اتهم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إسرائيل، الجمعة، باستخدام أساليب "تشبه الحرب" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى وقوع عمليات قتل على أيدي جنود إسرائيليين، وهجمات يشنّها مستوطنون على بساتين الزيتون في الأراضي الفلسطينية.
وقال المكتب الأممي، إنه تلقى منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، تقارير عن تنفيذ مستوطنين 32 هجوماً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، منها هجمات على المزارعين.
وأضاف أن تقريراً أولياً ذكر أن القوات الإسرائيلية قتلت امرأة خلال قطف الزيتون بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية، الخميس.
ووفقاً للمعلومات التي جمعها المكتب، "لم يشكل الحصادون أي تهديد على الإطلاق عندما أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية عدة طلقات نارية عليهم دون سابق إنذار".
وفي مختلف أنحاء الضفة الغربية، نبه مكتب حقوق الإنسان إلى أن قطف الزيتون السنوي أصبح نشاطاً محفوفاً بالمخاطر على نحو متزايد.
وذكر المتحدث باسم المكتب ينس لايركه في مؤتمر صحافي في جنيف: "من المثير للقلق بشدة، بصراحة، أنها ليست هجمات على الأشخاص فحسب، بل هجمات على بساتين الزيتون أيضاً".
وتابع قائلاً: "موسم قطف الزيتون هو شريان حياة اقتصادي لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ تحقيقاً في الهجوم الذي وقع في جنين، وأوقف الضابط المسؤول في المنطقة في انتظار نتائج التحقيق.
وتصاعد العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. وقتلت إسرائيل المئات من الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال هذا العام.
تضرر المئات من أشجار الزيتون
وقال مكتب الأمم المتحدة في تقريره، إن نحو 600 شجرة زيتون تعرضت للحرق أو القطع أو السرقة على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بداية موسم الحصاد.
وأظهر التقرير رجلاً فلسطينياً يقف بجوار جذع شجرة زيتون، وقد قطعت أغصانها.
وقال لايركه: "القوات الإسرائيلية تستخدم أساليب فتاكة تشبه الحرب في الضفة الغربية، مما يثير مخاوف شديدة من الاستخدام المفرط للقوة، ويفاقم الاحتياجات الإنسانية للناس".
وذكر برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من هذا الشهر، أن أعمال العنف وتداعيات حرب غزة، تسببت في زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الضفة الغربية إلى الضعفين، ليبلغ 600 ألف شخص منذ أوائل العام الماضي.
وأصدرت مجموعة من الدول الغربية، منها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بياناً مشتركاً في 14 أكتوبر الجاري، قالت فيه إن حصاد الزيتون أصبح "خطيراً" بسبب عنف المستوطنين، ودعت إسرائيل إلى السماح للفلسطينيين بإتمامه.
ويشكل عنف المستوطنين مصدر قلق متزايد بين حلفاء إسرائيل من الدول الغربية. وفرض عدد من الدول، منها الولايات المتحدة، عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف، وحثت إسرائيل على بذل مزيد من الجهود لوقف العنف.