محدّث
سياسة

إيران تعلن الاتفاق مع "الترويكا" الأوروبية على مواصلة الحوار "قريباً"

time reading iconدقائق القراءة - 7
سيارات تمر في أحد الشوارع بعد سماع عدة انفجارات بالعاصمة الإيرانية طهران. 26 أكتوبر 2024 - via REUTERS
سيارات تمر في أحد الشوارع بعد سماع عدة انفجارات بالعاصمة الإيرانية طهران. 26 أكتوبر 2024 - via REUTERS
جنيف -رويترز

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب عبادي، الجمعة، إن طهران اتفقت مع "الترويكا" الأوروبية على مواصلة الحوار في المستقبل القريب من أجل مباحثات لنزع فتيل التوتر في المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني المثير للجدل قبل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وأوضح عبادي، عبر منصة "إكس"، أن "المباحثات كانت بشأن تقييم التطورات الثنائية والإقليمية والدولية الأخيرة"، مؤكداً أنه "تم الاتفاق بين طهران والثلاثي الأوروبي (الترويكا) على مواصلة الحوار في المستقبل القريب".

وأضاف أن "طهران ملتزمة بشكل راسخ بالسعي إلى تحقيق مصالح شعبها.. وتفضل طريق الحوار والمشاركة.. وتم الاتفاق على مواصلة الحوار الدبلوماسي في المستقبل القريب".

واجتمع دبلوماسيون إيرانيون، أبرزهم نائب وزير الخارجية الإيراني المفاوض النووي البارز مجيد تخت روانجي، مع دبلوماسيين كبار من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، في وقت سابق الجمعة، لمناقشة ما إذا كان من الممكن الانخراط في محادثات جادة في الأسابيع المقبلة لنزع فتيل التوتر في المنطقة.

والاجتماعات المقررة في مدينة جنيف السويسرية، التي سبق أن شهدت أول اختراق في المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران قبل أكثر من عقد وقبل التوصل لاحقاً إلى اتفاق في عام 2015، هي الأولى منذ الانتخابات الأميركية وتهدف إلى استكشاف ما إذا كان من الممكن البناء على أي زخم قبل تنصيب ترمب في 20 يناير.

وبدا مستوى انعدام الثقة بين الجانبين جليا عندما دفعت الدول الثلاث في 21 نوفمبر بقرار ضد إيران كلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعداد تقرير "وافٍ" عن الأنشطة النووية الإيرانية بحلول ربيع عام 2025 على الرغم من تعهدات إيران الأحدث بالحد من تخصيب اليورانيوم.

وقال دبلوماسيون إن هذا يجعل اجتماعات جنيف بمثابة جلسة عصف ذهني تركز على المخاوف المتبادلة بشأن كيفية تعامل ترمب مع الملف.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير قوله إنه سيتم إطلاع روسيا والصين على نتائج الاجتماع، الأسبوع المقبل. وأضاف: "إذا وضعنا اللمسات الأخيرة على خارطة طريق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن كيفية حل النزاع النووي فإن الكرة ستكون في الملعب الأميركي لإحياء أو قتل الاتفاق النووي لعام 2015".

وأضاف أن "النزاع النووي والأزمات الإقليمية وتعاون طهران العسكري مع روسيا جميعها أمور مترابطة".

صقور ترمب

ويقول دبلوماسيون أوروبيون وإسرائيليون وإقليميون إن إدارة ترمب، التي تضم صقوراً بارزين متشددين إزاء إيران مثل مرشحه لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو، سوف تمضي باتجاه سياسة "الضغط الأقصى" التي تهدف إلى تركيع إيران اقتصادياً كما حاول خلال رئاسته الأولى.

ويقولون أيضاً إنه قد يسعى إلى نوع من الصفقة الكبرى التي تشمل الأطراف الإقليمية لحل الأزمات المتعددة في المنطقة.

وتبنت الدول الأوروبية الثلاث والموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 موقفا أكثر صرامة تجاه إيران في الأشهر الماضية، خاصة منذ كثفت طهران دعمها العسكري لروسيا في حربها بأوكرانيا. ومع ذلك، تقول هذه الدول دوماً إنها تريد الحفاظ على سياسة بين الضغط والحوار.

وذكر 3 مسؤولين إيرانيين أن الهدف الأساسي لطهران سيكون إيجاد طرق لضمان "رفع العقوبات" المفروضة منذ عام 2018 عندما انسحب ترمب خلال رئاسته الأولى من الاتفاق الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى عالمية.

وقال أحد المسؤولين الثلاثة: "قررت المؤسسة التغلب على الجمود النووي.. الهدف هو استغلال اجتماع جنيف لإيجاد أرضية مشتركة، وإذا حققنا تقدماً فإن واشنطن قد تنضم في مرحلة لاحقة".

"التهديد الأكثر خطورة"

من جانبه، قال نيكولا ليرنر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية، إن تعزيز النشاط النووي الإيراني من المتوقع أن يكون "التهديد الأكثر خطورة" في الشهور المقبلة.

وأضاف في تصريحات أدلى بها في باريس مع نظيره البريطاني: "خدماتنا تعمل جنباً إلى جنب لمواجهة ما يمثل دون شك أحد أكثر التهديدات خطورة في الشهور المقبلة".

وسرعت إيران برنامجها النووي وحدت من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبته منذ عام 2018.

أهداف إيران

وقالت كيلسي دافنبورت، المسؤول عن سياسة منع الانتشار في رابطة الحد من الأسلحة: "لن يكون هناك اتفاق أو أي محادثات جادة عن ملامح الاتفاق قبل تولى ترمب منصبه".

وأضافت: "لكن يجب أن يضغط الأوروبيون على إيران لمعرفة ما هي جوانب برنامجها النووي التي ترغب في التفاوض عليها، وما هي الظروف الأمنية في المنطقة التي يتعين أن تتغير حتى تقدم إيران تنازلات نووية".

وقال مسؤول أوروبي إن الهدف الأساسي هو محاولة الاتفاق على جدول زمني وإطار عمل لبدء محادثات بحسن نية يلتزم فيها الإيرانيون بشكل واضح بالبدء في التفاوض على شيء ملموس قبل تولي ترمب السلطة.

وذكر مسؤولون من الجانبين أن القضية النووية مجرد جانب واحد من المحادثات التي ستتناول أيضاً علاقات إيران العسكرية مع روسيا، ودورها الإقليمي مع تصاعد المخاوف من أن التوتر بين إيران وإسرائيل قد يشعل حرباً شاملة في منطقة ملتهبة بالفعل بسبب الضربات المتبادلة بينهما والحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن من أسباب اتخاذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان، الذي أعلنه الثلاثاء، هو تحويل تركيز إسرائيل إلى إيران.

ورغم أن عودة ترمب إلى السلطة تثير غموضاً حول مصير العديد من القضايا، قال أربعة دبلوماسيين أوروبيين إن دول الترويكا شعرت بأن من الضروري الانخراط في محادثات الآن لأن الوقت ينفد.

وتأمل القوى الغربية في أن تقرر إيران البدء في التفاوض على قيود جديدة على أنشطتها النووية، وإن كانت أقل صرامة من تلك التي فرضت في عام 2015، بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول الصيف.

وفي المقابل، سيتم البدء في رفع العقوبات رغم أن أكثرها ضرراً بالاقتصاد الإيراني هي العقوبات الأميركية.

وبعد أن تجاوزت إيران بكثير حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق، من غير الواضح ما إذا كان ترمب سيؤيد المفاوضات الرامية إلى وضع حدود جديدة قبل رفع تلك الواردة في اتفاق 2015 في يوم انتهاء سريانها في أكتوبر 2025.

وإذا لم يُتفق على حدود جديدة قبل ذلك اليوم، قد تستغل المسألة فيما يسمى "بالعودة السريعة"، وهي عملية تحال فيها القضية بموجب اتفاق 2015 إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقد يعاد فيها فرض العقوبات التي تم رفعها.

وحذرت إيران، التي تقول منذ فترة طويلة إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، من أنها ستراجع عقيدتها النووية إذا حدث ذلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك