قال الكرملين، الأربعاء، إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أرسل سراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين مجموعة من أجهزة اختبار فيروس كورونا، وذلك خلال ذروة الوباء، فيما نفى إجراء الطرفين مكالمات هاتفية عدّة مرات منذ مغادرة ترمب منصبه.
ونقلت "بلومبرغ" عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في رد مكتوب، قوله الأربعاء: "لقد أرسلنا معدات في بداية وباء فيروس كورونا"، إذ كان من المعروف بالفعل أن الولايات المتحدة وروسيا تبادلتا أجهزة الاختبار أثناء الوباء، ليتطابق ذلك مع ما كشفه الكاتب الصحافي الأميركي الشهير بوب وودوارد في كتاب يصدر في أكتوبر الجاري، تحت عنوان "War" (حرب) عن كواليس المشهد السياسي في واشنطن خلال السنوات الماضية.
وأوضح وودوارد أنه عندما كان ترمب لا يزال رئيساً في عام 2020، "أرسل سراً إلى بوتين مجموعة من معدات اختبار فيروس كورونا من شركة Abbott Point of Care لاستخدامه الشخصي"، وذلك خلال فترة زمنية كانت فيها تلك الاختبارات تعد نادرة.
وكان ترمب نفى لشبكة (ABC) الإخبارية، أنه أرسل أجهزة اختبار كورونا إلى بوتين، لكن وودوارد يزعم في كتابه أيضاً أن الزعيمين تحدثا عبر الهاتف عدة مرات منذ ترك ترمب منصبه في عام 2021، إلا أن الكرملين نفى هذه الادعاءات.
حملة ترمب تنفي
وقال بيسكوف لصحيفة "آر بي كي" الروسية اليومية، في إشارة إلى المكالمات الهاتفية: "لا، هذا ليس صحيحاً"، كما نفى مساعد حملة ترمب جيسون ميلر هذه الادعاءات، قائلاً إنه "لم يسمع قط بمثل هذه المكالمات"، بينما قال المتحدث باسم حملة ترمب ستيفن تشيونج إن "أياً من القصص الواردة في الكتاب ليست صحيحة"، ووصف وودوارد بأنه "رجل صغير غاضب".
وقبل أقل من شهر على الانتخابات الأميركية التي تجري في 5 نوفمبر، قال وودوارد الصحافي الشهير الذي ساهم في كشف فضيحة "ووتر جيت" في كتابه الجديد، أن ترمب تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 7 مرات على الأقل منذ مغادرته المكتب البيضاوي في 20 يناير 2021.
علاقات جيدة بين ترمب وبوتين
ولطالما تفاخر ترمب بعلاقته الجيدة مع بوتين، ووصفه في إحدى المرات بأنه "نابغة"، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كما رفض ترمب أن يقول ما إذا كان يريد لأوكرانيا أن تنتصر في حربها مع روسيا، وعارض إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وقال إنه سيشجع روسيا على فعل ما تريده لحلفاء حلف شمال الأطلسي، الذين لا ينفقون كفاية على جيوشهم.
وتفاخر ترمب قبل أسابيع مجدداً بعلاقته مع بوتين، وقال إن لديه "علاقة جيدة للغاية" معه، وقال إن تلك العلاقة، سوف تمكنه من التفاوض على اتفاق للسلام مع أوكرانيا خلال 24 ساعة، وقبل حتى أن يتم تنصيبه، حال فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وقال 20 مسؤول استخباراتي حالي وسابق بإدارتي جو بايدن وترمب إنه لا علم لديهم بأي تواصل بين ترمب وبوتين منذ مغادرة الأول لسلطة، وقال بعضهم إن الأمر "ليس غير معقول".