طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بردود فعل قوية من الدول التي أقرت بتورط كوريا الشمالية بدرجة أكبر في الحرب مع روسيا المستعرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وقال زيلينسكي في كلمته المسائية المصورة إنه توجد أدلة كافية من الأقمار الاصطناعية وأدلة مصورة تقطع بأن كوريا الشمالية لم ترسل معدات إلى روسيا فحسب، بل وأيضاً جنوداً لنشرهم.
وأضاف: "أنا ممتن لهؤلاء القادة وممثلي الدول الذين لا يغمضون أعينهم، ويتحدثون صراحة عن هذا التعاون الذي يهدف لحرب أكبر. نتوقع رد فعل طبيعياً وصادقاً وقوياً من شركائنا على هذا الأمر".
وتابع: "للأسف، يمكن أن يزداد عدم الاستقرار والتهديدات بشكل كبير بعد أن تصبح كوريا الشمالية مدربة على الحرب الحديثة".
وفي وقت سابق الأحد نشر مسؤولون أوكرانيون مقطع فيديو يُعتقد أنه يظهر عشرات المجندين الكوريين الشماليين، وهم يصطفون للحصول على زي عسكري روسي، ويقولون إنه يعطي مؤشرات على إدخال قوات أرسلتها بيونج يانج إلى الصراع.
ويُظهر الفيديو، الذي نشره مركز الاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات الأوكراني، والذي يعمل تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام الأوكرانية، جنوداً من كوريا الشمالية يقفون في طابور لالتقاط حقائب وملابس وغيرها من عسكريين روس.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، عن رئيس المركز إيجور سولوفي، قوله: "استلمنا هذا الفيديو من مصادرنا الخاصة. لا يمكننا تقديم تأكيد إضافي من المصادر التي قدمته لنا بسبب مخاوف أمنية".
وأضاف: "الفيديو يظهر بوضوح مواطنين كوريين شماليين يحصلون على زي روسي تحت إشراف الجيش الروسي".
وتابع: "بالنسبة لأوكرانيا، يعد هذا الفيديو مهماً لأنه أول دليل مصور يظهر مشاركة كوريا الشمالية في الحرب إلى جانب روسيا. الآن، ليس فقط بأسلحة، وقذائف ولكن أيضاً بالجنود".
وقال سولوفي لوكالة "أسوشيتد برس": "ظهور أي عدد من الجنود الجدد يمثل مشكلة؛ لأننا سنحتاج ببساطة إلى أسلحة جديدة إضافية لتدميرهم جميعاً".
وزاد: "نشر هذا الفيديو مهم كإشارة إلى المجتمع الدولي بأنه مع وجود دولتين في حالة حرب رسمية ضد أوكرانيا، فسوف نحتاج إلى المزيد من الدعم لصد هذا العدوان".
وأشار المركز إلى أن اللقطات صورها جندي روسي في الأيام الأخيرة. ولم يذكر كيف حصل عليها، وأيضا الموقع غير معروف.
يأتي ذلك بعد أن قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، لوسائل إعلام محلية إن نحو 11 ألف جندي مشاة كوري شمالي يتدربون حالياً في شرق روسيا.
وتوقع بودانوف أنهم سيكونون مستعدين للانضمام إلى القتال بحلول نوفمبر المقبل، مضيفاً أنه سيجري إرسال 2600 جندي على الأقل إلى منطقة كورسك الروسية، حيث بدأت أوكرانيا توغلاً في أغسطس.
ورجحت "أسوشيتد برس" أن وجود جنود كوريين شماليين في أوكرانيا، إذا كان صحيحاً، سيكون دليلاً إضافياً على تكثيف العلاقات العسكرية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.