دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الثلاثاء، إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة، في وقت يقول فيه مسؤولون صحيون إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا في الهجوم الإسرائيلي.
وقال المفوض العام لـ"الأونروا" فيليب لازاريني، إن "الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة"، مضيفاً أن "رائحة الموت في كل مكان، حيث تُركت الجثامين ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض". وأشار إلى أن إسرائيل "رفضت دخول البعثات لإزالة الجثامين أو تقديم المساعدة الإنسانية".
وأضاف في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "الناس في شمال غزة ينتظرون الموت فقط... يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة".
ومضى يقول "أدعو إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمناً".
أزمة إنسانية
وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل بحثاً عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عقب اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قبل نحو أسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، عقب اجتماع بلينكن ونتنياهو، الثلاثاء، إن بلينكن أكد "ضرورة أن تعزز إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة". كما شدّد بلينكن على "ضرورة إنهاء الصراع في غزة، بطريقة توفر الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون وفي الدفاع المدني إن جثامين عشرات الأشخاص الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي متناثرة على الطرق وتحت الركام، وأضافوا أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إليها بسبب تواصل الضربات الجوية.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، المتواجد حالياً في شمال غزة: "هناك كثير من الجرحى استشهدوا أمامنا، ولم نستطع تقديم أي شيء لهم".
وأضاف في بيان: "لا يوجد لدينا أكفان للشهداء، وناشدنا الأهالي بالتبرع بالأقمشة العادية".
وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إلى أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية في القطاع يقترب من 43 ألف شخص.
وأصبحت غزة في حالة من الدمار، بينما نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويقيم العديد منهم في ملاجئ مؤقتة.
"منطقة عازلة"
وطالب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين إخلاء المناطق المحيطة ببلدة بيت لاهيا القريبة من خط الحدود، حيث انطلق الهجوم الإسرائيلي، الذي بدأ حول منطقة جباليا القريبة الواقعة باتجاه الجنوب، في وقت سابق من الشهر.
وأشارت العديد من التقارير إلى أن إسرائيل تستهدف إخلاء البلدات الشمالية كجزء من خطة لتفريغ المنطقة من سكانها لإنشاء منطقة عازلة، فيما تقول تل أبيب إنها تنقل السكان لعزلهم عن "حماس".