اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، الولايات المتحدة وإسرائيل، و"إحدى الدول المجاورة" لسوريا، ولم يذكرها بالاسم، بالوقوف وراء خطة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً أن بلاده "لديها أدلة" على ذلك، وأشار إلى أن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية من تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأن دمشق "تجاهلت العدو".
وسيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" على العاصمة دمشق دون معارضة، الأحد، إثر تقدم خاطف دفع الأسد للفرار إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً، لتنهي أكثر من 5 عقود من حكم عائلته.
وأضاف خامنئي في كلمة خلال لقاء مع آلاف الإيرانيين بالعاصمة طهران: "لا ينبغي الشك في أن ما جرى في سوريا، هو نتيجة مخطط مشترك بين أميركا والكيان الصهيوني"، وفق ما أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
ونقلت الوكالة عنه قوله، إن "إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت دوراً واضحاً في هذا المجال، ولا تزال تلعبه، وهذا أمر يراه الجميع، ولكن المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أميركا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك، وهذه الدلائل لا تترك مجالاً للشك لدى الإنسان".
واعتبر أن "رقعة المقاومة ستنتشر أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها"، مضيفاً: "المقاومة هي المقاومة: كلما زاد الضغط عليها، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعاً"، وفق قوله.
وتابع: "ذلك المحلل الجاهل الذي لا يدرك معنى المقاومة يتصور أنه إذا ضعفت المقاومة، فإن إيران ستضعف أيضاً. ولكنني أقول لكم، إن إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى وأشد اقتداراً".
قوة إيران "لم تتقلص"
والثلاثاء، قال القائد العام لقوات "الحرس الثوري" الإيراني حسين سلامي، الثلاثاء، إن طهران تضعف بعد سقوط حليفها بشار الأسد في سوريا، وفق وسائل إعلام إيرانية.
ونقلت وسائل إعلام عن سلامي قوله، خلال جلسة مغلقة لأعضاء البرلمان لبحث أحدث التطوّرات في سوريا: "لم نضعف ولم تتقلّص قوة إيران".
وأضاف خلال الجلسة: "إسقاط النظام الصهيوني (إسرائيل) ليس خارج قائمة الأولويات"، مشيراً إلى أنه لم تتبق أي قوات إيرانية في سوريا.
وبعد سقوط الأسد، دعت وزارة الخارجية الإيرانية إلى حوار وطني لتشكيل حكومة تمثل جميع شرائح المجتمع السوري.
ودعت فاطمة مهاجراني المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، الثلاثاء إلى "احترام وحدة الأراضي السورية"، قائلة إن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه.
وألمحت دول غربية ودول بالمنطقة، تشمل إيران إلى استعدادها لإقامة صلات جديدة مع قوات المعارضة، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن على اتصال بمجموعات سورية بما في ذلك اتصالات من خلال وسطاء.
وقضى سقوط الأسد على معقل كانت إيران وروسيا، تمارسان من خلاله نفوذهما في أنحاء المنطقة. أما تركيا، التي كانت لفترة طويلة متحالفة مع أعداء الأسد، فخرجت من هذه الأزمة "أكثر قوة"، وفق "رويترز".
توغل إسرائيلي
وفي غضون ساعات من سقوط نظام الأسد، حرّكت إسرائيل قواتها إلى الجولان، وهي أراضٍ سورية ضمتها، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والعديد من الدول بذلك. وتجاوزت إسرائيل المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973. كما استهدفت مخازن قالت إنها تحوي أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوي وصواريخ داخل سوريا.
وأمرت إسرائيل قواتها بإنشاء "منطقة دفاع خالصة" في جنوب سوريا، التي ستفرض بدون وجود إسرائيلي دائم في الوقت الذي تشدد فيه قبضتها على طول الخط الفاصل بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
ولا تزال الأمم المتحدة والعديد من الدول تصنف "هيئة تحرير الشام" على أنها "منظمة إرهابية"، لكن بريطانيا قالت إنها ربما تفكر في إلغاء هذا التصنيف. وقضت الجماعة أعواماً في محاولة تحسين صورتها لطمأنة حكومات العالم والأقليات في سوريا.