أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن قواته استولت على أراضٍ على الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان، الأحد، بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المستوى السياسي في إسرائيل يدرس تعميق توغل الجيش الإسرائيلي داخل هضبة الجولان السورية بدعوى "منع دخول قوات المتمردين إلى المنطقة".
وقالت إن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر وافق بالإجماع على قرار احتلال المنطقة العازلة ونقاط المراقبة في هضبة الجولان على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.
ونقلت عن مصدر مطلع على الأمر قوله إنه سيتقرر لاحقاً ما إذا كان سيتم توسيع هذه المنطقة، "قبل أن يدخل طرف آخر إلى الفراغ الذي نشأ عن رحيل القوات السورية التابعة لنظام بشار الأسد".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وحدة الكوماندوز التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، سيطرت، الأحد، على موقع عسكري سوري في قمة جبل الشيخ، انسحبت منه قوات نظام الأسد.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيراً عاجلاً، عبر منصة إكس، جاء فيه: "إلى سكان جنوب سوريا: أوفانية، القنيطرة، الحميدية، الصمدانية الغربية، القحطانية، القتال داخل منطقتكم يجبر جيش الدفاع على التحرك ولا ينوي المساس بكم.. من أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم وعدم الخروج حتى إشعار آخر.. انتبهوا، كل تحرك أو تواجد خارج منازلكم يعرضكم للخطر".
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن هذه هي المرة الأولى التي تسيطر فيها إسرائيل على أراضٍ في سوريا منذ حرب 1973.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة بشكل مسبق بعمليتها للسيطرة على المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا والعديد من المواقع الرئيسية الأخرى على الجانب السوري من الحدود".
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن هذه الخطوة ستكون "مؤقتة" وستستمر لبضعة أيام أو أسابيع، حتى يستقر الوضع الأمني على طول الحدود.
وزعم المسؤولون أن فصائل مسلحة سورية هاجمت 4 مواقع على الأقل لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك UNDOF على الجانب السوري من المنطقة العازلة في الأيام الأخيرة، مشيرين إلى أن القوات الإسرائيلية ساعدت قوة المراقبة الأممية في صد هذه الهجمات.
رسائل الأيام الأخيرة
ووفقاً لما نقله "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، نقلت تل أبيب رسائل في الأيام الأخيرة إلى عدة فصائل من المعارضة السورية، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام"، تحذرهم فيها من أنها "إذا اقتربت من الحدود بطريقة تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، فإن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات للرد".
ونفذت إسرائيل عشرات الغارات الجوية ضد القواعد العسكرية السورية والمنشآت ومستودعات الأسلحة.
وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن الضربات استهدفت أنظمة الدفاع الجوي للجيش السوري والمدفعية ومنشآت كانت مرتبطة في السابق بالبرنامج السوري للأسلحة الكيميائية.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس": "لدينا مسؤولية للتأكد من عدم وقوع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية في الأيدي الخطأ".
خطوة مؤقتة
وأكد المسؤولون الإسرائيليون للموقع أن نشر القوات الإسرائيلية على الجانب السوري من الحدود هو "خطوة مؤقتة" تم اتخاذها لضمان عدم حدوث أي محاولات لشن هجوم على تل أبيب من الجانب السوري.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الهدف هو ضمان استقرار الوضع حتى تتضح نوايا اللاعبين الجدد في سوريا، مضيفاً: "نحن لا نتطلع إلى احتلال دائم لمزيد من الأراضي السورية".
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الحدود السورية الإسرائيلية، الأحد، وتلقيا إحاطات من قادة الجيش الإسرائيلي هناك.
وقال نتنياهو: "نرسل يد السلام إلى كل مَن هم خارج حدودنا في سوريا، وإذا تمكنا من إقامة علاقات سلمية ومبنية على حُسن الجوار مع القوى الجديدة الناشئة في البلاد، فإن هذا هو ما نرغب فيه".