أشعلت مساعٍ أميركية لتمويل مشروع تطوير منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل، صراعاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، بعدما أبدى الديمقراطيون "التقدميون" تحفظاً أكبر للتعاون العسكري مع إسرائيل، بسبب القصف الذي استهدف المدنيين في قطاع غزة.
وأشارت شبكة "فوكس نيوز" إلى أن مجموعة محافظة تدعم الجمهوريين، تستهدف 14 نائباً ديمقراطياً نتيجة تصويتهم الأسبوع الماضي ضد تقديم الولايات المتحدة لإسرائيل، تمويلاً طارئاً لمنظومة "القبة الحديدية".
واعترضت منظومة "القبة الحديدية" صواريخ كثيرة أطلقتها الفصائل الفلسطينية من غزة، ولكنها فشلت أيضاً في اعتراض أخرى، ما أعاد النقاش بشأن ضرورة تطوير هذه القبة بشكل أكبر بالتعاون مع الأميركيين، وهو ما رحّب به رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
"تصويتها كان خاطئاً"
وذكرت "فوكس نيوز" أن الحملة الإعلانية التي أعدّتها "شبكة العمل الأميركية"، ستتمّ رقمياً في مقاطعات تمثلها النائبات ميكي شيريل (نيوجيرسي)، وكارولين بوردو (جورجيا)، وسوزان وايلد (بنسلفانيا)، وإلين لوريا (فيرجينيا).
ونقلت الشبكة عن مذيع في الموقع الرقمي الذي يستهدف شيريل، قوله: "أُتيحت الفرصة للكونغرس لزيادة تمويل القبة الحديدية، لكن ميكي شيريل صوّتت ضد هذا المشروع. مؤسف أنها صوّتت سلباً، حتى في وقت كانت تنهال فيه الصواريخ على مدن إسرائيلية. أخبروا النائبة شيريل بأن تصويتها كان خاطئاً".
وأشارت الشبكة إلى أن اقتراح تمويل "القبة الحديدية"، الذي أبرزه الإعلان وقدّمه النائب الجمهوري توني غونزاليس، كان رُفض في مجلس النواب، بنتيجة 218-209، في تصويت على أساس حزبي، علماً بأنه استهدف تزويد إسرائيل بتمويل طوارئ لـ"القبة الحديدية"، ولمنظومتين أخريين لاعتراض الصواريخ.
"وسيلة تحايل إجرائية"
وقال دان كونستون، رئيس "شبكة العمل الأميركية"، لـ"فوكس نيوز": "حتى في وقت كانت فيه إسرائيل تتعرّض لهجوم، منع الليبراليون في الكونغرس إرسال مساعدات طارئة لإسرائيل، لدعم منظومة القبة الحديدية، التي كانت تتصدّى للهجمات الصاروخية، وتنقذ أرواحاً لا تُحصى".
وأضاف: "إنه لأمر مروّع أن ينحاز الليبراليون في الكونغرس إلى اليسار الراديكالي، لمنع إسرائيل من الحصول على تمويل إضافي، للمساهمة في الحفاظ على أمنها وسلامتها".
في المقابل، اعتبر كريستوفر هايدن، مدير الاتصالات في "اللجنة الديمقراطية لحملة الكونغرس"، لـ"فوكس نيوز" أن "الديمقراطيين صوتوا على مشروع قانون لتمويل شرطة الكابيتول، والحرس الوطني، وشرطة العاصمة. ومن جهة أخرى، لم يصوّت الجمهوريون في الكونغرس ضد أمن بلدنا فحسب، بل استخدموا وسيلة تحايل إجرائية، محاولين إسقاط هذا التمويل المهم، من أجل إحراز نقاط سياسية".
10 نواب ديمقراطيون
وأعلنت شبكة العمل الأميركية أن حملتها تشمل أيضاً مكالمات هاتفية إلى مكاتب النائبات الأربع، اللواتي استهدفتهنّ الإعلانات، إضافة إلى 10 نواب ديمقراطيين آخرين، هم: سيندي أكسن (أيوا)، وكريس باباس (نيو هامبشاير)، وجوش غوتهايمر (نيوجيرسي)، وتوم سوزي (نيويورك)، وغريغوري ميكس (نيويورك)، ومات كارترايت (بنسلفانيا)، وليزي فليتشر (تكساس)، وفيسنتي غونزاليس (تكساس)، وكولن ألريد (تكساس)، ورون كايند (ويسكونسن).
وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن الجمهوريين في الكونغرس يدعمون بشكل موحّد، قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد هجمات "حماس"، فيما أن مشرّعين "تقدميين" في الحزب الديمقراطي استاؤوا من تأكيدات متكررة لإدارة الرئيس جو بايدن، خلال الأسبوعين الماضيين، على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية للحركة. وقال الرئيس الأميركي الجمعة الماضي إنه "لا تغيير" في دعمه لإسرائيل.
جهود "التقدميين"
وقادت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إلى جانب عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، الجهود لوقف المبيعات العسكرية المعلقة لإسرائيل، بقرار قُدم في كل من مجلسي النواب والشيوخ.
وعلى مدى عقود، باعت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لإسرائيل، من دون مطالبتهم أبداً باحترام الحقوق الفلسطينية الأساسية، وقالت أوكاسيو كورتيز في بيان: "من خلال القيام بذلك، ساهمنا بشكل مباشر في قتل وتشريد وحرمان ملايين الفلسطينيين من حقوقهم".
وجاءت تصريحات كورتيز مع وقوع عشرات الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة، بسبب الغارات الإسرائيلية على القطاع.