"الرفاه الاقتصادي".. خطة هاريس لتخطي مأزق ضعف تأييد الناخبين السود

time reading iconدقائق القراءة - 6
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس في تجمع انتخابي في جامعة كارولينا الشرقية في جرينفيل بالولايات المتحدة الأميركية في 13 أكتوبر 2024 - Reuters
نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس في تجمع انتخابي في جامعة كارولينا الشرقية في جرينفيل بالولايات المتحدة الأميركية في 13 أكتوبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تسعى كامالا هاريس إلى تعزيز دعم الناخبين السود لها، في الوقت الذي تواجه فيه نائبة الرئيس الأميركي نتائج استطلاعات رأي مقلقة تشير إلى احتمال حصولها على أضعف دعم من هذه الفئة المهمة من الناخبين بين المرشحين الديمقراطيين، وفق صحيفة "بوليتيكو". 

وقالت "بوليتيكو"، الاثنين، إن هاريس تخطط لإقامة عدة فعاليات انتخابية، وطرح مقترحات سياسية تستهدف الرجال السود. 

وأضافت الصحيفة أن هاريس تخطط للإعلان عن ثلاثة مقترحات سياسية، تشمل تقديم مليون قرض للأعمال الصغيرة مع إمكانية إعفاء من السداد بما يصل إلى 20 ألف دولار، وإطلاق برامج تدريب وتوجيه تهدف إلى مساعدة الرجال السود على دخول الصناعات "التي يكثر الطلب عليها"، وإطلاق مبادرة تهتم بالقضايا الصحية التي تؤثر بشكل غير متناسب على الرجال السود. 

كما ستجري هاريس لقاءً مع الإعلامي شارلمان ذا جود، مقدم برنامج "ذا بريكفاست كلوب"، الثلاثاء، في ديترويت، وستعلن الحملة أيضاً عن تنظيم فعاليات موجهة خصيصاً للرجال السود، مع إعلانات تتضمن شهادات من رجال سود محليين، بالإضافة إلى فعاليات ستعقد هذا الأسبوع مع نجوم رياضيين في شارلوت، وديترويت، وأتلانتا، وفيلادلفيا، وفقاً لـ"بوليتيكو".

وقال كوينتين فولكس، نائب مدير حملة هاريس، للصحيفة، إن الحملة تسعى للإجابة على سؤال، وهو: "ما الذي يعيق الرجال السود في هذا البلد عن تحقيق الرفاه الاقتصادي؟". 

وأضاف أن التركيز المتجدد في الأسابيع الأخيرة من الحملة على الرجال السود هو محاولة لتصحيح مشكلة أكبر تمثلت في قلة الاهتمام والاستثمار من قبل الديمقراطيين في هذه الفئة على مدى سنوات. 

وتابع فولكس: "يجب إعادة ترتيب الأولويات للتحدث إلى كل من الرجال والنساء السود في أميركا، خاصة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهونها". 

وتأتي هذه التحركات في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي الأخيرة لشبكة CBS News و"نيويورك تايمز/سيينا كوليدج"، إلى أن الدعم الذي تتلقاه هاريس من الرجال السود أقل بكثير مقارنة بما حصل عليه الحزب من أصوات هذه الفئة في انتخابات 2020 و2016، رغم أن نائبة الرئيس تحظى بتأييد غالبية الرجال السود. 

ووجد استطلاع "نيويورك تايمز/سيينا كوليدج"، الذي شمل عينة كبيرة من الناخبين السود، أن دعم هاريس لم يتجاوز 78%، بينما حصل الديمقراطيون في الانتخابات السابقة على تأييد يصل إلى 90% من الناخبين السود. 

أوباما يُعقّد مهمة هاريس

وحاولت حملة هاريس تحفيز الناخبين السود من خلال إشراك الرئيس الأسبق باراك أوباما في الفعاليات الانتخابية في الولايات المتأرجحة، لكن الخطاب "شديد اللهجة" الذي ألقاه أوباما أمام متطوعي الحملة في بيتسبرج، الخميس، حيث حث الرجال السود على تقديم دعم أقوى لهاريس بدلاً من "البحث عن الأعذار" لعدم دعمها، أثار  جدلاً حول ما إذا كان هذا التوبيخ قد ينفر الناخبين الذين تسعى هاريس لاستقطابهم، بحسب "بوليتيكو". 

وقال شارلمان، الذي انتقد سابقاً الرئيس جو بايدن، ولكنه دعم هاريس بمجرد أن أصبحت على رأس البطاقة الانتخابية: "أعتقد أن هذا الخطاب صادم"، في حين قال آخرون إن تصريحات أوباما لم تفاجئهم على الإطلاق. 

وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين المخضرمين ومسؤول سابق في البيت الأبيض في عهد أوباما، الذي طلب من "بوليتيكو" عدم ذكر اسمه للتحدث بحرية حول ما يراه مشكلة مستمرة تواجه الحزب: "الطريقة التي ألقى بها أوباما الخطاب، هذا جنون، هذا أكثر تصرف خاطئ يُمكن القيام به". 

وأضاف: "لطالما كانت لديه فجوة في فهم الرجال السود.. إنه لا يفهم تماماً كيف نرى العالم". 

وفي المقابل، دافع آخرون عن تصريحات أوباما، سواء علناً أو في محادثات خاصة، وقالوا إن تصريحاته أُخرجت عن سياقها. 

وقال مسؤول آخر سابق في إدارة أوباما، طلب أيضاً من الصحيفة عدم الكشف عن هويته: "نبرته كانت كأنها نبرة رجل حكيم، رجل دولة، أو والد، لقد كانت من منطلق الحب، إنها طريقة للتواصل مع العائلة". 

واستغلّت حملة الرئيس السابق دونالد ترمب الجدل الذي أثير حول تصريحات أوباما، ووصفتها بأنها "مهينة" و"مسيئة"، وقالت في بيان: "السود في أميركا ليسوا كتلة متجانسة، ولا ندين بأصواتنا لأي مرشح فقط لأنه يشبهنا". 

ورغم السياسات والرسائل الجديدة التي تطرحها حملة هاريس، هناك قلق حقيقي حتى بين حلفائها من أن هذه الجهود لاستمالة الرجال السود قد جاءت متأخرة للغاية. 

وقال مانديلا بارنز، الحاكم السابق لولاية ويسكنسون والداعم لهاريس: "يا له من أمر مذهل، نحن في الأسابيع الثلاثة الأخيرة… لقد وصلت البطاقات الانتخابية إلى صناديق البريد". وأضاف: "لم يكن يجب أن نصل إلى هذه النقطة، حيث نضطر إلى إيجاد حلول سريعة؛ بسبب وصولنا مرحلة الطوارئ". 

وقالت "بوليتيكو" إن هاريس بحاجة للفوز بجميع أصوات الناخبين السود في الولايات المتأرجحة، إذا كانت تأمل في هزيمة ترمب. 

تصنيفات

قصص قد تهمك