تظاهر مؤيّدون للديمقراطية في ميانمار الثلاثاء، مع احتدام القتال بين الجيش وجماعات مسلحة مناهضة للمجلس العسكري الحاكم في المناطق الحدودية، بعد 4 أشهر على الانقلاب الذي أطاح بالحاكمة المدنية أونغ سان سو تشي.
وأفادت وكالة "رويترز"، بأن الجيش لا يزال يواجه صعوبة في فرض النظام، بعد اعتقال سو تشي وأبرز قياديّي حزبها، ورغم حملة قمع عنيفة تشنّها قوات الأمن، ما أثار احتجاجات في البلاد وإضرابات شلّت مناحي الحياة.
وفي أقصى جنوب ميانمار نظم متظاهرون مسيرة في لونغ لون، فيما احتشد محتجون، معظمهم شبان، بمنطقة كاميوت بيانغون، العاصمة التجارية لميانمار. وكُتب على لافتة حملها متظاهر: "هذا لم ينتهِ بعد. لا يزال لدينا دورنا".
وأشارت "رويترز" إلى أن المحتجين في المناطق الحضرية باتوا أكثر ذكاءً، لتجنّب قوات الأمن، ويستخدمون غالباً حشوداً خاطفة، أو ينظمون احتجاجات محدودة غير معلنة، بعدما قوبلت مسيرات أكبر في الأشهر الأولى إثر الانقلاب، برصاص قوات الأمن.
وأعلنت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان أن قوات الأمن قتلت 840 شخصاً، منذ الانقلاب الذي نُفذ في الأول من فبراير الماضي. لكن رئيس المجلس العسكري، الجنرال مين أونغ هلاينغ، قلّص العدد إلى 300، مستبعداً أن تشهد ميانمار حرباً أهلية.
"صوت المدفعية يصمّ آذاننا"
وتجددت منذ الانقلاب نزاعات دامت عقوداً، بين المؤسسة العسكرية وجيوش تابعة للأقليات العرقية في المناطق الحدودية.
وكثفت الميليشيات العرقية المتحالفة مع "حكومة الظلّ" المدنية، هجماتها على الجيش الذي ردّ مستخدماً أسلحة ثقيلة، كما شنّ غارات جوية ما دفع آلافاً من السكان إلى الفرار، وفق "رويترز".
وأظهر تسجيل مصوّر، قصفاً مدفعياً من داخل لويكاو، عاصمة ولاية كاياه، المتاخمة لتايلاند، على ديموسو، التي تبعد نحو 14.5 كيلومتر، حيث أعلنت "قوات الدفاع الشعبية"، أنها هاجمت القوات الحكومية، وتعرّضت لنيران كثيفة.
ونقلت "رويترز" عن أحد السكان في لويكاو قوله: "صوت المدفعية يصمّ آذاننا".
وأعلنت "قوة دفاع قوميات كاريني"، وهي جماعة مسلحة ناشطة في ولاية كاياه، مصرع 80 جندياً الاثنين.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن القتال في كاياه أدى إلى نزوح نحو 37 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة، فرّ كثيرون منهم إلى الأدغال، ويحتاجون إلى أغذية وأدوية.
وأشارت "رويترز" إلى تشكيل قوات مدنية، تكون غالباً مسلّحة ببنادق بدائية، وتحظى بتدريب محدود، في بلدات ومناطق بكل أنحاء ميانمار، لتحدي الجيش، ودعماً لـ "حكومة الوحدة الوطنية"، التي يتهمها المجلس العسكري بالخيانة.