رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن فرض الأحكام العرفية: مصيري يحدده الحزب

زعيم الحزب الحاكم: استقالة يون حتمية.. ووضعه لا يسمح له بأداء مهامه

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ينحني اعتذاراً عن قراره بفرض الأحكام العرفية، خلال خطابه للأمة. سول. 7 ديسمبر 2024 - Reuters
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ينحني اعتذاراً عن قراره بفرض الأحكام العرفية، خلال خطابه للأمة. سول. 7 ديسمبر 2024 - Reuters
سول/ دبي -رويترزالشرق

اعتذر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في خطاب متلفز عن محاولته فرض الأحكام العرفية، والتسبب في حالة من السخط في البلاد، معلناً أن مصيره سيحدده حزبه "قوة الشعب" (PPP)، لكنه لم يتخل عن السلطة متحدياً ضغوطاً شديدة للتنحي، وقبل ساعات من التصويت المرتقب في البرلمان على عزله.

يأتي ذلك في الوقت الذي، قال زعيم الحزب الحاكم هان دونج هون، إن الاستقالة المبكرة للرئيس من منصبه "أصبحت حتمية"، لأنه "لم يعد في وضع يتيح له ممارسة مهامه".

وانحنى الرئيس الكوري الجنوبي خلال كلمته التي بثها التلفزيون، وقال إنه لن يسعى إلى التنصل من المسؤولية القانونية والسياسية عن قراره بإعلان الأحكام العرفية لأول مرة في البلاد منذ عام 1980، وإن "القرار نبع من اليأس"، مضيفاً أن قرار مصيره في الرئاسة سيحدده حزبه.

وكان هذا الخطاب أول ظهور علني للرئيس "المحاصر سياسياً" منذ إلغاء أمر الأحكام العرفية في وقت مبكر الأربعاء، بعد ست ساعات فقط من إعلانه، ما دفع بنواب البرلمان لتحدي حواجز الجيش والشرطة للتصويت ضد المرسوم.

وقال يون في خطابه: "أنا آسف للغاية وأود أن أعتذر بصدق للأشخاص الذين أصيبوا بالصدمة"، وأضاف: "أترك لحزبي (قوة الشعب) اتخاذ الخطوات اللازمة لاستقرار الوضع السياسي في المستقبل، بما في ذلك مسألة بقائي في السلطة".

اقرأ أيضاً

كوريا الجنوبية.. الادعاء يفتح تحقيقاً في محاولة الرئيس فرض الأحكام العرفية

ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء، الخميس، أن ممثلي الادعاء في كوريا الجنوبية فتحوا تحقيقاً مع الرئيس يون سوك يول ووزير الداخلية ووزير الدفاع السابق

"يجب عليه التنحي"

وبعد خطاب يون، قال زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية هان دونج هون، إن الرئيس لم يعد في وضع يسمح له بأداء مهامه، وأن استقالته المبكرة أصبحت حتمية، لأنه لم يعد في وضع يتيح له ممارسة مهام منصبه.

والجمعة، قال هان إن يون يشكل خطراً على البلاد ويجب إبعاده عن السلطة، ما زاد من الضغوط على يون للاستقالة، على الرغم من أن أعضاء "حزب قوة الشعب" (PPP) أكدوا لاحقاً معارضتهم الرسمية لعزله.

وبعد دقائق من خطاب يون، انتقد زعيم الحزب الديمقراطي المعارض لي جاي ميونج الخطاب ووصفه بأنه "مخيب للآمال للغاية"، وتعهد بمواصلة الضغط من أجل عزل الرئيس.

وقال لي، إن "أكبر خطر يهدد كوريا الجنوبية الآن هو وجود الرئيس ذاته. والطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي تنحي الرئيس على الفور، أو إقالته من منصبه مبكراً من خلال العزل".

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، أن رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان داك سو سيجتمع مع زعيم الحزب الحاكم في سول، السبت، بعد خطاب الرئيس يون، قبل ساعات فقط من التصويت على عزل يون وسط تزايد الدعوات من أعضاء في حزبه للاستقالة.

تصويت على العزل

ومن المقرر أن يصوّت البرلمان، على مشروع قانون لعزل يون، قدمه الحزب الديمقراطي المعارض، في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (08:00 بتوقيت جرينتش)، وفق "بلومبرغ".

وتتوقف النتيجة على ما إذا كانت المعارضة قادرة على حشد 8 أصوات على الأقل من أعضاء حزب يون للحصول على أغلبية الثلثين اللازمة للموافقة على الاقتراح.

وفي حال تمرير التصويت، سيتولى رئيس الوزراء هان داك سو، زمام الأمور في البلاد، حيث سيصبح يون ثالث رئيس كوري جنوبي يخضع لإجراءات عزل من المرجح أن تستمر لعدة أشهر.

وإذا رفض الاقتراح، فسيستمر يون في منصبه كرئيس في الوقت الحالي، ولكن وسط تساؤلات كبيرة معلقة بشأن احتمالات إنهاء ولايته، وموجة محتملة من المظاهرات العامة ضده.

وصدم يون كوريا الجنوبية في وقت متأخر، الثلاثاء، عندما منح الجيش سلطات طوارئ شاملة من أجل استئصال ما أسماه "القوى المناهضة للدولة"، والتغلب على معارضين سياسيين.

وحث بعض أعضاء "حزب قوة الشعب" يون على الاستقالة قبل التصويت، قائلين إنهم لا يريدون تكرار تجربة عزل الرئيسة السابقة بارك كون هيه في عام 2016، والتي تركت منصبها بعد أشهر من الاحتجاجات بالشموع بسبب فضيحة استغلال النفوذ. وتسبب سقوطها في انهيار الحزب وانتصار الليبراليين في الانتخابات الرئاسية والعامة.

وفي مشاهد تذكر بتلك الاحتجاجات، تجمّع الآلاف من المتظاهرين حاملين الشموع خارج البرلمان، مساء الجمعة، للمطالبة بعزل يون. ومن المتوقع أن تشهد البلاد المزيد من المظاهرات السبت قبل التصويت.

وبدأ ممثلو الادعاء والشرطة ومكتب التحقيق مع كبار المسؤولين، تحقيقات مع يون وكبار المسؤولين المتورطين في مرسوم الأحكام العرفية، مما يعرض الرئيس لمواجهة تهم "التمرد وإساءة استخدام السلطة".

تصنيفات

قصص قد تهمك