
تتوقع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تتابع "بقلق" السرعة اللافتة لهجوم فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، أن تنهار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال أيام، وفق ما نقلت شبكة CNN عن 5 مسؤولين.
وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين: "الإجماع المتزايد هو أن سيناريو سقوط نظام الأسد أصبح محتملاً بشكل متزايد"، فيما قدّر مسؤول آخر أن "من المحتمل بحلول نهاية الأسبوع المقبل، أن يكون نظام الأسد قد فقد أي نوع من السلطة".
وتابع هذا المسؤول قائلاً: "الشيء الوحيد الذي قد يؤخر انتصار الفصائل هو وقوع انقلاب منظم جيداً وإعادة تنظيم، ولكن أنصار الأسد قمعوا أي منافسين محتملين" للرئيس.
ولكن المسؤولين الذين تحدثوا لـCNN، اعتبروا أن التقييم الرسمي حول مصير الأسد ليس نهائياً، وأن الآراء تختلف، قائلين إن "سقوطه ليس أمراً محتوماً".
كما قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لموقع "أكسيوس"، إن التقدم السريع الذي أحرزته هذه الفصائل خلال الساعات الـ24 الماضية، زاد بشكل كبير من احتمالات انهيار حكومة الأسد، وسقوط دمشق.
وذكر مسؤول استخباراتي إسرائيلي لـ"أكسيوس"، أن "الأمور تتحرك بسرعة كبيرة، وهناك تأثير الدومينو، سوف يكون هناك قتال في دمشق قريباً".
وتواصل فصائل المعارضة المسلحة تقدمها الخاطف، السبت، إذ أعلنت سيطرتها على معظم أنحاء المناطق الجنوبية، فيما يحاول الجيش السوري الدفاع عن مدينة حمص.
وقالت إدارة العمليات العسكرية للفصائل، إنها بدأت الدفع بتعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة دمشق "لدعم العمليات الجارية هناك".
سوء تقدير جديد لإدارة بايدن
وبدا أن إدارة بايدن فوجئت بسرعة تقدم فصائل المعارضة المسلحة الذي بدأ الأسبوع الماضي، وأيضاً لانهيار قوات الجيش السوري بسرعة.
واجتاحت فصائل المعارضة المسلحة مدينة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات العسكرية السورية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة، إذ استولت الفصائل على سلسلة من المدن الكبرى، وانتفضوا في أماكن بدا أن المعارضة انتهت فيها منذ فترة طويلة.
واعتبر شبكة CNN أن إدارة بايدن أساءت مرة أخرى تقدير الموقف، إذ اعتبرت المخابرات الأميركية سابقاً أن الحكومة الأفغانية ستكون أكثر قدرة على صد هجوم حركة "طالبان"، وهو ما لم يحصل. كما اعتقدت الولايات المتحدة خطأً أن أوكرانيا ستسقط في أيدي روسيا خلال الأيام الأولى للغزو، وهو ما لم يحصل أيضاً.
ونتيجة لذلك، أطلقت المخابرات الأميركية في عام 2022 مراجعة لكيفية تقييم "الرغبة في القتال" لدى الجيوش الأجنبية.
ويقود فصائل المعارضة المسلحة في سوريا "هيئة تحرير الشام" التي تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، علماً أنها كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم "القاعدة".
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لـCNN في نهاية الأسبوع الماضي: "لدينا مخاوف حقيقية بشأن أهداف هذه المنظمة"، لكنه اعتبر أن أميركا "غير متأسفة لتعرض حكومة الأسد، المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله، لهذه الضغوط".