مخاوف إيرانية من تداعيات الهجمات الإسرائيلية: مواقع حيوية "بلا دفاع"

مصادر: إسرائيل هاجمت الدفاعات الجوية الإيرانية المخصصة لحماية منشآت نفطية

time reading iconدقائق القراءة - 7
علم إيران في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم جنوب العاصمة طهران. 10 نوفمبر 2019 - AFP
علم إيران في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم جنوب العاصمة طهران. 10 نوفمبر 2019 - AFP
دبي-الشرق

قالت مصادر إيرانية مطلعة إن تدمير إسرائيل لأنظمة الدفاع الجوي الإيراني بضربتها التي شنتها على 3 مراحل، فجر السبت، أثار قلقاً عميقاً في إيران من أن تصبح المواقع الحيوية لمراكز الطاقة والاقتصاد عرضة لهجمات مستقبلية، حال استمرت الضربات المتبادلة بين الخصمين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ووفقاً لمسؤولين إيرانيين وآخرين كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية، دمرت الهجمات الإسرائيلية أنظمة دفاع جوي في إيران كانت مخصصة لحماية مصاف للنفط والبتروكيماويات الحيوية وحقل غاز كبير وميناء رئيسي بجنوب البلاد.

وتحدثت تقارير عن أن المواقع التي استهدفتها إسرائيل سملت الدفاعات الجوية في مجمع "بندر الإمام الخميني للبتروكيماويات" المترامي الأطراف في محافظة خوزستان؛ والميناء الاقتصادي الرئيسي "بندر الإمام الخميني" المجاور له؛ ومصفاة "عبادان" النفطية. 

وبحسب مسؤولين إيرانيين، أحدهم من وزارة النفط الإيرانية، تم استهداف أنظمة الدفاع الجوي في مصفاة حقل الغاز "تانجي بيجار" بمحافظة إيلام. 

وأعلن الجيش الإيراني سقوط 4 من جنوده يعملون بالدفاعات الجوية في الهجمات الإسرائيلية، إذ تم التعرف على اثنين منهم على أنهم من سكان مدينة ماهشهر، أقرب مدينة من مجمع "بندر الإمام الخميني للبتروكيماويات"، فيما قالت وسائل إعلام إيرانية إن أعداد الضحايا مرشح للارتفاع.

وإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، تعرضت 3 قواعد رئيسية لتصنيع الصواريخ، وهي "فلق" و"شيد غديري" و"عبد الفتح"، تابعة للحرس الثوري الإيراني للهجوم أيضاً، كما تم استهداف موقعيْ "بارشين" و"باراند" العسكريين بطائرات مسيّرة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهجمات أعاقت قدرة إيران على تصنيع الصواريخ، لكن مسؤولين إيرانيين نفوا ذلك، قائلين إن "الضرر كان طفيفاً والانتكاسات قصيرة المدى".

وذكر مسؤولون إيرانيون وإسرائيليون أنه إضافة إلى ضرب الدفاعات حول مواقع الطاقة، أدت هجمات إسرائيل فعلياً إلى تدمير 4 أنظمة دفاع جوي من طراز "إس-300" كانت إيران تمتلكها بالفعل، إذ عطلت إسرائيل واحدة في أبريل بهجوم على قاعدة عسكرية في محافظة أصفهان، وثلاثة في هجوم السبت، في مطار "الإمام الخميني الدولي" في طهران، وقاعدة الصواريخ على مشارف العاصمة.

وكان استهداف إسرائيل لأنظمة الدفاع الجوي حول مواقع الطاقة، مماثلاً لهجومها في أبريل، عندما ضربت نظام الرادار لنظام الدفاع الجوي "إس-300" بالقرب من نطنز، وهي مدينة تقع في وسط إيران وتعتبر بالغة الأهمية للبرنامج النووي للبلاد. 

وجاءت ضربة أبريل رداً على إطلاق إيران عدة مئات من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وهو القصف الذي كان في حد ذاته رداً على غارة إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.

رسالة إسرائيلية

وقال الخبير في صناعة النفط والغاز الإيرانية وعضو غرفة التجارة الإيرانية- العراقية حميد حسيني إن "إسرائيل ترسل لنا رسالة واضحة، بأنه قد يكون لذلك عواقب اقتصادية خطيرة للغاية على إيران، والآن بعد أن فهمنا المخاطر، نحن بحاجة إلى التصرف بحكمة وعدم الاستمرار في التوترات".

وقال علي فايز، مدير مجموعة الأزمات الدولية في إيران: "يبدو هذا بمثابة مقدمة محتملة لضربة أكثر فعالية ضد البنية التحتية الإيرانية وحتى المواقع النووية. لا يملك الإيرانيون القدرة على استبدال هذه الأنظمة في الوقت المناسب، مما يجعل البلاد أكثر عرضة للخطر مستقبلاً".

وتشكل منشآت الطاقة التي تعرضت دفاعاتها للقصف أهمية بالغة للاقتصاد الإيراني المتعثر، والذي عانى من العقوبات الأميركية والتضخم ومشاكل أخرى لسنوات. 

كما تعد محافظة خوزستان، في جنوب إيران، موطناً لمعظم حقول النفط والغاز في البلاد، في حين يعد "مجمع بندر للبتروكيماويات" أكبر مجمع من نوعه في إيران، حيث ينتج ملايين الأطنان من المنتجات البترولية سنوياً للتصدير، أما مصفاة "عبادان" فتعد أكبر مصفاة نفط في إيران بالقرب من الخليج العربي، وتبلغ طاقتها 360 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

خطط إسرائيلية أولية

في المقابل، قال مسؤولان إسرائيليان إن الخطط الأولية، التي تم تطويرها فور إطلاق إيران لموجات من الصواريخ الباليستية على إسرائيل في أوائل أكتوبر، تضمنت ضربات على أهداف مرتبطة بصناعة الطاقة الإيرانية والمشروع النووي.

ولكن بينما كانت إسرائيل تخطط، حثتها الولايات المتحدة على عدم ضرب أي من مواقع الطاقة والنفط أو المنشآت النووية الإيرانية، خوفاً من أن تؤدي الهجمات على مثل هذه المواقع القيمة إلى رد فعل إيراني متزايد، وزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي وإشعال حرب إقليمية شاملة قد تجتذب الولايات المتحدة.

ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أن إسرائيل قررت في النهاية مهاجمة الدفاعات الجوية حول العديد من منشآت الطاقة، لكنها لم تستهدف المنشآت نفسها.

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن مقطورات القيادة والتحكم، فضلاً عن نظام الرادار، كانت من بين الأهداف التي شملتها الضربة، ووفقاً لتقييمها، تضررت الأنظمة بشدة وأصبحت غير صالحة للعمل، فيما قال أحد المسؤولين إن صور الأقمار الاصطناعية بعد الضربة ستظهر أن إسرائيل ضربت فقط بطارية الدفاع الجوي لمجمع البتروكيماويات، وتجنبت المجمع الصناعي القريب.

بدورهم، حذّر مسؤولون إيرانيون، بما في ذلك وزير الخارجية عباس عراقجي، مراراً من خلال اجتماعات دبلوماسية، من أن البنية التحتية للطاقة في إيران "خط أحمر"، وأنها إذا تعرضت للهجوم، سترد إيران بقوة. 

وأرسل عراقجي رسالة إلى الأمم المتحدة، السبت، حث فيها على إدانة إسرائيل ووصف هجومها بأنه "غير قانوني وعدواني وضد سيادة وسلامة أراضي إيران".

كما أصدرت القوات المسلحة الإيرانية بياناً، قالت فيه إن هجمات إسرائيل استهدفت "أنظمة الدفاع الجوي بالرادار في خوزستان وإيلام وطهران، ما تسبب في أضرار طفيفة"، موضحاً أن "الإصلاحات جارية وأن الدفاعات الجوية الإيرانية نجحت في تحييد معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإسرائيلية".

وأضاف الجيش الإيراني، في بيانه، أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية "لم تدخل المجال الجوي الإيراني وأطلقت صواريخ وطائرات بدون طيار من المجال الجوي العراقي"، فيما ألقى باللوم على واشنطن للسماح باستخدام المجال الجوي العراقي، كما اتهمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بـ "التواطؤ في هذه الجريمة".

وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة "لم تلعب أي دور في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران".

وعقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً، السبت، وأطلع القادة العسكريون أعضاءه على حجم الأضرار والأهداف، وقالوا إن المجلس ناقش كيفية الرد الإيراني، دون اتخاذ أي قرار.

تصنيفات

قصص قد تهمك