يفحص محققون أوكرانيون حطام صاروخ روسي جديد متوسط المدى أطلقته موسكو على مدينة دنيبرو الخميس، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا النوع القوي من الصواريخ في الحرب، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاء أوكرانيا الغربيين لتركيز جهودهم على المساعدة في توفير نظام دفاع جوي قادر على حماية الناس.
وكانت مجموعة صغيرة من الصحافيين سُمح لهم بالوصول إلى مكان حطام الصاروخ، لكن طُلب منهم عدم الكشف عن الموقع لدواع أمنية.
وجمعت أوكرانيا ما تبقى من القطع المحترقة في مستودع بمنشأة تُجري تحليلات للأسلحة. ويفحص خبراء أوكرانيون الحطام للحصول على معلومات عن الإمدادات العسكرية الروسية، وطرق إنتاج موسكو للأسلحة، وتطوير وسائلها الدفاعية.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تعمل مع حلفائها لتحديد الرد على استخدام روسيا للصاروخ الباليستي، وأضاف الرئيس الأوكراني في خطابه المسائي المصور أن فحص الحطام جار "لتحديد جميع التفاصيل والمواصفات المتعلقة بالصاروخ. وللتوصل معاً إلى رد على هذه الخطوة التصعيدية".
وأضاف "العالم لديه أنظمة دفاع جوي قادرة على صد هذا النوع من التهديدات أيضاً، وهذا ما يتعين علينا جميعا أن نركز عليه".
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن صاروخ أوريشنيك استهدف مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا رداً على استخدام كييف صواريخ غربية خلال الأسبوع الماضي لضرب أهداف في روسيا.
"تصعيد خطير للحرب"
وأطلقت روسيا على الصاروخ الجديد اسم "أوريشنيك" (شجرة البندق)، مؤكدة أنه يستحيل اعتراضه بالدفاعات الجوية. وتقول أوكرانيا إن الصاروخ بلغ سرعة قصوى تزيد على 13 ألف كيلومتر في الساعة أثناء توجهه نحو مدينة دنيبرو الخميس.
ويبلغ متوسط سرعة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى نحو 5 آلاف و500 كيلومتر في الساعة.
وقال خبيران حكوميان إن السلاح المستخدم كان صاروخاً باليستياً، واتخذ مسار هذا النوع من الصواريخ، ولفتا إلى أن الضربة تسببت في أضرار للمدنيين. وأحجم الخبيران عن الرد على أي أسئلة واكتفيا بذكر اسميهما الأولين فقط.
وقال إيفان، وهو أحد الخبيرين "هذه استنتاجات أولية، وللتوصل إلى معلومات أكثر تحديداً، نحتاج إلى المزيد من الوقت والدراسة المتأنية لبقايا الصاروخ".
وذكر أوليه، الخبير الثاني الذي يعمل محققاً في جهاز الأمن الأوكراني "هذه هي المرة الأولى التي تُكتشف فيها بقايا مثل هذا الصاروخ داخل الأراضي الأوكرانية".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف استخدام هذا النوع من الصواريخ بأنه تصعيد خطير، وحث حلفاءه على الرد. وقالت أوكرانيا في بادئ الأمر إن هذا السلاح هو صاروخ باليستي عابر للقارات على ما يبدو.
ودعا زيلينسكي إلى تعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية، وقال إن بلاده "ليست أرضاً لتجربة الأسلحة فيها، بل دولة ذات سيادة ومستقلة، لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا".
"تحذير روسي للغرب"
في المقابل، أكد الكرملين في وقت لاحق أنه أطلق صاروخاً جديداً متوسط المدى على هدف عسكري أوكراني في دنيبرو، رداً على قصف كييف روسيا بصواريخ أميركية وبريطانية لأول مرة بعد موافقة الولايات المتحدة.
ويقول الجيش الأميركي إن تصميم الصاروخ الجديد مستند إلى صاروخ باليستي عابر للقارات طويل المدى من طراز "آر.إس-26 روبيش"، مشيراً إلى أن الصاروخ الجديد لا يزال في مرحلة الاختبار، وعلى الأرجح تمتلك روسيا عدداً قليلاً منه.
والجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تواصل اختبار الصاروخ في المهام القتالية، ولديها مخزون جاهز للاستخدام.
وكان الكرملين اعتبر أن ضرب أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي أسرع من الصوت يستهدف "تحذير الغرب" من أن موسكو سترد على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف باستهداف روسيا بصواريخهما، ووصف بوتين الضربة الصاروخية بأنها "اختبار" ناجح للصاروخ الباليستي الجديد متوسط المدى "أوريشنيك".
وأوضح الرئيس الروسي أن الهجوم على أوكرانيا كان رداً على قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بمنح أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ باليستية أميركية الصنع من طراز أتاكمز ATACMS لضرب أهداف داخل روسيا، معتبراً أن واشنطن "تدفع العالم نحو صراع عالمي".
وهناك الكثير من التفاصيل لم تتضح بعد، من بينها مدى الضرر الذي أحدثه الصاروخ. ونادراً ما تُفصح أوكرانيا عن الأضرار التي تلحق بأهدافها العسكرية، خشية أن تستخدم موسكو هذه المعلومات لصالحها.