قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الاثنين، إن غزة يمكن إعادة بنائها بشكل أفضل من موناكو، ملاذ الأثرياء في البحر الأبيض المتوسط، وفق ما أوردته مجلة "بوليتيكو".
وأدلى ترمب بهذه التعليقات في مقابلة مع الإذاعي المحافظ هيو هيويت، بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ سأله هيويت عما إذا كان الجيب الساحلي يمكن أن يكون موناكو أخرى، حال أعيد بناؤه بالطريقة الصحيحة.
وأجاب ترمب المطور العقاري: "غزة يمكن أن تكون أفضل من موناكو، إذ لديها أفضل موقع في الشرق الأوسط، وأفضل مياه، وأفضل كل شيء"، مضيفاً: "لقد كنت هناك إنه مكان صعب"، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أنه لا يوجد سجل زيارة لترمب إلى غزة كرجل أعمال، أو عندما كان رئيساً.
وعندما سُئل لاحقاً عما كان يشير إليه ترمب عندما قال إنه "كان هناك (في غزة)"، زعم مسؤول في حملة ترمب خطأً أن "غزة في إسرائيل. لقد زار ترمب إسرائيل التي زارها مع الضفة الغربية عندما كان رئيساً في عام 2017"، وفق تعليقه.
وأعادت تصريحات ترمب الجديدة إلى الأذهان تصريحات مماثلة لصهره جاريد كوشنر، الذي قال في فبراير الماضي، إن "العقارات الواقعة على البحر في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة".
سياسة ترمب تجاه غزة
وجددت تصريحات ترمب التساؤلات بشأن كيفية تعامله مع غزة، إذا فاز بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر، إذ يفضل البعض في إسرائيل، بما في ذلك المتشددون في الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فكرة إعادة احتلال غزة وضمها، بحسب "نيويورك تايمز".
وجعل ترمب دعم إسرائيل محور حملته على مدار العام الماضي، إذ أشاد أنصاره بالعديد من القرارات السياسية التي اتخذها كرئيس، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس من تل أبيب.
لكن ترمب انتقد مؤخراً الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، قائلاً إنه يجب أن يحصل على 100% من أصوات اليهود على مستوى البلاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في تصريحات أدلى بها في الذكرى السنوية لهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، حسبما ذكرت شبكة NBC NEWS.
أضرار بالمليارات وسنوات لإزالة الركام
وقدرت الأمم المتحدة قدرت كلفة إعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع بمليارات الدولارات، حيث يتراكم ملايين الأطنان من الأنقاض جرّاء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن إزالة 40 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عاماً، وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار.
وكان تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي، ذكر أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وأثرت على المباني السكنية، وأماكن التجارة، والصناعة، والخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والطاقة.
وقالت منظمة "أوكسفام" في تقرير سابق، إن مدينة غزة فقدت تقريباً كل قدرتها على إنتاج المياه، إذ تعرض 88% من آبار المياه بها، و100% من محطات تحلية المياه لأضرار أو تدمير.
كما أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية التي حللتها الأمم المتحدة، أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى في القطاع الذي مزقته الحرب، تدهورت بسبب الصراع.
وتكشف البيانات زيادة في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضروات في القطاع الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع بعد 11 شهراً من القصف الإسرائيلي.