بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الخميس، "التصعيد الإسرائيلي" في المنطقة، وضرورة إيقاف "العدوان" المستمر على فلسطين ولبنان، بحسب ما ذكره بيان الرئاسة السورية.
وشدد لاريجاني خلال اللقاء الذي عقد في دمشق، على "وقوف إيران إلى جانب سوريا واستعدادها لتقديم شتى أنواع الدعم"، مشدداً على "دور سوريا المحوري في المنطقة، والتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها".
من جهته، أكد الأسد على "التمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية ودعم صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني بشتى الوسائل ووقف المجازر، ووضع حد لجرائم الإبادة الجماعية"، بحسب البيان.
وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية، بأن اللقاء "بحث التطورات التي تشهدها المنطقة لا سيما التصعيد الإسرائيلي"، و"العدوان المستمر على فلسطين ولبنان، وضرورة إيقافه". كما جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها.
"القوات الاستشارية"
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال في وقت سابق، إن "لاريجاني سيبحث مع كبار المسؤولين السوريين آخر مستجدات المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين".
وأوضح بقائي أن لاريجاني "سيسافر إلى لبنان بعد التشاور مع كبار المسؤولين السوريين، حيث سيلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت، بينهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب اللبناني، وسيبحث آخر التطورات في المنطقة".
وتشن إسرائيل ضربات منذ سنوات على أهداف تقول إنها "مرتبطة بإيران" في سوريا، لكنها كثفت تلك الغارات منذ السابع من أكتوبر 2023، أبرزها استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق خلال أبريل الماضي.
وفي السياق، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي قوله، الخميس، إن "إيران لم تتخذ قراراً بشأن تغيير عدد قواتها الاستشارية في سوريا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "طهران ستستخدم حقها القانوني للدفاع عن نفسها ضد الكيان الصهيوني في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
يأتي هذا وسط توقعات بأن ترد طهران على الضربات التي شنتها تل أبيب عليها في 25 أكتوبر الماضي، وأسفرت عن سقوط 4 جنود.
محادثات "أستانا"
ويأتي لقاء لاريجاني بالأسد بعد يومين من انتهاء المحادثات الـ22 بشأن الملف السوري بصيغة "أستانا"، الثلاثاء الماضي، في العاصمة الكازاخستانية أستانا، بمشاركة 11 وفداً من بينهم وفود من الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، إضافة إلى ممثلي النظام والمعارضة السوريين.
وقال البيان الختامي للمحادثات، إن "الدول الضامنة أدانت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية"، مؤكداً أنها "انتهاك للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سورية ووحدة أراضيها".
وأعرب البيان عن "تصميم الدول الضامنة على مواصلة العمل معاً لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والوقوف ضد الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة"، معبرين عن "إدانتهم للدول الداعمة لتلك الأجندات".
انفتاح روسي على التفاوض مع ترمب
وتحافظ روسيا، حليفة إيران، على وجودها في سوريا منذ تدخلها لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد. والآن، يبدو أن إسرائيل تعتمد على روسيا لـ"الضغط على سوريا لقطع خطوط إمداد جماعة حزب الله اللبنانية"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
من جهته، أعرب المبعوث الروسي الخاص بشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، الخميس، عن "انفتاح" موسكو على التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن سوريا.
وأضاف لافرينتييف لوكالة "تاس" الروسية: "إنهم كانوا يلعبون وسيلعبون لاحقاً دوراً ملموساً، وسيكون من الضروري أخذ رأيهم بعين الاعتبار، وسيكون من الضروري الاتفاق معهم".
وتابع: "كما يقال، يحب ترمب عقد مختلف الصفقات، وسنرى ما سيعرضه في هذا الاتجاه. ونحن مستعدون لذلك ولم نتهرب من إجراء اتصالات مع الأميركيين الذين كانوا شركاءنا آنذاك، ونحن منفتحون. وإذا كانت لديهم الرغبة في مواصلة الاتصالات، نحن مستعدون لذلك".
واعتبر المبعوث الروسي أن "التوصل إلى السلام في سوريا بغض النظر عما يحدث في لبنان وقطاع غزة والعلاقات بين إسرائيل وإيران، أمر مستحيل عملياً. ونأمل أن يتم إشراك جميع الأطراف، وسيكون على كل الأطراف هنا إبداء بعض المرونة".