أمرت حكومة ألمانيا، محطات استيراد الغاز، التي تديرها الدولة، رفض أي شحنات روسية من الغاز الطبيعي المسال، بعد إخطارها بشحنة مخطط لها، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأفادت الصحيفة البريطانية، نقلاً عن رسالة اطلعت عليها بتاريخ 6 نوفمبر، بأن وزارة الاقتصاد الألمانية أمرت شركة "دويتشه إنرجي تيرمينال" Deutsche Energy Terminal المُشغّلة لمحطات الغاز المسال المملوكة للدولة بـ"عدم قبول أي شحنات من الغاز الطبيعي المسال الروسي"، بعد أن أبلغت الشركة برلين بأن منشأة الاستيراد الخاصة بها في برونسبوتيل من المقرر أن تستقبل شحنة روسية، الأحد.
وقالت الوزارة، إن الأمر صدر لحماية "المصالح العامة العليا" للبلاد، وطلبت من الشركة "رفض شحنات الغاز الطبيعي المسال من روسيا حتى إشعار آخر".
ووفقاً لـ"فاينانشيال تايمز"، تأتي الشحنة المحتملة في وقت من المقرر أن يصبح فيه الغاز الطبيعي المسال "ورقة مساومة" بين الاتحاد الأوروبي، وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وذلك بعد أن طرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأسبوع الماضي، فكرة استبدال الغاز الطبيعي المسال الروسي بمزيد من الواردات من الولايات المتحدة.
وكانت ألمانيا، أكبر مستورد للغاز الروسي في أوروبا، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وعندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إمدادات الغاز المورد عبر خطوط الأنابيب إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، سارعت حكومة المستشار أولاف شولتز إلى إيجاد بدائل، وبناء سلسلة من محطات الغاز الطبيعي المسال، لاستقبال شحنات الغاز عن طريق البحر.
وفي رسالتها، قالت الوزارة الألمانية، إنه في حال السماح بتنفيذ هذه الشحنة، فإن محطة الغاز الطبيعي المسال ستتجاهل الدافع الحقيقي، الذي أنشئت من أجله في الأساس، وهو جعل ألمانيا والاتحاد الأوروبي بوجه عام "مستقلين عن الغاز الروسي".
اعتماد أوروبي على النفط الروسي
ولكن على الرغم من حظر الولايات المتحدة وبريطانيا الغاز الطبيعي المسال الروسي، واصل الاتحاد الأوروبي استيراد الوقود، وحصل التكتل على 20% من وارداته من روسيا، وفق بيانات شركة "كبلر" المتخصصة في تحليل أسواق النفط.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز"، أن معظم واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، ذهبت إلى فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، بموجب عقود طويلة الأجل، تقول الشركات المعنية إنها لا تستطيع الانسحاب منها ما لم يُفرض حظر شامل.
ولم تستورد ألمانيا الغاز الطبيعي المسال الروسي بشكل مباشر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، والتعليمات الصادرة عن الوزارة "تضمن استمرار هذا الحال"، كما جاء في الرسالة.
ومع ذلك، فإن شركة "تأمين الطاقة لأوروبا" SEFE الألمانية، ترتبط بعقد طويل الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال مع محطة "يامال" الروسية للغاز الطبيعي المسال، ووجهت جميع إمداداتها تقريباً إلى منشأة استيراد في فرنسا، بحسب "كبلر".
ورفضت وزارة الاقتصاد الألمانية التعليق بشكل مباشر على الرسالة، قائلة: "بشكل مبدئي، صحيح أن ألمانيا لا تستورد الغاز الروسي، ومن الواضح أيضاً بالنسبة (لوزارة الاقتصاد) أن هذا لا ينبغي أن يحدث عبر محطات غاز طبيعي مسال ألمانية".
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن الوزارة يقودها وزير الاقتصاد نائب المستشار، روبرت هابيك، والذي اتخذ حزبه "الخضر" موقفاً صارماً من الرئيس بوتين.
ولم تحدد بيانات تتبع السفن حتى الآن، أي سفينة أشارت إلى أنها تبحر باتجاه منشأة الاستيراد في برونسبوتيل، على الرغم من أن 3 سفن غادرت محطة "يامال" خلال الأيام الأخيرة أشارت إلى أنها متجهة إلى أوروبا.