وزير المهجرين اللبناني لـ"الشرق": ضغوطات دبلوماسية واقتصادية أجبرت إسرائيل على وقف النار

قال وزير المهجرين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل جاء بسبب الضغوطات الدبلوماسية والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تتعرض لها تل أبيب.

وأضاف شرف الدين في تصريحات لبرنامج "دائرة الشرق" على قناة "الشرق" أن "العبرة ليست في مصادقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، بل في التنفيذ"، لافتاً إلى أن "عقيدة إسرائيل هي القتل وليس القتال".

وأشار إلى أن "العنوان الأساسي للتفاوض تَمثّل في تطبيق اتفاقات الهدنة 1949 (وهي مجموعة من الاتفاقات الموقعة خلال عام 1949 بين إسرائيل والدول المجاورة لها)، والعودة إلى الحدود المرسومة بين لبنان وإسرائيل، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي (1701) بحذافيره، والذي ينص في أول بنوده على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب".

وعن تعامل الحكومة اللبنانية مع إعلان وقف إطلاق النار، أكد شرف الدين، أن الحكومة و"حزب الله" فوَّضا رئيس مجلس النواب (البرلمان) نبيه بري بالتفاوض على هذا القرار.

وعن تسريب بعض البنود في وسائل إعلام إسرائيلية، نبّه الوزير اللبناني بأن آلية التنفيذ يجب أن تكون من الجانبين، وقال: " نحن كحكومة أكدنا أن الجيش سيتولى السيطرة على الجنوب، بالتزامن مع انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وعودة عمل قوات اليونيفيل الأممية بمشاركة 5 دول قدَموا ضمانات لعمل هذه القوات".

وشدد على أنه "من المهم أن تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق، وتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة".

ميقاتي يطالب المجتمع الدولي بتسريع وقف النار

وفي سياق متصل، ذكر مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أنه رحّب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.

وأضاف البيان أن ميقاتي أعرب للرئيس الأميركي عن شكره للولايات المتحدة وفرنسا على جهودهم التي أفضت إلى التوصل للاتفاق.

واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، أن التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف إطلاق النار، يُمثّل خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم، مشيراً إلى أنه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي.

كما أكد على التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتعزيز حضور الجيش في جنوب البلاد.

وطالب ميقاتي بالتزام إسرائيل بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي تحتلها والالتزام بالقرار 1701.

وجاء بيان الحكومة اللبنانية بعد لحظات من اختتام بايدن خطاباً أعلن فيه أن وقف الأعمال القتالية في لبنان سيدخل حيز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت جرينتش) الأربعاء.

اتفاق وقف النار في لبنان

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن مجلس الوزراء الأمني وافق على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، معتبراً أن إسرائيل "ستحتفظ بحقها في ضرب حزب الله إذا قام بأي خرق".

وأضاف نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على مجلس الوزراء بكامل هيئة خطة وقف إطلاق النار مع لبنان.

وينص الاتفاق على التزام "حزب الله" وجميع المجموعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل، التي ستلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.

كما يقضي الاتفاق أيضاً بأن تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مع التأكيد على أن هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.