روسيا ترفض اتهامات ألمانية بتهديد الناتو: نواجه حرباً من الحلف

الكرملين: المحادثات النووية مع واشنطن مستحيلة في الوقت الحالي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية برونو كال خلال افتتاح المقر الجديد للوكالة بالعاصمة الألمانية برلين. 8 فبراير 2019 - Reuters
رئيس وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية برونو كال خلال افتتاح المقر الجديد للوكالة بالعاصمة الألمانية برلين. 8 فبراير 2019 - Reuters
دبي/ برلين -الشرقرويترز

عبرت روسيا، الاثنين، عن رفضها تصريحاتٍ لرئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية التي قال فيها، إن "موسكو ستكون في وضع يسمح لها بمهاجمة حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية هذا العقد"، مشيرة إلى أن الناتو هو الذي هدد روسيا. 

وفي إشارة إلى موجات التوسع المتعاقبة لحلف شمال الأطلسي، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن "القول بأن القوات المسلحة الروسية تشكل خطراً على أي أحد، هو أمر خاطئ تماماً وغير منطقي، والأهم من ذلك أنه يتناقض مع مجرى التاريخ بأكمله، والذي أدى إلى المواجهة التي نمر بها جميعاً الآن معاً".

وأكد بيسكوف، أن روسيا "لم تتحرك أبداً ببنيتها التحتية العسكرية نحو حلف شمال الأطلسي، بل كانت دائماً على العكس من ذلك".

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، برونو كال، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازم على "اختبار الخطوط الحمراء للغرب" وسيكون مستعداً للمواجهة العسكرية مع حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية العقد.

وقال كال أمام لجنة برلمانية تشرف على وكالات الاستخبارات في البلاد: "ستكون القوات الروسية في وضع يسمح لها بشن هجوم على حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية هذا العقد على أقصى تقدير".

وأبلغ المشرعين في برلين، أن بوتين يسعى إلى توسيع نطاق نفوذ الكرملين في أوروبا وطرد القوات العسكرية الأميركية من القارة، حيث يتجاوز إنفاقها الدفاعي مستويات الاتحاد الأوروبي.

وأضاف كال في جلسة استماع عامة: "يرى الكرملين الغرب، وألمانيا أيضاً، كخصم". وأضاف أن فرص قيام منظمة حلف شمال الأطلسي باستدعاء بند الدفاع المتبادل في مرحلة ما، عالية.

تجارب الناتو النووية

وانطلقت، الاثنين، مناورات حلف شمال الأطلسي النووية السنوية "الظهيرة الثابتة"، وهو ما وصفه الأمين العام للحلف، مارك روته، بأنه "عرض قوي لقدرات الردع على خلفية الخطاب النووي المتزايد من بوتين.

وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي، إن طائرات مقاتلة من طراز F-35 إيه وقاذفات من طراز B-52 ستكون من بين نحو 60 طائرة من 13 دولة تشارك في المناورة التي تستضيفها بلجيكا وهولندا.

وحذر الكرملين من أن هذه التدريبات تقوم بتأجيج التوترات في ضوء "الحرب الساخنة" الدائرة في أوكرانيا.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في حديثه مع الصحافيين، إنه من المستحيل إجراء محادثات بشأن الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أشارت واشنطن إلى انفتاحها عليه، لأن القوى النووية الغربية متورطة في الصراع ضد روسيا، وبالتالي فإن أي محادثات أمنية ستحتاج إلى أن تكون أوسع نطاقاً بكثير.

 وأضاف بيسكوف: "في سياق الحرب التي تُشن ضد روسيا بمشاركة غير مباشرة وحتى مباشرة من القوى النووية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، من المستحيل تماماً الحديث عن هذا دون ربط القضية بجميع الجوانب الأخرى للأمن".

وتابع: "في الواقع، تحدث رئيسنا بالفعل عن هذا الأمر. وتعتبر روسيا مثل هذه الاتصالات ضرورية ولا يمكن تأجيلها، ولكن يجب علينا النظر في جميع القضايا الأمنية ككل، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الحالي".

مخاوف أوروبية

ويتماشى هذا التقييم مع مسؤولين أوروبيين آخرين ينظرون إلى روسيا باعتبارها تهديداً أكثر خطراً بعد غزو أوكرانيا

وقد حذر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، هذا العام، من أن روسيا قد تهاجم حلف شمال الأطلسي في غضون خمس إلى ثماني سنوات.

وقد كرر مرشح الاتحاد الأوروبي ليكون أول مفوض دفاعي في التكتل، أندريوس كوبيليوس، هذا التوقع في وقت سابق من هذا الشهر، قائلاً إن المنطقة بحاجة إلى تكثيف قوتها العسكرية لمواجهة محتملة مع روسيا "في غضون ست إلى ثماني سنوات".

وقد تكون مثل هذه التحذيرات مثيرة للقلق، وفقاً لمسؤول كبير مطلع على المناقشات داخل حلف شمال الأطلسي.

ومن المرجح أن يمتنع بوتين عن المواجهة المباشرة، ويركز على أنشطة مثل حملات التضليل والهجمات الإلكترونية والتخريب، وفقاً للمسؤول الذي طلب عدم كشف عن هويته.

وبدون دعم الولايات المتحدة، ستحتاج جهود الدفاع الأوروبية إلى عقد من الزمان على الأقل لبناء القدرات اللازمة لصد الهجوم، وفق "بلومبرغ".

"فوضى وتخريب"

وتحدث كال إلى جانب رؤساء أجهزة الاستخبارات الألمانية الآخرين، بما في ذلك مسؤول الاستخبارات المحلي الأعلى في البلاد، توماس هالدينوانج، ومارتينا روزنبرج، رئيسة الاستخبارات العسكرية.

وقال هالدينوانج، إن وكالة حماية الدستور الفيدرالية سجلت مستوى غير مسبوق من الاضطراب.

وأشار أمام المشرعين: "نلاحظ نشاطاً عدوانياً من جانب وكالات الاستخبارات الروسية"، بما في ذلك ارتفاع حاد في أعمال التجسس والتخريب.

وقال رئيس جهاز الأمن البريطاني MI5، كين مكالوم، في خطاب ألقاه، الثلاثاء الماضي، إن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية كانت "في مهمة مستمرة لإحداث الفوضى في الشوارع البريطانية والأوروبية: لقد رأينا الحرق العمد والتخريب وأكثر من ذلك".

وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا، اتهمت الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، جواسيس روس، بشن مجموعة من الأنشطة العدائية في جميع أنحاء القارة في الأشهر الأخيرة.

وفي مقال مشترك نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي، قال رئيسا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وجهاز التجسس الخارجي البريطاني، إنهما يعملان معاً لتعطيل "حملة التخريب المتهورة في جميع أنحاء أوروبا التي تشنها الاستخبارات الروسية، واستخدامها الساخر للتكنولوجيا لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة المصممة لدق إسفين بيننا".

واعتبر الكرملين أن تصريحات رئيس جهاز الأمن البريطاني، لا أساس لها من الصحة، وتستحق أن يتم تجاهلها.

تصنيفات

قصص قد تهمك