تخطط النائبة الديمقراطية السابقة تولسي جابارد، التي رشحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية DNI، لعقد اجتماعات، الأسبوع المقبل، مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وسط شكوك بشأن سجلها، وفرص المصادقة على تعيينها.
وأشارت مجلة National Review، إلى أنه من المقرر أن تعقد جابارد اجتماعات، الاثنين المقبل، وراء أبواب مغلقة مع أعضاء بمجلس الشيوخ يسعون للتدقيق بشأن مواقفها السابقة المثيرة للجدل عن روسيا وسوريا.
وأثيرت مؤخراً شكوك بشأن إمكانية مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينها في منصب مديرة الاستخبارات الوطنية، بعدما أشارت تقارير إلى رفض بعض أعضاء المجلس الجمهوريين تعيينها بالمنصب.
وحذر كثيرين من أنه من السابق لأوانه التخمين بمصير المصادقة على تعيين جابارد، ولكن أحد كبار الموظفين السابقين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، قال إن "فرص تأكيد تعيينها في المجلس منعدمة"، بحسب مجلة "بوليتيكو".
وأضاف: "لا أعتقد أن جابارد لديها الأصوات الكافية. لا أرى كيف ستصل إلى الأغلبية اللازمة من الأصوات بمجلس الشيوخ".
وذكرت "ناشيونال ريفيو"، أن السبب الرئيسي وراء عدم ظهور قضية جابارد في الواجهة حتى الآن هو استمرار العاصفة الإعلامية بشأن مرشحي ترمب الآخرين المثيرين للجدل، وبالتحديد مرشحه لمنصب وزير العدل الذي سحب ترشيحه مات جايتز، ومرشحه الحالي لمنصب وزير الدفاع بيت هيجسيث، الذي يواجه أيضاً مقاومة كبيرة في مجلس الشيوخ.
وتسعى جابارد من خلال اجتماعاتها المرتقبة لتهدئة مخاوف أعضاء مجلس الشيوخ بشأن لقائها مع الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً عام 2017 كعضوة في الكونجرس آنذاك "بهدف التأكيد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة مع الأعداء الأجانب"، بحسب ما ذكره مصدر مطلع لـ"ناشيونال ريفيو".
وتابع: "ستسعى أيضاً لطمأنتهم بأنها لا تتعاطف مع الحكام المستبدين أو تدافع عنهم".
وتخطط جابارد لاتباع نهج ترمب في الاستمرار بالدعوة إلى إنهاء انخراط الولايات المتحدة في "حروب لا نهاية لها"، والدعوة إلى تغيير كبير في وكالات الاستخبارات لمعالجة تآكل الثقة العامة في المؤسسات الأميركية.
وتركت جابارد الحزب الديمقراطي عام 2022 لتصبح مستقلة، وقالت حينها إن الديمقراطيين باتوا "عصابة نخبوية من دعاة الحرب"، قبل الانضمام إلى الحزب الجمهوري في أكتوبر الماضي.
وتعتبر تولسي جابارد من أبرز منتقدي السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك المساعدات الأميركية لأوكرانيا.
وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير عام 2022، اعتبرت أن الحرب كان من الممكن تجنبها لو ضمن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتسببت مرشحة ترمب كذلك، في ضجة بعدما ذكرت أن أوكرانيا تستضيف مختبرات للأسلحة البيولوجية بتمويل من الولايات المتحدة. لكنها عادت وقالت إن تصريحاتها "أسيء فهمها"، مشيرة إلى أنها كانت تعبر عن قلقها بشأن وجود مختبرات بيولوجية تتعامل مع مسببات الأمراض الخطيرة في منطقة حرب.
وتعرضت جابارد عام 2017، لانتقادات بعد زيارتها لسوريا ولقاءها مع الأسد، وقالت في ذلك الوقت إنها فعلت ذلك "لأنني شعرت أنه من المهم إذا كنا حقاً نهتم بالشعب السوري ومعاناته، أن نكون قادرين على مقابلة أي شخص نحتاج إليه إذا كان هناك احتمال لتحقيق السلام".
وبعد عامين، وخلال ترشحها للرئاسة، رفضت جابارد وصف الأسد بأنه "مجرم حرب"، وذكرت أنه "ليس عدواً للولايات المتحدة، لأن سوريا لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة".
وفي حال صادق الكونجرس على ترشيح جابارد، ستكون هي المشرفة على تنفيذ برنامج الاستخبارات الوطنية، والعمل كمستشارة رئيسية لترمب ومجلس الأمن القومي ومجلس الأمن الداخلي، بشأن المسائل الاستخباراتية المرتبطة بالأمن القومي.