالي، هناك تواجد كافٍ في المنطقة يمكننا من دعم الدفاع الإسرائيلي، إذا تدخل الإيرانيون".  

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، تشارلز كيو براون، أثار هذه المسألة خلال اجتماعات في البنتاجون والبيت الأبيض، كما تساءل براون عن مدى تأثير الوجود الأميركي الموسع في المنطقة على الجاهزية القتالية، وقدرة الجيش على الاستجابة السريعة للصراعات، بما في ذلك مع الصين، وروسيا

احتواء الصراع ودعم إسرائيل

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير، إن الجنرال براون، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ومسؤولين آخرين، حاولوا الموازنة بين احتواء الصراع وتعزيز موقف إسرائيل، فيما أشار مسؤول آخر، إلى أنه من الأسهل على تل أبيب أن تشن هجوماً، وهي تعلم أن هناك "من يحميها".

وذكر المسؤولون الأميركيون، أن التعامل مع تل أبيب بات أكثر صعوبة بالنسبة للبنتاجون، حيث أكد الإسرائيليون أنهم لن يحذروا الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي إجراءات ضد ما يعتبرونه "تهديدات وجودية". 

اقرأ أيضاً

بعد اغتيال نصر الله.. بايدن يوجه بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه وجه وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان

وصرح بعض المسؤولين في إدارة بايدن، الأحد الماضي، بأنهم تحدثوا إلى المسؤولين الإسرائيليين، وأنهم وافقوا على توغل بري "محدود" في لبنان، لكن مسؤولين آخرين قالوا إن الغارات الإسرائيلية، التي تم شنها على مدى الأسبوع، بدت حتى الآن كعملية "واسعة النطاق". 

بالإضافة إلى الخطة الإسرائيلية لاغتيال زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، إذ ذكر المسؤولون أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أبلغ نظيره الأميركي بالعملية أثناء تنفيذها خلال مكالمة هاتفية. 

وقال مسؤولون في البنتاجون إن أوستن كان غاضباً، لأن الإسرائيليين لم يرسلوا إشعاراً مسبقاً، لتمكين القوات الأميركية في المنطقة من تعزيز التدابير الدفاعية ضد الرد الإيراني المحتمل.

وعندما سُئلت عن رد فعل أوستن، قالت سينج، إنه "تفاجأ" بالأمر، مشيرة إلى أن مكالمته مع جالانت شهدت "محادثة صريحة، وحازمة للغاية من كلا الجانبين". 

ولكن اليوم نفسه، أعلن البنتاجون أنه سيرسل "بضعة آلاف" من القوات الأميركية الإضافية إلى المنطقة، وذكر مسؤول في وزارة الدفاع أن العدد سيكون بين 2000 و3000، وسيشمل طواقم الطائرات مع 3 أسراب إضافية من الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى الأفراد اللازمين لصيانتها وإمدادها وحمايتها. 

وأشار المسؤولون إلى أن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا طلب الجنود الإضافيين لحماية القوات الأميركية في المنطقة والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل. 

وعندما ردت إيران على إسرائيل الثلاثاء الماضي، أطلقت مدمرتان من البحرية الأميركية، وهما "بولكلي" و"كول"، معاً 12 صاروخاً اعتراضياً ضد الصواريخ الإيرانية، مما أسقط عدداً منها.  

تحديات إضافية

وقالت "نيويورك تايمز" إن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية يخشون من أن يؤدي الصراع في الشرق الأوسط لسحب موارد الولايات المتحدة بعيداً عن منطقة المحيط الهادئ، التي يحاول الجيش الأميركي تحويل انتباهه إليها بشكل أكبر في حالة غزو الصين لتايوان أو أن يؤدي الصراع على الأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي إلى شيء أكبر. 

وقال الجنرال براون: "ما يحدث في جزء من العالم يؤثر على أجزاء أخرى، ولذا يتعين علينا أن نتأكد من أننا قادرون على إقامة تلك الروابط، حتى لا نتفاجأ في وقت لاحق؛ لأننا ركزنا على منطقة واحدة فقط". 

اقرأ أيضاً

أين تتمركز القوات الأميركية في العراق وسوريا.. وما دورها؟

تجدّد الحديث بشأن تمركز القوات الأميركية في العراق وسوريا، بعد توجيه الجيش الأميركي ضربات "انتقامية" ضد أهداف قالت إنها مرتبطة بإيران في البلدين.

وعلى الرغم من محاولات الإدارات الأميركية المتعاقبة إخراج جيش الولايات المتحدة من الشرق الأوسط على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، فإن المنطقة باتت تستضيف مجموعة متزايدة من القوات العسكرية الأميركية مرة أخرى. 

ووفقاً للمعهد البحري الأميركي، فإن البحرية الأميركية لديها عدة مدمرات صواريخ موجهة في البحر الأحمر، كما تتمركز حاملة الطائرات USS Abraham Lincoln، مع المجموعة الضاربة المرافقة لها من مدمرات الصواريخ الموجهة وأسراب الطائرات المقاتلة، في خليج عمان، لمراقبة إيران منذ أغسطس الماضي، وقد أمر أوستن، هذا الأسبوع، بأن تظل حاملة الطائرات هناك، مما أدى إلى تمديد انتشارها لمدة شهرين. 

تصنيفات

قصص قد تهمك