بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في 31 يوليو بالعاصمة الإيرانية طهران، توجهت الأنظار مباشرة إلى يحيى السنوار، الشخصية الأبرز لتولي القيادة، وسرعان ما أعلنت الحركة اختياره رسمياً في 6 أغسطس، ما شكّل آنذاك تحدياً كبيراً للإسرائيليين الذي كانوا يعتبرون السنوار الشخصية الأخطر والهدف الأول لهم من بين قيادات حماس.
ولم يقضِ العقل المدبر وراء هجوم 7 أكتوبر أكثر من 72 يوماً في منصبه، حتى تمكنت إسرائيل من اغتياله في قطاع غزة، ما أعاد مسألة رئاسة مكتب حماس السياسي إلى الواجهة، لا سيما بعد خسارتها لعدد من أبرز قادتها في غزة والخارج.
وبحسب النظام الأساسي للحركة الفلسطينية، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم حوالي 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي، هم من ينتخبون الرئيس.
وغالباً ما تجري ترتيبات وراء الكواليس لاختيار الرئيس قبل التوجه إلى الانتخاب المباشر. وعادة ما تلعب قيادة الحركة في قطاع غزة، صاحبة الثقل الأكبر في الحركة، الدور الحاسم في اختيار رئيس المكتب السياسي المركزي من خلال تفاهمات داخلية قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وتضم تركيبة مجلس الشورى والمكتب السياسي 3 حصص متساوية لساحات العمل الثلاث في الحركة، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، بمعدل الثلث لكل ساحة.
ويعد قطاع غزة الساحة الأكثر ثقلاً في حركة "حماس" بين الساحات الثلاث الرئيسية التي تعمل فيها، وذلك لامتلاكها عناصر قوة عسكرية واقتصادية وتنظيمية ترقى لأن تكون معها شبه دولة.
في ما يلي بعض أبرز الشخصيات التي من المحتمل أن يقع عليها الاختيار:
خليل الحية
وفقاً لتقرير سابق نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، يُعرف عن نائب رئيس الحركة في غزة خليل الحية أنه كان مقرباً من الزعيم السابق يحيى السنوار.
وفي عام 2006، قاد خليل الحية كتلة "حماس" في المجلس التشريعي بعد فوز الحركة في آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين، واندلعت بعد فترة غير طويلة منها اشتباكات مسلحة مع حركة "فتح" برئاسة محمود عباس.
ويُعد خليل الحية من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح. ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، لا سيما عام 2007، حين أدى استهداف منزله شمال قطاع غزة إلى مصرع عدد كبير من أفراد عائلته.
موسى أبو مرزوق
موسى أبو مرزوق أحد الوجوه المعروفة في الحركة الفلسطينية، ويُعتبر من كبار مسؤولي المكتب السياسي لـ"حماس". ويتبنى مثلما كان هنية نهجاً براجماتياً في المفاوضات. فهو يؤيد "وقف إطلاق نار طويل الأمد" مع إسرائيل والقبول بحدود الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية، لكن هذا الأمر لا يزال يثير بعض الجدل داخل الحركة.
وعندما كان مقيماً خلال التسعينيات في الولايات المتحدة، تم توقيفه بتهمة جمع الأموال للجناح المسلح لحركة "حماس". وبعدها ظل في المنفى، متنقلاً بين الأردن ومصر وقطر.
زاهر جبارين
تولى زاهر جبارين منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية لـ"حماس"، وكان مقرباً من الرئيس السابق للمكتب السياسي إسماعيل هنية، حتى وُصف بأنه ذراعه اليمنى.
وفي عام 2011 أطلق سراحه بعد اعتقال دام 18 عاماً كان يقضي خلاله حكماً بالسجن مدى الحياة، حيث خرج في عملية تبادل بين أسرى فلسطينيين والجندي جلعاد شاليط الذي أسرته "حماس" وبقي لديها 5 سنوات.
كما يُعد جبارين مقرباً من تركيا، والتي أقام فيها لفترة من الزمن. وكان قد شارك في عمليات نفذها الجناح المسلح لحركة "حماس".
وفي كل مرة يخلو المنصب، يُطرح اسمه من بين الخلفاء المحتملين لقيادة الحركة.
خالد مشعل
يعيش خالد مشعل في المنفى منذ عام 1967. وتنقل بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.
في مارس 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس "حماس" الشيخ أحمد ياسين، وخلفه في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي، لكن بعد أقل من شهر، لقي نحبه في ضربة إسرائيلية، ليتم اختيار مشعل رئيساً للمكتب السياسي للحركة، حيث استمر في منصبه حتى العام 2017، ثم خلفه إسماعيل هنية.
ونجا مشعل نفسه من محاولة اغتيال عام 1997 في عمّان بعد عملية نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي، باستخدام السم، واستطاعت الأردن القبض على عملاء الموساد والحصول "الترياق" الذي أنقذ قائد "حماس" من الموت.