مع اقتراب مهلة الاتفاق على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة من نهايتها، منتصف ليل الأربعاء، يسابق خصوم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الزمن لتجاوز كل العقبات.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من المتوقع أن يعلن يائير لبيد رئيس حزب يش عتيد (هناك مستقبل) عن التشكيلة الجديدة بقيادة نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، لإنهاء حقبة نتنياهو بعد 12 عاماً في السلطة من دون انقطاع.
وهذا يعني أن التصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة، سيجري تحديده الأربعاء المقبل، على أبعد تقدير.
وفي حال تأجيل المحادثات وعدم التوصل إلى اتفاقات نهائية بحلول ذلك الوقت، يمكن لرئيس الكنيست، إبلاغ البرلمان رسمياً بالحكومة الجديدة، الاثنين، ما يؤدي فعلياً إلى تأجيل التصويت لمدة أسبوع آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن لَبيد فشل في إبلاغ الرئيس الإسرائيلي بأنه تمكن من تشكيل الحكومة قبل الساعة 11 صباحاً بتوقيت إسرائيل (08:00 ت غ)، خلافاً لتصريحات سابقة.
وقال حزب يش عتيد "هناك مستقبل" بزعامة لَبيد، وحزب "أزرق أبيض" بزعامة غانتس في بيان مشترك إنهما "اتفقا على الخطوط العريضة للحكومة والقضايا الأساسية التي تتعلق بتعزيز الديمقراطية والمجتمع الإسرائيلي".
بينما قال متحدث باسم بينيت في بيان: "جلس فريق مفاوضات الائتلاف طوال الليل وأحرز تقدماً باتجاه تشكيل حكومة وحدة"، يفترض أن تنقل البلاد إلى "عهد جديد" وتطوي صفحة أزمة سياسية استمرت أكثر من عامين، حسب وكالة "فرانس برس".
وأضاف الحزبان أن غانتس سيظل وزيراً للدفاع في الحكومة الجديدة. وذكر متحدث باسم لبيد أنه تم كذلك التوصل إلى اتفاقات مع حزب "ميرتس اليساري" وحزب "العمل"، من تيار يسار الوسط، بالإضافة إلى حزب "إسرائيل بيتنا" القومي الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع السابق.
ويتفاوض كذلك حزب "القائمة العربية الموحدة" للانضمام للائتلاف. وإذا حدث ذلك، فستكون هذه أول مرة في تاريخ إسرائيل يشارك فيها حزب عربي مستقل في الحكومة.
مهلة منتصف الليل
وأمام يائير لبيد الذي ينتمي لتيار الوسط مهلة حتى منتصف ليل الأربعاء، لتقديم تشكيلة نهائية، بعد أن كُلف بمهمة تشكيل حكومة جديدة عقب فشل نتنياهو بعد انتخابات غير حاسمة جرت في 23 مارس الماضي.
لكن الكتلة المناهضة لنتنياهو أرادت إبلاغ الرئيس رؤوفين ريفلين بتشكيل حكومة، قبل بدء الجلسة العامة للكنيست من أجل إلزام رئيس الكنيست ياريف ليفين، بعقد مراسم أداء اليمين للحكومة قبل الأربعاء المقبل.
وثمة مخاوف في صفوف الكتلة المناهضة لنتنياهو من أن هذا التأخير قد يمكّن ليفين من تأخير التصويت على المصادقة أكثر.
انتخاب رئيس جديد
وبعد الظهر، انتخب الكنيست زعيم حزب العمل السابق يتسحاق هرتسوغ الرئيس الحادي عشر لإسرائيل ليخلف في هذا المنصب الفخري رؤوفين ريفلين الذي انتخب في 2014.
وحصل هرتسوغ وهو نجل الرئيس الإسرائيلي السابق حاييم هرتسوغ (1983-1993)، على 87 صوتاً في البرلمان، بينما حصلت منافسته ميريام بيريتس على 26 صوتاً.
وقال هرتسوغ في خطاب متلفز بعد إعلان النتائج "سأكون رئيساً للجميع، وسأبني جسوراً بين مختلف مكونات مجتمعنا".
وهنأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منافسه السابق هرتسوغ على انتخابه، وتمنى له "نجاحاً كبيراً نيابة عن كل المواطنين الإسرائيليين".
"دعم العرب"
وللوصول إلى أغلبية في الكنيست المكون من 120 مقعداً، سيتعين على تحالف المعارضة غير المنسجم أن يشمل أيضاً أحزاباً يسارية ويمينية أخرى، وسيحتاج إلى دعم السياسيين العرب الإسرائيليين.
وسيؤدي ذلك إلى حكومة تمزقها الخلافات الأيديولوجية العميقة بشأن القضايا الساخنة مثل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ودور الدين في السياسة.
وأعلنت "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" برئاسة أيمن عودة، و"التجمع الديمقراطي" الذي يمثله سامي أبو شحادة، أنهما سيصوتان ضد حكومة نفتالي بينيت، علماً أنهما يشغلان أربعة مقاعد في البرلمان.
نتنياهو يبقي "الباب مفتوحاً"
وسعى نتنياهو، الذي يتولى السلطة منذ 12 عاماً، لنزع المصداقية عن بينيت وزعيمين يمينيين آخرين يتفاوضان مع لَبيد، قائلاً إنهم يهددون أمن إسرائيل.
لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمامهم، وقال إنه ما زال قادراً على تشكيل الحكومة القادمة.
وإذا أخفق لَبيد في مساعيه، فسيحيل الرئيس مهمة اختيار مرشح إلى الكنيست، ويمكن أن يشمل هذا نتنياهو مجدداً، على الرغم من أنه حظي بفرصة بالفعل.
وإذا لم يقع الاختيار على مرشح في غضون 21 يوماً، أو إذا لم يتمكن المرشح من تشكيل حكومة، فسيُحل الكنيست تلقائياً، وتجرى انتخابات جديدة في غضون 90 يوماً ستكون الخامسة في نحو عامين.
اقرأ أيضاً: